رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الأولى من نوعها منذ 2019.. أهمية زيارة بوتين إلى الإمارات

نشر
 الرئيس الإماراتي، الشيخ
الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

يوجه العالم أنظاره حول المحاولات الروسية للانخراط في منطقة الشرق الأوسط، والذي يُعدّ تطورًا إيجابيًّا، وبالأخص من المنظور الإماراتي، حيث تحاول الإمارات بعلاقتها مع الكرملين، حل التحديات الأمنية الإقليمية.

الزيارات الخارجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، نادرة بشكل عام خلال السنوات الأخيرة، واقتصرت زيارته على بلدان معظمها من دول الاتحاد السوفياتي السابق، وآخر زيارة له لدولة خارج هذه البلدان كانت للصين في أكتوبر الماضي.

وفي إطار ذلك، استقبل الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الأربعاء، فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية الذي يقوم بزيارة دولة إلى الإمارات".

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في أبوظبي، عقب وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أبوظبي، الأربعاء، في المحطة الأولى من زيارة عمل تشمل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن العلاقات بين روسيا والإمارات وصلت إلى مستوى غير مسبوق.

أهم ما ارتكز عليه لقاء اليوم بين الإمارات وروسيا

بوتين

-أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن بلاده والإمارات تنفذان مشاريع كبيرة في مجال النفط والغاز وتنسقان ضمن صيغة أوبك+.

-مناقشة الأحداث الإقليمية والدولية وعلى رأسها الصراع في غزة.

-مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا وتوسيع مجالات التعاون لمزيد من النمو والتطور خلال الفترة المقبلة

روسيا والإمارات: شراكة استراتيجية متعددة الجوانب والأبعاد

وفي أكتوبر الماضي، توجه الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان" رئيس دولة الإمارات إلى روسيا، للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك لمناقشة العلاقات المشتركة بين الجانبين، فضلًا عن القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتباحث حول سُبل خفض التصعيد العسكري بين "موسكو" و"كييف" والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة المتفاقمة بينهما.

وجاءت زيارة الرئيس الإماراتي، إلى روسيا، للقاء نظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، لمناقشة العلاقات المشتركة بين الجانبين، فضلًا عن القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتباحث حول سُبل خفض التصعيد العسكري بين "موسكو" و"كييف" والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة المتفاقمة بينهما.

وقد جاءت زيارة رئيس الإمارات إلى روسيا بعد أسبوع من اتفاق "أوبك +" على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًّا لدعم الأسعار، وذلك على الرغم من دعوات الولايات المتحدة الأمريكية لضخ المزيد من النفط في الأسواق لدعم الاقتصاد العالمي.

حيث وصفت الكرملين قرار "أوبك +" بأنه "عمل متوازن ومدروس و مخطط للدول التي تتخذ موقفًا مسؤولًا داخل تحالف "أوبك +"، في المقابل ذكر بيان للبيت الأبيض أن الرئيس "جو بايدن" أصيب بخيبة أمل بسبب القرار الذي اتخذته "أوبك +" لخفض حصص الإنتاج في ظل معاناة الاقتصاد العالمي من التأثير السلبي المستمر للأزمة الروسية الأوكرانية.

ويعد التعاون في مجال الطاقة بين روسيا و الإمارات واحدًا من مجالات عديدة شهدت تطورًا متناميًا بين الدولتين. وعلى الرغم من أن الإمارات توصف في كثير من الأحيان بأنها أقوى شريك أمني للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج، فإن علاقتها بروسيا قد تعززت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وهو ما تجلى بشكل واضح في يونيو 2018، عندما أبرمت روسيا اتفاقية شراكة استراتيجية مع الإمارات، وهي أول اتفاقية من نوعها بين روسيا ودولة عضو في مجلس التعاون الخليجي.

وأما عن تطور التعاون في مجال الدفاع والطاقة بين روسيا والإمارات

احتفظت الإمارات و روسيا بعلاقات عسكرية عالية المستوى، وهو ما ظهر جليًّا في توقيع الجانبين العديد من اتفاقيات التعاون العسكري المتعلقة بالعتاد والتسليح وتبادل المعلومات بشأن مكافحة الإرهاب

ومن أبرز اتفاقيات التعاون العسكري الموقعة بين روسيا والإمارات:

- الاتفاقية الموقعة في عام 2000 بين الدولتين بشأن تصنيع منظومة "بانتسير- إس 1" خصيصًا للإمارات، وبالفعل استلمت أول منظومة دفاعية من "بانتسير- إس 1" في عام 2007.

- توقيع اتفاقية في عام 2017؛ لدراسة مواصفات وقدرات أنواع من الطائرات الروسية.

- توقيع اتفاقية في عام 2018؛ لدراسة وشراء وتطوير أجزاء لمعدات روسية عسكرية متطورة.

التعاون الاقتصادي والتجاري المتصاعد بين روسيا والإمارات

شهدت العلاقات التجارية بين روسيا والإمارات تناميًّا ملحوظًا؛ حيث تضاعف حجم التبادل التجاري بين الجانبين ليصل إلى 5.16 مليارات دولار أمريكي وذلك في عام 2021، وذلك وفقًا لقاعدة بيانات الأمم المتحدة الخاصة بالتجارة الدولية (COMTRADE)؛ مما جعل دولة الإمارات هي أكبر شريك تجاري مع روسيا من بين دول الخليج؛ حيث تستحوذ الإمارات على نحو 55% من إجمالي تجارة روسيا مع دول المنطقة.

هذا وقد بلغت واردات الإمارات من روسيا 3.71 مليارات دولار أمريكي خلال عام 2021، وتتمثل أبرز تلك الواردات في: لؤلؤ وأحجار الكريمة ومعادن وعملات معدنية بقيمة 2.17 مليار دولار أمريكي، وحديد وصلب بقيمة 393.19 مليون دولار، ومنتجات صيدلانية بقيمة 188.45 مليون دولار أمريكي، ونيكل بقيمة 177.34 مليون دولار أمريكي، وطائرات ومركبات فضائية بقيمة 171.14 مليون دولار أمريكي، في المقابل بلغت صادرات الإمارات إلى روسيا 1.45 مليار دولار أمريكي خلال عام 2021، بلغت صادرات المعدات الكهربائية والإلكترونية منها نحو 732.32 مليون دولار أمريكي، مستحوذة بذلك على أكثر من 50% من إجمالي الصادرات إلى روسيا.

بالإضافة إلى ذلك، تُعَد الإمارات مقصدًا لعدد كبير من السياح الروس، ويوجد بها أكثر من 4 آلاف شركة روسية، في حين تستثمر الإمارات في أكثر من 60 مشروعًا في روسيا، وبشكل عام، يبلغ إجمالي الاستثمارات الأجنبية المتبادلة بين الدولتين نحو 1.8 مليار دولار أمريكي؛ حيث تُعَد الإمارات أكبر مستثمر عربي في روسيا وأكبر وجهة متلقية للاستثمارات الروسية من بين الدول العربية.