رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

فرج جودة يكتب: هل انتصرت غزة؟ 

نشر
الأمصار

‏بعد ما يقارب الخمسين يوما من الحرب على غزة وبعد استشهاد أكثر من ١٥٠٠٠ شهيدا وفقدان أكثر من ٥٠٠٠ تحت الأنقاض، نطرح السؤال التالي: هل انتصرت المقاومة الفلسطينية؟

في صباح السابع من أكتوبر استيقظ العالم على أخبار ومشاهد غير مألوفة من فلسطين، وكانت تلك المشاهد عن أسر المقاومة الفلسطينية لأعداد كبيرة من الإسرائيليين.

للمرة الأولى نرى الجيش الذي لا يقهر وهو مهزوم، ونرى الدولة العبرية المعروف عنها بأنها الأكثر أمانا في العالم مرعوبة، وقد تحولت وبفعل المقاومة الفلسطينية وبأسلحة وطائرات مصنوعة يدويا، تحولت إلى أكثر البلدان رعباً، فقاموا وعلى الفور بالرد وذلك عبر العدوان على غزة برًا وبحرًا وجوًا لأكثر من خمسين يوماً.

لم يحرك المجتمع الدولي أي ساكن لمحاسبة الكيان الصهيوني ولم يقم بأي إجراء لردعه، بعد أن تم تدمير مدينة بكاملها واستشهاد أكثر من ١٥٠٠٠ شخص.

سأستعرض الآن على شخصك الكريم بعض النقاط التي يجب مراعاتها عند الإجابة على سؤالي.

هل انتصر جيش الاحتلال في غزة ٢٠٢٣؟
وسأترك الإجابة لك ولكن قبل أن تتسرع بالإجابة سأعرض بعض النقاط التي قد تحتاجها قبل أن تجيب على السؤال لأن تحليل الانتصار العسكري يتطلب تقييما شاملا لعدة جوانب منها:

* تحقيق الأهداف: مدى نجاح القوات في تحقيق الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية.

* التكلفة البشرية والمالية: قياس الخسائر البشرية والمالية التي تكبدتها القوات المشاركة في الانتصار.

* التأثير الاستراتيجي: تحليل كيفية تأثير الانتصار على الوضع الاستراتيجي للدولة المعنية وحلفائها.

* الاستجابة الدولية: تقييم ردود الفعل الدولية وكيف تأثرت العلاقات الدولية للدولة الفائزة.

* التأثير الإنساني: تقييم التأثير على المدنيين وهياكل البنية المدنية خلال العملية.

* التأثير على التوازن الإقليمي: كيف أثر الانتصار على التوازن الإقليمي والقوى المحيطة بالدولة المعنية.

* الاستدامة: قدرة القوات على الاستمرار في المعركة والتأثير على الطول الزمني.

وبعد أن استعرضنا بعض النقاط المهمة والجوانب التي يجب مراعاتها عند تحليل معنى الانتصار العسكري.

الآن جاء الوقت الذي لا بد فيه وأن نتحدث عن المقاومة في غزة وهي أكثر من فصيل منها القسام وسرايا القدس، وعندما نتحدث عن المقاومة فنحن نتحدث عن مجموعات من البشر تدافع عن وطنها تسعى إلى التحرير وهذا حق مشروع بقوانين المجتمع الدولي.

فقد اعتمدت الجمعية العامة في عام 1960 إعلانها التاريخي المتعلق بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، وأكد الإعلان حق جميع الشعوب في تقرير المصير، وأعلن ضرورة الإنهاء السريع وغير المشروع للاستعمار، وبعد عامين، أُنشئت اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار لرصد تنفيذ الإعلان.

