رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

سيناريو اليوم التالي داخل قطاع غزة عقب إنتهاء العدوان الإسرائيلي

نشر
غزة
غزة

منذ ما يزيد عن 70 يوما إنطلقت  العدوان الإسرائيلي الغاشم عى قطاع غزة، حيث تم استهداف كافة الأطياف داخل القطاع ما بين نساء شيوخ وأطفال ومدنين .

وتخللت تلك المدة بهدنة إنسانية بين دولة الإحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينة تمت من خلال وسطاء من الجانب المصري والقطري وتمت خلالها عملية تبادل لمجموعة من الأسرى بين الجانبين .

ولكن سرعان ما انتهت تلك الهدنة الإنسانية عقب تمديدها لعدة أيام إضافية وبدء الجانب الإسرائيلي بشن أعنف غاراته على المدنين والنساء والأطفال.

حرب غزة: "إسرائيل حولت مدينتي غزة وخان يونس إلى أرض خراب" – الفاينانشال  تايمز - BBC News عربي
غزة

ومع فشل مجلس الأمن  في إيقاف الحرب والعدوان الإسرائيلي على القطاع  لعدة مرات كما يذكر أيضا أن الولايات المتحدة قامت بإستخدام حق الفيتو في إفشال قرار مجلس الأمن لخطة وقف إطلاق النار بغزة ،تتزايد العديد من الأسئلة حول مستقبل قطاع غزة وكيف ستنتهي الحرب.

ونستعرض خلال التقرير التالي عدة سيناريوهات لما بعد إنتهاء العدوان على القطاع

مصير غزة بعد الحرب.. "إسرائيل تمارس رد فعل متشنج والمجتمع الدولي مشلول بسبب  التحولات الجيوسياسية"
غزة

رؤية الولايات المتحدة حول مستقبل القطاع

يأتي في مقدمة السيناريوهات الأمريكية المطروحة حول مستقبل قطاع غزة ما طرحه معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، تحت عنوان "أهداف الحرب الإسرائيلية ومبادئ الإدارة في غزة في مرحلة ما بعد حماس"، انطلاقاً من افترض مسبق أن إسرائيل ستنجح في تحييد حركة "حماس". وقد ارتكز هذا التصور على شقين إجرائيين: الأول، يقوم على تشكيل "إدارة مؤقتة" في غزة، والثاني، يقوم على إصلاح السلطة الفلسطينية وتمكينها من إدارة القطاع لاحقاً.

وفيما يتعلق بمسألة تشكيل إدارة مؤقتة للقطاع، فقد فقد جاء التصور المطروح بهذا الشأن على النحو التالي:

تشكيل إدارة مدنية، يتولاها مجموعة من التكنوقراط من غزة والضفة الغربية والشتات الفلسطيني، بالإضافة إلى شخصيات محلية مهمة من بلدات قطاع غزة وعشائره، تقوم بإدارة إدارات الحكومة المحلية العاملة بكامل طاقتها (الصحة، التعليم، النقل، القضاء، الرعاية الاجتماعية... إلخ) تحت قيادة "رئيس الشئون الإدارية" الفلسطيني. 

وخلال هذه الفترة الانتقالية تستطيع "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" التابعة للأمم المتحدة" (الأونروا) الاستمرار في تقديم الخدمات الغذائية والصحية والتعليمية الحالية، "ليس أكثر وليس أقل مما كانت تقدمه في الماضي".

 تشكيل جهاز للسلامة العامة/ إنفاذ القانون.. يتولاه اتحاد من الدول العربية الخمس التي أبرمت اتفاقات سلام مع إسرائيل (مصر، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، المغرب). واستهدف المخطط هذه الدول العربية باعتبارها الدول الوحيدة التي ستحظى بثقة إسرائيل.

تشكيل تحالف دولي لإعادة الإعمار والتنمية.. حيث حدد التصور قيام الجهات المانحة الدولية والأمم المتحدة وغيرها من وكالات المعونة الدولية والمنظمات غير الحكومية الدولية بالعمل مع الإدارة المدنية الجديدة في غزة تحت مظلة وكالة جديدة مسئولة عن الإصلاح وإعادة الإعمار والتنمية.

