رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

حرب غزة.. تعرف على خسائر إسرائيل منذ بدء العملية العسكرية

نشر
الأمصار

دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اليوم، يومها الـ76  في ظل استمرار القصف والاشتباكات من شمالي القطاع إلى جنوبه.

الخسائر متواصلة

ووصف أطباء إسرائيليون الأوضاع في المستشفيات "لم نمر قط بأي شيء مماثل لهذا"، فالخسائر المتواصلة ميدانيًا أجبرت قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي على اتباع سياسة التضليل.

تفاوت رهيب بين الأرقام الرسمية المعلنة من جيش الاحتلال، وما تعلنه المؤسسات الصحية، ما يثبت زيف رواية الجيش حول أعداد القتلى والمصابين منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم، كما أن أعداد المصابين في المستشفيات الإسرائيلية، لا سيما مع بدء العملية البرية تزداد بشكل كبير، وكلها دلائل على أن قادة الاحتلال هدفهم إرضاء الجبهة الداخلية أو حتى غرورهم، متعمدين تضليل الرأي العام الداخلي، إذ إن الكشف عن الأرقام الدقيقة، قد يكتب نهاية الحياة السياسية للكثيرين منهم.

محللون عسكريون أكدوا مرارًا أن الجانب الإسرائيلي يخفي خسائره، خاصة العدد الحقيقي لقتلاه من أجل الوضع الداخلي لأنه قد يحبط المواطنين بل ويوجهون الرأي العام إلى ما يطلقون عليه "الفضائيات المعادية". 

الاقتصاد الإسرائيلي يتهاوى جراء الحرب


والخسائر الاقتصادية ليست حجر على غزة والدول المجاورة فقط بل بدأت تطيح بالاقتصادي الإسرائيلي نفسه، إذ قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "OCED"، إن حرب غزة لها تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الاقتصاد كان يبلي بلاء حسنا قبل الحرب، وأن التقديرات تشير إلى أن تأثير الصراع سيتركز على نحو كبير في الربع الأخير من 2023 مما سيؤدي إلى تباطؤ مؤقت لكنه واضح للنشاط الاقتصادي في إسرائيل.

وذكرت المنظمة أن الأثر الاقتصادي للصراع الآخذ في التطور يتسم بعدم اليقين بشكل كبير ويتوقف على مدة الصراع ونطاقه وشدته، مشيرة إلى أن الاضطرابات على جانب العرض بسبب الوضع الأمني والتراجع الواضح في القوى العاملة المدنية إلى جانب ضعف الثقة في الاقتصاد سيؤديان بشكل رئيسي إلى التأثير على الاستهلاك الخاص والاستثمار.

وتوقعت المنظمة تباطؤ نمو الاقتصاد الإسرائيلي، الذي بلغ 6.4% العام الماضي، إلى 2.3% في 2023، و1.5% في 2024 قبل أن يتعافى إلى 4.5% في 2025. فضلا عن ذلك تقول المنظمة إن ثقة المستهلكين والشركات في الاقتصاد الإسرائيلي تهاوت في أكتوبر.

وأضافت أن البلاد تعاني نقصا شديدا في العمالة وذلك بسبب استدعاء جنود الاحتياط للخدمة وإجلاء السكان القريبين من الحدود مع قطاع غزة ولبنان وغياب الوالدين عن العمل بسبب توقف العملية التعليمية ونقص العمالة الفلسطينية ورحيل العديد من العاملين الأجانب عن البلاد، علاوة على ذلك ارتفع بشكل ملحوظ عدد العاملين الذين منحوا إجازات إلزامية من العمل، بسبب إغلاق مؤقت للأنشطة على سبيل المثال، وانخفضت فرص العمل المتاحة بشكل حاد في أكتوبر.

وفي تقرير صدر الأسبوع الماضي عن بنك "جيه بي مورغان تشيس"، قال فيه إن الاقتصاد الإسرائيلي قد ينكمش بنسبة 11 بالمئة على أساس سنوي، في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، مع تصاعد الحرب على قطاع غزة، وكانت آخر مرة سجلت فيها إسرائيل هذا الانكماش خلال عام 2020، مع إغلاق الاقتصاد بسبب تفشي جائحة كورونا.

"مرحلة جديدة" من حرب غزة

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن مسؤولي إدارة جو بايدن يريدون أن تنتقل إسرائيل إلى مرحلة "أقل حدة" من حربها في قطاع غزة "قريبا"، وبالتحديد بحلول 1 يناير المقبل.

ووفقا لكاتب مقالات الرأي دافيد إغناتيوس، فإن وزارة الخارجية الأميركية أعدت وثيقة مكونة من 20 صفحة، تطرح خيارات لغزة ما بعد الحرب.

ويقول إغناتيوس إن الوثيقة تشير إلى أن "الأمن في غزة يمكن التعامل معه من قبل الفلسطينيين الذين لا ينتمون إلى حماس، الذين هم على استعداد للتعاون مع القوات الإسرائيلية، التي ما تزال تطوق الحدود".

وأضاف: "من الناحية المثالية، سيتم تعزيز قوة الأمن هذه بقوات أجنبية تعمل بموجب تفويض من الأمم المتحدة".

وذكر إغناتيوس أيضا أن إسرائيل تستكشف إمكانية إنشاء ما سماها "جزر إنسانية" شمالي غزة، مع تحول القتال بشكل متزايد نحو الجنوب.

وأشار إلى أن "المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يرون نقطة انعطاف تقترب في حرب غزة".

وتابع: "قد تشمل المرحلة التالية إحياء مفاوضات إطلاق سراح الرهائن مع حماس، وما يصاحب ذلك من وقف لإطلاق النار يدوم لعدة أسابيع، يعقبه انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، وخاصة في شمال غزة".

ويصر كبار المسؤولين الإسرائيليين على أن الحرب ستستمر لعدة أشهر، لكن، وفق الكاتب الأميركي، فإن قادة إسرائيل يدركون أنهم في الحاجة إلى "الانتقال إلى مرحلة جديدة"، بهدف السماح لجنود الاحتياط بمغادرة الخطوط الأمامية والعودة إلى وظائفهم.

وأضاف: "يتحدث بعض المسؤولين الإسرائيليين عن عملية انتقالية في شهر يناير أو بعده، لكن هناك اعترافا واضحا بأن مرحلة جديدة مقبلة".

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

واشتعل "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، بعدما شنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، صباح السبت 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجومًا قويًا غير مسبوق على إسرائيل جوًا وبحرًا وبرًا، أسفر عن مقتل 900 قتيل و2500 جريح إسرائيلي.

وبدأ هجوم "حماس" القوي، نحو الساعة السادسة والنصف صباح السبت (التوقيت المحلي)، بإطلاق عدد كبير من الصواريخ على جنوب إسرائيل تسبب في دوي صفارات الإنذار، وأشارت حماس إلى أنها أطلقت نحو خمسة آلاف صاروخ، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن العدد لا يتجاوز 2500 صاروخ، ولم يكن الهدف الرئيس من الهجوم الصاروخي للحركة، كما بدا لاحقًا، إلا التغطية على هجوم أوسع وأكثر تعقيدًا، نجح من خلاله نحو ألف مقاتل من مقاتلي حركة حماس، وحركات أخرى متحالفة معها، في اجتياز الحواجز الأمنية إلى داخل الأراضي والمستوطنات الإسرائيلية عبر الجو والبحر والبر، في فشل أمني واستخباراتي واسع لم تشهده إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973.