رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

كيف سبب "طوفان الأقصى" صدمة داخل المجتمع الإسرائيلي؟!

نشر
الأمصار

كشفت ليلخا سيجان، الكاتبة والمحللة الإسرائيلية، أنه لا ينام أحد في إسرائيل جيدًا أو يعمل بشكل طبيعي هذه الأيام، وذلك لأن مئات الآلاف موجودون في الملاجئ، مطرودون من منازلهم، ومجبرون على النفي أو تأجيل دراساتهم العليا، ومئات الآلاف يتطوعون في بيئة مدنية. 

صدمة في إسرائيل

وأكدت سيجان الكاتبة والمحللة الإسرائيلية في مقالها بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أنه رغم أننا ما زلنا في منتصف الحدث، إلا أن الرموز تتساقط ببطء، لأن 7 أكتوبر يعيد تعريف أشياء كثيرة كانت حتى وقت قريب أمرا مفروغا منه،  معترفة أن الوهم انفجر، والذي ظل لسنوات عديدة ظلت سمعة لإسرائيل، وحتى أولئك الذين لم يحبوا إسرائيل، قدّروها. 

وأضافت  الكاتبة والمحللة الإسرائيلية،  أنه في صباح أحد الأيام، استُخدمت جميع نقاط الضعف لدى إسرائيل، وتبين أن الشعور بالأمن، على العديد من المستويات، كان مجرد وهم. 

وبينت سيجان  الكاتبة والمحللة الإسرائيلية، أن الإسرائيليين عاشوا في الوهم بأنهم الأفضل، دون الحاجة إلى إثبات ذلك، وعلى هذا الشعور بنوا الجبال والتلال، وقاموا بالتحركات، ولكن الآن لم يعد هناك شيء مفروغ منه.

مناصب لغير الكفاءات

وأشارت الكاتبة والمحللة الإسرائيلية، أن  ما أوصل الإسرائيليين إلى هذه الهزيمة هو الثقافة المتداخلة وغياب الاحترافية، مبينة أنهم  أدركوا بالطريقة الصعبة أنهم كدولة صغيرة محاطة بالأعداء، تحتاج إلى الأفضل في أهم المناصب، دون أي تنازلات، ليس لديهم  امتياز تعيين أشخاص ليسوا قادة في مجالهم في مناصب حاسمة، وهو ما تسبب في الهزيمة.

وطالبت الكاتبة والمحللة الإسرائيلية، أنه بعد ثلاثة أسابيع ونصف من وقوع الكارثة، حان الوقت للبدء في إصلاح كل شيء من الداخل، حيث عدد لا بأس به من المكاتب الحكومية الأساسية لا يعمل، ومع تشكيل حكومة الحرب، يجب الآن تشكيل حكومة الجبهة الداخلية، والتي يجب أن تتكون فقط من الأشخاص ذوي الذكاء والإيصالات والقدرات. 

وتعد  الكاتبة والمحللة الإسرائيلية ليلاخ سيغان كاتب عمود وصحفي وكاتب في صحيفة معاريف، شغلت مجموعة متنوعة من المناصب العليا في الكتابة والتحرير، من بينها عملها كمحررة للملحق اليومي "جلوب هراب" ورئيسة التحرير المسؤولة عن مجلة “فيرما”، كما كانت سيجان أيضًا سيدة أعمال ورئيس تحرير "مؤشر العلامة التجارية" الخاص بشركة Globes،  وسبق لها أن استضافت العديد من البرامج التليفزيونية، وأصدرت أربعة كتب هي: "رواية للمبتدئين"، و"الشوق إلى ماكس"، و"الآلهة الجديدة"، و"ملاعق"، وحاليًا تعد سيغان، كاتب عمود أسبوعي في عدد عطلة نهاية الأسبوع في معاريف.

طريق الهند وأوروبا

بينما أوضحت آنا براسكي المحللة السياسية الإسرائيلية، أن عملية طوفان الأقصى أوقفت فكرة طريق الهند أوزروبا، والذي كان عبره المليارات سوف تتدفق إلى إسرائيل - من واشنطن، من المملكة العربية السعودية، على شكل خط سكة حديد سيمتد من الهند إلى الغرب.

وبحسب  الكاتبة والمحللة الإسرائيلية تتمحور فكرة المشروع الذي تدعمه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول ربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط، بما يخفّض التكاليف اللوجستية للنقل، ويعزّز فرص التنمية في المنطقة التي يشملها. ويتكوّن المشروع من ممرّين: هما الممرّ الشرقي ويربط الهند بدول الخليج العربي، والممرّ الشمالي الذي يربط دول الخليج بأوروبا عبر الأردن وإسرائيل. في 10 سبتمبر 2023، تم الكشف عن مذكرة التفاهم خلال قمة مجموعة العشرين في نيودلهي 2023 من قبل حكومات التالية.

سيربط الممر الشرقي وتحديداً من ميناء موندرا الهندي على الساحل الغربي بميناء الفجيرة ثم يستخدم خط السكة الحديد عبر السعودية والأردن لنقل البضائع عبر حاويات موحدة إلى ميناء حيفا الإسرائيلي، بحسب  الكاتبة والمحللة الإسرائيلية

بينما سيربط الممر الغربي وتحديداً من ميناء حيفا إلى موانئ مختلفة مثل مرسيليا في فرنسا وموانئ أخرى في إيطاليا واليونان.

وأشارت براسكي إلى، أنه  سيؤدي التطبيع مع المملكة العربية السعودية، في الواقع، إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي العربي دون تسليم الضفة الغربية للفلسطينيين، وستتمركز الكوكبة الجديدة، وسيتنسى لنتنياهو التحالف مع بن جابر، وليس اتفاق أوسلو رابين، بل الشرق الأوسط الجديد لشيمون بيريز، المبني على جدار جابوتنسكي الحديدي، وسيطلق عليه أيضاً "حامي إسرائيل"، ويمكنت أن يحصل على جائزة نوبل للسلام.