 وأشارت الدراسة إلى أن يتولى هذا الجهد الدول العربية على أن تترأسه دولة الإمارات، باعتبارها -حسب الدراسة- "شريك سلام مع إسرائيل، وتمتلك الموارد المالية الكافية لتكون جهة مانحة كبيرة"، بالإضافة إلى المشاركة السعودية في جهود الإصلاح/ إعادة الإعمار، حيث "يمكن تأطيرها كجزء من التزام الرياض بإعادة فتح مسار نحو صنع السلام الإسرائيلي الفلسطيني"، حسبما أشارت الدراسة، حيث يستهدف التصور هنا الحفاظ على فرص مشروع تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب بعد انتهاء الحرب.

إبادة غزة تشتعل وإسناد الأمة ينطفئ.. انعطافة من أجل الاستدراك | الجزيرة نت
غزة


بينما الدول الأوربية تضع سيناريو آخر لليوم التالي عقب إنتهاء الحرب 
 

غلب على الرؤية الأوروبية التي عبرت عنها الدول الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، خاصة ألمانيا وفرنسا، الاتجاه إلى خيار "تدويل الإدارة الأمنية للقطاع" وضمان القضاء على حماس، وذلك من خلال الإجراءات التالية:

تشكيل تحالف دولي لتأمين غزة بعد الحرب؛ إذ اقترحت ألمانيا من خلال الوثيقة التي أعدتها ووزعتها على عدد من الدول الأوروبية، تولي تحالف دولي تأمين غزة بعد الحرب، وتفكيك أنظمة الأنفاق وتهريب الأسلحة إلى القطاع، وتجفيف منابع الدعم المالي والسياسي لحركة حماس
ويتقاطع ذلك مع ما اقترحته المفوضية الأوروبية ضمن المبادئ الاسترشادية لمرحلة ما بعد الحرب، والتي اقترحت إنشاء "قوة سلام دولية بتفويض أممي" من أجل ضمان القضاء على حماس وعدم عودتها لبناء ترسانتها العسكرية
ووفقاً لتقرير نشرته وكالة "بلومبيرج" في 16 نوفمبر 2023، نقلاً عن عدد من المسئولين الأمريكيين والأوروبيين، فإن كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدعمان وضع خطة لنشر "قوة حفظ سلام أممية" في قطاع غزة بعد الحرب

التأكيد على خيار حل الدولتين.. فقد أكدت المفوضية الأوروبية ضرورة التأسيس لوجود سلطة فلسطينية واحدة فقط ودولة فلسطينية واحدة، تكون غزة جزء أساسياً منها، مع  ضمان تقليص الوجود الأمني الإسرائيلي بالقطاع بحيث لا يكون وجوداً طويل الأمد، بالإضافة إلى رفض التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، وكذلك رفض سياسة الحصار المستمر على القطاع، مع ضمان توفر المقومات الاقتصادية لدولة فلسطينية مستقبلية قادرة على البقاء.
محاربة حماس في إطار تحالف دولي.. فقد اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إسرائيل في 24 أكتوبر 2023، توسيع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ليشمل محاربة حماس.
الرؤية الإسرائيلية... سيطرة أمنية شاملة لتل أبيب وإدارة عربية أو محلية للقطاع.

قطاع غزة - ويكيبيديا
غزة قبل العدوان

بينما الرؤية الإسرائيلية تتلخص في التالي

بدأت إسرائيل حربها ضد قطاع غزة دون أن يكون لديها رؤية محددة بشأن اليوم التالي للحرب، وهو ما كان محل انتقاد وضغط من حلفائها الغربيين. ورغم عدم إصدار الجانب الإسرائيلي رؤية رسمية بشأن مستقبل غزة، لكن خرجت من وقت إلى آخر تصريحات رسمية، وبعض الوثائق، التي عكست الرؤية الإسرائيلية بشأن مستقبل القطاع، والتي مالت إلى إعادة احتلاله وفقاً لنموذج حكم المنطقة "ب" بالضفة الغربية، مع استبدال السلطة الفلسطينية بإدارة مدنية عربية أو إدارة مدنية محلية من بلديات قطاع غزة وعشائره، وسيطرة أمنية إسرائيلية، وذلك عبر الإجراءات التالية:

