رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

التوغل البري داخل قطاع غزة..هل سيغير مجرى الحرب

نشر
الأمصار

دقت طبول الخطر من التوغل البري داخل قطاع غزة بعد الإندار الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة تمهيدًا لإجتياحها، حيث يحذر خبراء عسكريون من أن إقدام الجيش الإسرائيلي على اجتياح بري لقطاع غزة ستكون له عواقبه الوخيمة على إسرائيل نفسها، وليس القطاع فقط، وسيجر عليها تكاليف عسكرية وسياسية واقتصادية كبيرة.

ومع فجر الجمعة، نشر الجيش الإسرائيلي، بيانا، عن التوغل البري داخل قطاع غزة  قال فيه عبر المتحدث باسمه، إنه "يدعو كافة سكان مدينة غزة لإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا"؛ تمهيدا لقيامه بعملية عسكرية واسعة للانتقام من هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل.

وبرر المتحدث طلب الإخلاء و التوغل البري داخل قطاع غزة بأن حركة حماس "فتحت الحرب ضد إسرائيل"، وأن مسلحيها "يختبئون داخل مدينة غزة في الأنفاق تحت البيوت وداخل مباني مكتظة بالسكان".
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن الجيش الإسرائيلي أبلغها أن 1.1 مليون فلسطيني في غزة، أي نحو نصف سكان القطاع، يجب أن ينتقلوا إلى الجنوب خلال الـ24 ساعة المقبلة.

يأتي هذا وسط تقارير صحفية عن أن الجيش الإسرائيلي يتحضر لعملية التوغل البري داخل قطاع غزة  "قد تستمر لأشهر"، وينتظر الموافقة السياسية عليها.

مخاطرة كبيرة

الخبير العسكري ورئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الإستراتيجية، العميد سمير راغب، يحذر من أن التوغل البري داخل قطاع غزة، سيكون مغامرة محفوفة بالمخاطر، مستندا في ذلك على أن الجيش الإسرائيلي حاول اجتياح القطاع سابقا عام 2014، وفشل.
المناطق الاستيطانية في غلاف غزة، لم تكن بمأمن من ضربات المقاومة، فكيف سيكون الوضع لو دخل الإسرائيليون القطاع بأنفسهم؟، سيتعرضون للهجمات بشكل يومي.
إعادة ربط القطاع مرة بأخرى بإسرائيل، سيجعلها مسؤولة عن القطاع.
ستجد نفسها مكلفة بتوفير المياه والكهرباء وإدخال المواد الغذائية للسكان، وفق القانون الدولي.
سيكون الجيش الإسرائيلي عرضة لنيران الفلسطينيين بشكل يومي.
لن تستطيع إسرائيل تحمل المسؤولية القانونية أمام العالم عن القتلى والمصابين الذين سيسقطون من الطرفين.
لا توجد قيمة مضافة لعودة احتلال القطاع؛ فهو أعلى كثافة سكانية في العالم؛ حيث يعيش مليونا شخص في شريط ساحلي ضيق.
إذا ما وقع التوغل البري داخل قطاع غزة سيكون اجتياحا جزئيا مدفوعا من القيادة السياسية للبحث عن أي نصر معنوي لتهدئة المستوطنين الغاضبين من الهجمات التي تعرضوا لها.
شهدت مدينة غزة الفلسطينية مظاهرات، حيث خرج الآلاف في شوارع المدينة تأكيدًا على صمود المدينة ورفضًا لمخطط التهجير الإسرائيلي المزعوم ضد سكانها رغم القصف الإسرائيلي المتواصل.

وكانت قد قامت إسرائيل بإنذار سكان قطاع غزة بمغادرته وبإخلاء منازلهم والتوجه نحو الجنوب، وذلك مع ارتفاع حدة التصعيد في قطاع غزة وسط ترجيحات لاتجاه إسرائيل نحو الهجوم البري ردًا على عملية طوفان الأقصى.

وألقت طائرات جيش الاحتلال على سكان القطاع منشورات مكتوب فيها: "إلى سكان مدينة غزة، المنظمات الإرهابية قد بدأت الحرب ضد دولة إسرائيل، مدينة غزة أصبحت ساحة معركة، عليكم إخلاء بيوتكم فورا والتوجه إلى جنوب وادي غزة".
أعلنت الصحة الفلسطينية اليوم الجمعة، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية وصلت إلى 1799 شهيدا وأكثر من 6388 جريحا في غزة، وإلى 44 شهيدا وأكثر من 700 جريح في الضفة الغربية المحتلة.

انطلاق عملية طوفان الأقصى


وفي السابع من أكتوبر الجاري، أعلن محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحماس، انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في تسجيل صوتي تم بثه.

وقال محمد الضيف في رسالة صوتية: إن الضربة الأولى لـ"طوفان الأقصى" استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية، وأنه تم إطلاق 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى من العملية.