وأصدرت الأمم المتحدة الكثير من القوانين:
"كما ورد في المادة الثانية من إعلان حقوق الإنسان والمواطن الصادر في 26 أغسطس/ آب 1789، فإن" مقاومة القمع هي حق أساسي، وللفلسطينيين حق المطالبة به "كما أصدرت الأمم المتحدة الكثير من القوانين منها:
القانون رقم ١٥١٤
والقانون رقم ٣٢٣٦
والقانون رقم ٢٦٤٩
والكثير من القوانين التي تعطى الحق لأي مقاوم في الدفاع عن أرضه والسعي إلى التحرر من الاستعمار.

السؤال المهم الآن والذي قامت من أجله حرب السابع من أكتوبر والذي كلف غزة أكثر من ١٥٠٠٠ شهيدا، وتدمير شبه كامل لمدينة لا تملك من مقومات الحياة سوى القليل، ولكن تعمد هذا الكيان الإرهابي على هدم المنازل والمستشفيات والمساجد والبنية التحتية لمدينة تعيش على أقل ما يمكن أن يحتاجه إنسان ليستمر في الحياة.

صديقي العزيز سأترك لك إجابة السؤال هل انتصرت المقاومة في حربها أمام الكيان الصهيوني؟ لكن انتصار المقاومة يعتمد على عدة عوامل ويتطلب تحليلا شاملا لبعض النقاط منها:

* التنظيم الفعال: قوة المقاومة تعتمد على قدرتها على التنظيم الداخلي والتكتيكات الفعالة.

* الدعم الشعبي: تأييد الشعب ومشاركته في القضية يلعب دورا حاسما في نجاح المقاومة.

* الاستراتيجية السياسية: فهم جيد للسياق السياسي واختيار استراتيجيات تتناسب معها يكون حاسما.

* التحالفات الدولية: الحصول على دعم دولي أو تحالفات قوية يعزز فرص النجاح.

* التوازن الإعلامي: التأثير الإعلامي للمقاومة يسهم في تشكيل الرأي العام وكسب الدعم.

* المرونة والتكيف: القدرة على التكيف مع التغيرات في السياق وتعديل الاستراتيجيات بمرونة.

* التكنولوجيا والموارد: استخدام التكنولوجيا بشكل فعال وتوفر الموارد الضرورية تعزز من فرص النجاح.

* القيادة الفعالة: وجود قيادة قوية وفعالة يلعب دورا كبيرا في تحقيق الأهداف.

بعد أن استعرضنا كل هذه النقاط المهمة، دعني أقولها لك ولكل العالم حتى وبعد استشهاد أكثر من ١٥ ألف شهيد وتدمير كامل لمدينة محاصرة من ١٧ عاما، هي أن جيش الاحتلال لم يحقق ولو هدف واحد من أهدافه....

وأخيراً بعد أن استعرضنا كل النقاط:
أولا: أن جيش الاحتلال لم يحقق أي هدف من أهداف العدوان على غزة.

ثانياً: بقاء المقاومة بكامل جهوزيتها وتحكمها في مجريات الحرب.

ثالثاً: إطلاق الصواريخ كل يوم ولآخر يوم قبل الهدنة

رابعاً: عدم أسر أي قيادي أو عنصر من المقاومة وعدم الوصول إلى أي نفق من الأنفاق.

خامسا: ظهور أفراد المقاومة الفلسطينية باللباس العسكري عند تسليم الأسرى.

سادسا: تسليم الاسرى من شمال غزة لجنوبها دليل على أنهم ما زالوا مسيطرين على غزة كلها وإنهم لغالبون.

فى النهاية يجب أن نعلم جميعا بعض الحقائق المهمة:

* المقاومة حق مشروع لتحرير الأرض بحكم الدين وقوانين المجتمع الدولى والعرف.
* لم تهزم مقاومة أمام مستعمر على مرِّ التاريخ، دائما ما يخبرنا التاريخ أن المقاومة تنتصر ولو بعد حين.
سأترك لك أنت الإجابة بعد أن استعرضنا كل هذه النقاط.
هل انتصرت غزة؟