القضاء على حركة حماس بقطاع غزة: شكل هذا الهدف قاسماً مشتركاً بين معظم الرؤى الإسرائيلية المطروحة، بما في ذلك أعضاء حكومة الحرب من الائتلاف الحكومي والمعارضة، وانعكس ذلك في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وكذلك زعيم حزب المعارضة بيني غانتس.

 السيطرة الأمنية الشاملة على القطاع عقب الحرب وإعادة احتلاله: يعد هذا الهدف أحد مسارات الجدل المطروحة في اللحظة الراهنة، والتي عبر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال تصريحات له لشبكة "إيه بي سي نيوز" في 6 نوفمبر 2023، مؤكداً أن غزة يجب أن يحكمها "أولئك الذين لا يريدون الاستمرار في طريق حماس"، مضيفاً: "أعتقد أن إسرائيل ستتحمل لفترة غير محددة المسئولية الأمنية الشاملة في القطاع لأننا رأينا ما يحدث عندما لا يكون لدينا تواجد هناك

كيف سيكون قطاع غزة عقب إنتهاء الحرب وهل أصبحت حماس ذراع عسكري لإيران ؟
 

كشفت أورنيلا سكر (صحفية متخصصة في الدراسات الا ستشراقية و العلاقات الدولية ومديرة موقع أجيال قرن ال21) في تصريح خاص لها للأمصار : أن الأوضاع في غزة عقب إنتهاء العدوان الإسرائيلي ستزداد أضعاف من المعناة والألم عن سابقها قبل العدوان.

 أورنيلا سكر


وأضافت أن عملية طوفان الأقصي هي في المقام الأول إنجاز ميداني عظيم أعاد الأعتبار للقضية الفلسطينية بالرغم من تقديم الجانب الفلسطيني العديد من التنازلات بأوسلو إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يحترم ذلك واستمر في إقامة المستوطنات والتنكيل والأعتقال .

واستردت حديثها بأن هناك حالة من التشاؤم بسبب عدم وجود قرار عربي موحد ونافذ وأن المنطقة سوف تشهد عدة تغيرات في المستقبل بين عملية التطبيع بين الجانب العربي والإسرائيلي وعلى جانب المشاريع الإقتصادية المتصلة بالرياض أو طريق الحرير وغيرها من الجوانب الترفيهية و الإقتصادية.

وحول القول بأن حماس أصبحت إحدى الأذرع العسكرية لإيران بالمنطقة العربية فقالت سكر بأنة ليس كذلك الأمر لأن إيران تدعم كافة الحركات التحررية بالمنطقة ومن الواضح دعم إيران لحماس بالخبرات والعتاد كما ساعدت حماس على عملية الخرق الإستخباراتي لإسرائيل  ويمكن القول بأن هناك وحدة للساحات بين الجانبين .

وبالعودة لرويترز وما نشرتة عن المرشد الإيراني خامنئي حين قال أن حماس قامت بعملية طوقان الأقصى دون علم الجانب الإيراني فإن إيران لن تنخرط في الصراع مع حماس فإن ذلك يدل ىعلى وجود إستقلالية لإتخاذ القرارات في الجانب الفلسطيني وأن إيران لديها ملفاتها الأولوية مثل العقوبات والملف النووي وتحريك الأموال المجمدة بسبب العقوبات .

وأختتمت تصريحاتها قائله بأن الغرب أصبح موقفه ضعيف وعلى الشرق أن يثق في ذاته أكثر لأن عملية السابع من أكتوبر أدت إلى زعزعة الأقوال حول الجيش الذي لا يقهر وسيكون هناك عدة تغيرات على مستوى العلاقات والوجود الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة ويرجع ذلك لوجود عدة أقطاب جديدة أصبح لها تأثير جديد وتعدد الأقطاب في العالم.