رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. طوفان الأقصى وصمت الأنظمة

نشر
الأمصار

شكلت عملية (طوفان الاقصى ) التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية فجر امس السبت السابع من اكتوبر / تشرين الاول الجاري علامات استفهام كبيرة، حول صمت الانظمة العربية رغم ان العملية جاءت ردا على تمادي الكيان الصهيوني وعنجهيته ضد الفلسطينين اهل الارض والقضية واذا كان اغلب الانظمة العربية اليوم اما قد طبع مع الكيان الصهيوني او في طريقه الى التطبيع فلاعجب من  هذه الحالة فالقضية الفلسطينية اصبحت قضية للاستهلاك السياسي في الوطن العربي مع الاسف الشديد تمارسها الانظمة كلما استوجبت الحالة الى ذلك اما العمل الفعلي من اجل ارجاع الحق العربي في فلسطين والقدس الشريف فهو  اليوم في طي النسيان او أنه في مفهوم النظام الرسمي العربي امر قد عفا عليه الزمن وهنا تكمن الكارثة لان ما ارادت ان تصل اليه الصهيونية قد وصلت اليهة  بايدي وبسياسة الانظمة العربية نفسها.

لقد قال بن غوريون قبل اكثر من ستين عاما (  ان هدفنا هو تدمير ثلاث دول عربية هي العراق وسوريا ومصر  واضاف ليس بقوتنا العسكرية بل ان نجعل تلك الانظمة هي التي تدمر ذاتها بالجهل) و اذا كان السؤال لماذا  فلان هذه الدول هي التي كانت تمتلك القوة البشرية والاقتصادية  والعسكرية وكان معول عليها تحرير فلسطين كلها من البحر الى النهر .

إن احتلال العراق وتدمير قوته العسكرية وحل جيشه صاحب الصولات الكبيرة في معارك الامة العربية في فلسطين وتدمير سوريا بالشكل التي باتت لا تقوى على النهوض نتيجة ١٢ عاما من الصراع الداخلي الموجه من دول عربية واجنبية  وكذلك مصر التي ارتبطت بمعاهدة كامب ديفيد التي اخرجتها من دائرة الصراع العربي الصهيوني   كل  هذا يؤكد ان الصهاينة حصلوا فعلا على ما ارادوا  اضافة الى تدمير ليبيا من  خلال  تحالف الناتو وبعض الاقطار العربية  والقتال المستمر على الزعامة العسكرية في السودان كل هذا النزيف العربي اقتصاديا وعسكريا  يقف في جهة اخرى انظمة التطبيع التي هي في الاساس اول من باع القضية  وسمح باعطاء الصهاينة موطئ قدم في فلسطين ولهذا لا نجد صوتا رسميا يسمع في هذا اللحظات المفصلية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.

لقد بات لسان حال كل عربي اصيل ما قاله الشاعر العرجي:
(أضاعوني وأي فتى اضاعوا    ليوم كريهة وسداد ثغر)
اللهم انصر المقاومين في فلسطين وسدد رميهم.