رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ملك الأردن لرئيس فرنسا: الضفة وغزة امتداد للدولة الفلسطينية الواحدة

نشر
جانب من لقاء ملك
جانب من لقاء ملك الأردن ورئيس فرنسا

أكد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، لدى لقائه رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، في العقبة، اليوم الخميس، ضرورة أن يضغط العالم بأسره لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين.

وجدد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، طبقًا لبيان الديوان الملكي، التأكيد على أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة سيكون له تبعات كارثية على المنطقة بأكملها، مشددًا على ضرورة التحرك وبشكل فوري لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى قطاع غزة، الذي يشهد وضعًا إنسانيًا كارثيًا.

ونبه ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، من الأعمال العدائية التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، والانتهاكات للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي قد تؤدى إلى خروج الوضع في الضفة عن السيطرة.

وأعاد الملك عبدالله الثاني، التأكيد على رفض الأردن المطلق للتهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، محذرًا من أية محاولات للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مشددًا على أنهما امتداد للدولة الفلسطينية الواحدة.

وجدد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، التأكيد على أنه لا سلام ولا استقرار دون حل عادل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، يلبي كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أهمية دور فرنسا والاتحاد الأوروبي في دعم حل الدولتين، ما يتطلب تكثيف الجهود المبذولة للتوصل إلى أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم.

من جانبه، عبر رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، عن تقديره لجهود الأردن، بقيادة الملك، في السعي نحو تحقيق السلام على أساس حل الدولتين، الذي يضمن الأمن والاستقرار للمنطقة.

وأشاد رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، بدور الأردن المهم في تعزيز التنسيق الأممي والدولي لمضاعفة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وبجهوده في تقديم المواد الإغاثية وتوفير الخدمات الطبية من خلال المستشفيين الميدانيين فى القطاع.

كما عبر رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، عن رغبة بلاده بمعالجة عدد من الأطفال الغزيين المصابين بالسرطان في مستشفيات فرنسا بالتنسيق مع الأردن، لافتًا إلى أن هناك رغبة من دول أوروبية لاستقبال أطفال مصابين من غزة لتلقى العلاج.

وأكد ماكرون، حرص فرنسا على زيادة المساعدات الإنسانية الموجهة لقطاع غزة، بالتنسيق مع الأردن، مرحبا بالإعلان عن بدء إجراءات تسهيل عبور المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم.

حضر اللقاء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك، الدكتور جعفر حسان، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، والوفد المرافق لرئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، وسفير فرنسا لدى مملكة الأردن اليكسى لو كوور غرانميزون.

وكان ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، في استقبال رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، لدى وصوله إلى مطار الملك الحسين الدولي بالعقبة، اليوم الخميس.

ومن المقرر أن ينتقل رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، لاحقا إلى قاعدة جوية للاحتفال بأعياد الميلاد مع الجنود الفرنسيين المنتشرين في هذا البلد.

هدنة فورية

وقال الإليزيه في بيان إن هذا اللقاء سيشكل "فرصة للعودة إلى العمل المشترك بيننا وشركائنا الأردنيين فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والطبية للسكان المدنيين في قطاع غزة".

وستتوجه إلى عمان طائرتان فرنسيتان جديدتان تنقلان مساعدات إنسانية مخصصة للمدنيين في قطاع غزة (من المقرر وصول الأولى هذا الخميس والثانية الثلاثاء المقبل).

وأضافت الرئاسة الفرنسية أن "رئيس الدولة سيؤكد بهذه المناسبة على ضرورة التوصل إلى هدنة فورية جديدة تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار".

ومع اعترافه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، أكد رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، الأربعاء في مقابلة مع قناة "فرانس 5"، إنه "لا يمكننا أن نسمح بترسيخ فكرة أن محاربة الإرهاب بشكل فعال يعني تدمير كل شيء في غزة أو مهاجمة السكان المدنيين بشكل عشوائي والتسبب في سقوط ضحايا مدنيين".

كما شدد رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، على "ضرورة العمل على تهيئة الظروف الملائمة للعودة إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط مع كافة شركائنا".

الاحتفال بعيد المبلاد

ومن المتوقع بعد ذلك أن يزور رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، قاعدة جوية في الأردن تتمركز فيها قوات فرنسية "لتسليط الضوء على التزام فرنسا الدائم بمكافحة الإرهاب"، بحسب الإليزيه.

وفي خضم الاضطرابات السياسية في فرنسا بسبب إقرار قانون الهجرة، سيلقي ماكرون كلمة أمام 350 جنديا فرنسيا في القاعدة قبل تناول عشاء عيد الميلاد الذي أعدته مطابخ الرئاسة.

ويشكل الجنود الفرنسيون المنتشرون في الأردن جزءا من عملية "شمّال" التي تضم إلى الجنود المتمركزين في الأردن إلى جانب 250 جنديا فرنسيا في العراق وسوريا في إطار المشاركة الفرنسية في عملية "العزم الصلب" التي انطلقت في 2014 ضد تنظيم داعش وتديرها الولايات المتحدة.

وكان مقتل ثلاثة جنود فرنسيين هذا الصيف في العراق -أحد أفراد القوات الخاصة أثناء العمليات، وجندي في حادث، وثالث خلال "تدريب عملياتي"- تذكيرا بأن فرنسا لا تزال منخرطة في المنطقة التي لا يزال التنظيم ينشط فيها.

لكن "العملية تطورت وتركز حاليا على تقديم المشورة والمساعدة ومهام التسهيل لصالح القوات العراقية"، بحسب الإليزيه الذي أوضح أن عدد الضربات المساندة للقوات العراقية أصبح اليوم "قليلا".

وتتمركز حاليا أربع طائرات رافال في الأردن. وهذه هى المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس الفرنسي قاعدة جوية مؤقتة في الخارج للقوات الجوية الفرنسية في عيد الميلاد.