رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

من الانقلاب لإطلاق السراح.. رحلة "علي بونغو" رئيس الجابون السابق

نشر
الأمصار

بعد حوالي أسبوعين من اعتقال الرئيس الجابوني المخلوع علي بونغو أونديمبا، وإخضاعه للإقامة الجبرية منذ الإطاحة به. تم  اليوم الخميس 7/9/2023  إطلاق سراحه  و ذلك  بعد موافقته على التنازل عن حقوقه في الحكم بما في ذلك حقوقه في الترشح للرئاسة مرة أخرى.

و بعد إطلاق سراحه عاد بونغو أونديمبا إلى منزله في ليبرفيل، عاصمة الجابون. وقد واجه استقبالا حارا من مؤيديه، الذين احتشدوا خارج منزله للترحيب به.

الحديث عن تحرير علي بونغو اليوم السابق 

قال الكولونيل، أولريش مانفومبي، المتحدث باسم اللجنة الانتقالية، للتلفزيون الحكومي في اليوم السابق، إن أونديمبا «حر في التحرك نظرًا لحالته الصحية.. يمكنه، إذا رغب في ذلك، السفر إلى الخارج لإجراء فحوصاته الطبية».

لم تتضح على الفور الحالة الصحية للرئيس المخلوع. وكان قد أصيب بجلطة دماغية أواخر عام 2018 أبعدته عن مهامه لعدة أشهر. وبث تلفزيون غابون 24 المحلي، اجتماعًا مساء الأربعاء، بين أونديمبا وعبده باري، رئيس مكتب الأمم المتحدة في وسط إفريقيا. و قال باري عن لقائه بالرئيس المخلوع: «لقد وجدته بصحة جيدة».

إنقلاب في الجابون  

هذا و كانت الغابون قد دخلت في حالة من عدم الاستقرار كالعديد من جاراتها في القارة السمراء. لينضم البلد الغني بالنفط إلى مشهد الانقلابات

وعقب إعلان فوز الرئيس علي بونغو بولاية رئاسية ثالثة، أعلن عسكريون في الجيش الغابوني سيطرتهم على السلطة وإغلاقهم لحدود البلاد، معتبرين أن نتائج الانتخابات "باطله". و قاموا بإنهاء حكم الرئيس علي بونغو .

وقال الضباط في بيان لهم من داخل مقر الرئاسة إنهم ألغوا نتائج الانتخابات التي جرت والتي فاز بها بونغو بولاية ثالثة.

كما أعلنوا عن حل "جميع مؤسسات الجمهورية" و"إنهاء النظام القائم".

الانقلاب على بونغو واعتقال اقاربه

وبعد إعلان قادة الجيش الاستيلاء على السلطة في الغابون، تم وضع الرئيس علي بونغو قيد الإقامة الجبرية. وكان الرئيس بونغو قد شوهد آخر مرة قبل ايام من اعتقاله، حينما أدلى بصوته في العاصمة ليبرفيل، والتي أُعلن فيها لاحقاً فوزه بولاية ثالثة بنسبة تجاوزت 64%.

وأعلن الانقلابيون عبر التلفزيون الرسمي تقييد الرئيس علي بونغو رهن الإقامة الجبرية، واعتقال نجله بتهمة «الخيانة العظمى»، وذلك بعد ساعات من إعلانهم الإطاحة بالحكومة.

كما أعلن الانقلابيون اعتقال مقربين من الرئيس بتهمة الخيانة العظمى واختلاس أموال عامة. وأظهرت مشاهد متداولة خروج مواطنين في شوارع عاصمة الغابون لدعم وتأييد الانقلابيين الذين استولوا على السلطة.

ظهوره تحت الاقامة الجبرية

وفي أول ظهور له منذ أن أعلن قادة الجيش الإطاحة به وبحكومته وحل المؤسسات والسيطرة على السلطة، ظهر رئيس الغابون علي بونغو في الثلاثين من أغسطس، من خلال فيديو بثه من مقر إقامته الجبرية. وقال الرئيس: أنا تحت الإقامة الجبرية ولا أدري ماذا يحدث وما الذي سيحدث مستقبلا.. أدعوكم لإحداث ضجة كبيرة ضد من اعتقلوني، في كل أنحاء العالم.

لأكثر من نصف قرن.. عائلة بونغو تحكم 

ومن الجدير بالذكر أن عائلة بونغو استفردت بالسلطة في الغابون لأكثر من نصف قرن، منذ حكم والده عمر بونغو المستعمرة الفرنسية السابقة طيلة 42 سنة، من عام 1967 وحتى وفاته في عام 2009. وكان بونغو الابن قد وصل إلى الرئاسة بعد شهرين فقط من وفاة والده في عملية انتقال سلس للسلطة.

ولم ينظر إليه الشعب باعتباره خليفة لوالده إلا بعد نجاحه في إعادة هيكلة الجيش.

وعقب وفاة والده عام 2009، ترشح بونغو للرئاسة وفاز بـ 42 ٪ من الأصوات.

وعندما فاز في انتخابات الرئاسة عام 2016 وجه له منافسه جان بينغ اتهامات بتزوير النتائج، وهو الأمر الذي نفاه الحزب الديمقراطي الغابوني الحاكم.

محاولة إنقلاب سابقة

هذا وكان الرئيس المخلوع قد شهد في بداية عام 2019 محاولة انقلاب ضد حكمه انتهت بالفشل. وعلى أثرها عين بونغو رئيسا جديدا للوزراء في محاولة على ما يبدو لتأكيد سيطرته على السلطة.

وجرى اعتقال أو قتل كل مدبري محاولة الانقلاب بعد ساعات من استيلائهم على محطة الإذاعة الوطنية.

نظرة المراقبين على إطلاق سراح بونغو


ينظر إلى إطلاق سراح علي بونغو أونديمبا على أنه خطوة مهمة في عملية انتقال السلطة في الجابون. وقد أثار إطلاق سراحه انتقادات من المعارضة التي زعمت انه كان تسوية غير. عادلة 
ومع ذلك فقد رحب العديد من المراقبين الدوليين بإطلاق سراحه، حيث رأوا انه يمثل خطوة نحو المصالحة الوطنية.