رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد استيلاء أذربيجان عليه.. ماذا ينتظر إقليم ناغورني كاراباخ

نشر
الأمصار

تعرض سكان إقليم ناغورني كاراباخ للتهجير القسري وأعمال الإبادة الجماعية بعد استسلام الجيش الأرميني في الإقليم بشكل مفاجئ للاجتياح الأذربيجاني، وباتوا يواجهون مصيراً مجهولاً بعد سقوط الإقليم في يد الأخيرة.

الحرب الثالثة

كشفت فيزا يعقوبيان، المدير التنفيذي للهيئة الوطنية الأرمينية للشرق الأوسط، أن المعركة الحالية بين أرمينيا وأذربيجان هي الحرب الثالثة بينهما حول إقليم ناغورني كاراباخ الأولى كانت عام ١٩٩٤ وهي التي استطاع فيها الأرمن أن ينتصروا ويفرضوا سيطرتهم على إقليم ناغورني كاراباخ، وأعلنت كاراباخ استقلالها من جانب واحد، وفي عام ١٩٩١ لم يعترف بها المجتمع الدولي أو حتى أرمينيا نفسها.

وأكدت يعقوبيان،  أن حكومة إقليم ناغورني كاراباخ استمرت ببسط سيطرتها على الإقليم واحتفظت باستقلالها ٣٠ عاماً حتى عام 2020  وهي المعركة الثانية في كاراباخ التي انتصرت فيها أذربيجان، كونها كانت غير متكافئة. الأرمن كانوا غير مسلحين بتقنية عالية ولم تقف اي دولة بجانب أرمينيا، وعلى الجانب الآخر أذربيجان وقفت بجانبها تركيا بالإضافة إلى أسلحة إسرائيلية عالية التقنية، بالإضافة إلى روسيا التي كانت حليفا استراتيجيا مع أرمينيا ولم تقف بجوارها في هذه الحرب، والموقف الذي اتخذه رئيس الحكومة الحالي نيكول باشينيان مما أدى إلى خسارة ارمينيا للحرب.

وأضافت المدير التنفيذي للهيئة الوطنية الأرمينية للشرق الأوسط،  اليوم استمرت أذربيجان بفرض حصار على إقليم ناغورني كاراباخ لمدة تسعة أشهر، وهو حصار بري كبير منعت عنها المواد الغذائية، والأدوية والمواد الأولية. أدى الحصار، الذي هو عبارة عن تطهير عرقي ضد الشعب الأرميني في المدينة، إلى حدوث وضع مأساوي كبير. ومنذ أيام فتحت الطريق للوصول للمساعدات الإنسانية التابعة للصليب الأحمر.

قصف مدن أذربيجان

وأكدت يعقوبيان، أن أذربيجان قامت في اليوم الثاني بقصف المدن والبلدات في الإقليم، مما تسبب بنزوح عدد كبير من الأهالي ليتجاوز عدد القتلى الـ 200 والجرحة الـ 500. ضف الى ذلك عزل القرى عن بعضها البعض والتي لم يُعرف مصير سكانها الى الآن. كما تسبب الهجمات بفقدان الكثير من الأطفال وجرح آخرين، واضطرت بعض القرى للنزوح عن طريق قوات حفظ السلام الروسية التي اقتادتهم الى ثكناتها ومن ثم الى مطار القوات الروسية.

وأوضحت المدير التنفيذي للهيئة الوطنية الأرمينية للشرق الأوسط،  أن السكان في ستيفانو جيرد مصيرهم مجهول، والقذائف الاذربيجانية مستمرة بالانهمار حتى أمس، وكان هناك اجتماع بين سلطات أرمينيا وأذربيجان لبحث الوضع.

وأردفت يعقوبيان، أن الشروط التي وضعتها أذربيجان على الطرف الأرميني في إقليم ناغورني كاراباخ كانت صعبة لدرجة الخضوع لسيادة أذربيجان والقبول بدمج الإقليم بأذربيجان ثم تسليم الأسلحة، الذي لا خلاف عليه. ولكن أذربيجان كانت تطالب بتسليم كل المقاتلين الرجال والشباب في جيش كاراباخ، مما جعل الوضع متوتراً، الوضع غير واضح حيث أعلن رئيس الوزراء الأرميني أنه مستعد لاستقبال ٤٠ الف عائلة من كاراباخ، وهذا يعني نزوح قسري ونزوح جماعي وإفراغ الإقليم من سكانه الأرمن. 

أهداف أذربيجان

وأشارت يعقوبيان، أن تهجير جميع السكان والتطهير العرقي بحق السكان الأرمن في كاراباخ، هو ما تريد أن تصل إليه أذربيجان وهو تهجير السكان من أماكنهم و تجميعهم في أماكن معينة ومن ثم ترحيلهم إلى أرمينيا، وهو يعني إفراغ المنطقة من سكانها الأرمن كما حدث في إقليم ناخيتشيفان على الحدود بين إيران وأذربيجان وأرمينيا حيث تم إفراغه من سكانه الأرمن ولم يعد أحد حالياً يتحدث عن السكان الأرمن المرحلين منه.

بينما كشف أرمين مظلوميان، رئيس الهيئة الأرمينية في مصر، أن الأزمة الأخيرة في ناغورني كاراباخ (ارتساخ)، هي عبارة عن حصار شعب باكمله لعدة شهور بدون رعاية صحية ومأكل ومشرب وأساسيات العيش اليومي.

وأكد مظلوميان، أن هناك تجاهل وعدم احترام وتنفيذ قرارات المحكمة الدولية، وعدم الاكتراث بدعوات المنظمات الدولية والشخصيات العامة والدول بفتح الممر وفك الحصار عن الشعب الأرميني في أرتساخ وإعلاء المصالح على القيم الإنسانية.

وأضاف رئيس الهيئة الأرمينية في مصر، أن الحرب الأخيرة أظهرت قبح وجه المجتمع الدولي وضربه عرض الحائط لكل القوانين والأعراف الدولية لمصالحه الشخصية، واثبتت الاحداث ان ذرائع التمسك بما يسمى حقوق الإنسان، وحق تقرير مصير الشعوب، والديمقراطية ليست إلا كذبة  كبيرة يتم بها تخدير الشعوب لتنفيذ مصالح جيوسياسية قذرة.