رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

العراق| قتيل وإصابات واعتصامات.. ماذا يحدث في كركوك؟

نشر
الأمصار

تصاعدت الاحتجاجات في مدينة كركوك، شمال العراق، اليوم السبت، بعد مقتل متظاهر كردي وإصابة عدد منهم، وذلك على خلفية تسليم المقر المتقدم لقيادة العمليات المشتركة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت، في أواخر شهر آب الماضي، عن تسليم المقر المتقدم لقيادة العمليات المشتركة في كركوك إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، وذلك بموجب اتفاقات سياسية تضمنت عودة الأحزاب الكردية إلى مقراتها وممارسة العمل السياسي من جديد في المدينة.

وقد رفض بعض سكان كركوك هذا القرار، وبدأوا بالاعتصام أمام المقر احتجاجًا على تسليمه إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وفي المقابل، خرجت احتجاجات مضادة من كرد كركوك، معترضين على قطع الطريق بين كركوك واربيل بسبب الاعتصام أمام المقر المتقدم.

وتصاعدت الأحداث، يوم السبت، ليتعرض المعتصمون العرب أمام المقر، وكذلك المحتجون الكرد، إلى أعمال عنف مجهولة المصدر.

وتعرض المعتصمون العرب لاعتداءات بالحجارة، وأصيب عدد منهم، فيما سمعت أصوات إطلاق نار. ولم يتم التأكد من مصدر الرصاص الذي تسبب في مقتل متظاهر كردي.

وبعد تصاعد الأحداث، أمر القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بفرض حظر للتجوال في كركوك.

ودعت الجهات الحكومية والقوى السياسية المختلفة إلى التهدئة وفرض القانون.

ومن جانبه، دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم السبت، جميع الأطراف للامتناع عن أي تهديد أو استخدام للقوة في كركوك في العراق.

وقال رشيد في بيان:" نتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في محافظة كركوك وفيما نؤكد دائماً حرصنا الشديد على أن يعم السلام كل أنحاء البلاد، فإننا ندعو جميع الأطراف ذات الصلة بالتطورات المؤسفة في كركوك إلى الامتناع عن أي تهديد أو استخدام للقوة، كما ندعو الجميع إلى تغليب مصلحة الشعب واستقرار البلاد على أي مصالح أخرى".

وشدد على" ضرورة الركون إلى الحوار البنّاء كوسيلة لا بد منها لتهدئة التوتر الراهن بغية الحفاظ على مكتسبات وإنجازات الشعب العراقي بأطيافه كافة، وعدم فسح المجال أو منح الفرصة لعصابات الإرهاب الرامية إلى خلط الأوراق وزعزعة الاستقرار واستباحة الدم العراقي".

وأضاف،" كركوك كانت وما زالت رمزاً للتآخي العراقي وجامعة لكل الأطياف، ولن نسمح بتشويه صورتها"، داعيا الحكومة الاتحادية والقوات الأمنية إلى" التدخل الجاد للسيطرة على الوضع في المدينة وضبط الأمن وسيادة القانون فيها وبما يحفظ السلام العادل".

وأكمل،" نهيب أيضاً بجميع الجهات السياسية والفعاليات الاجتماعية والشعبية، إلى أخذ دورها في درء الفتنة حفاظاً على استقرار محافظة كركوك وأمن مواطنيها".

واختتم بالقول:" ليحفظ الله جميع أهالي كركوك في مدينة آمنة ومستقرة ومعبرة عن الانسجام الأخوي والتعايش المجتمعي المتماسك".

فرض حظر التجوال في كركوك

وبدوره، وجه القائد العام للقوات المسلحة في العراق محمد شياع السوداني، اليوم السبت، بفرض حظر التجوال في كركوك.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء قوات خاصة يحيى رسول عبد الله في بيان: إن" القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، وجه القطعات الأمنية في محافظة كركوك بأخذ دورها في بسط الأمن وفرض سلطة القانون باتجاه مثيري الشغب في المحافظة".

وأضاف، أن" السوداني شدد على أن تكون هذه القطعات حازمة في إلقاء القبض على كل من تسول له نفسه العبث بأمن كركوك ومن أي جهة كانت، وعدم السماح بحمل السلاح مطلقاً باستثناء الأجهزة الأمنية".

وتابع، أن" القائد العام للقوات المسلحة وجه بفرض حظر التجوال في كركوك والشروع بعمليات أمنية واسعة في المناطق التي شهدت أعمال شغب لغرض تفتيشها بالشكل الدقيق".

ودعا السوداني، بحسب البيان،" جميع الجهات السياسية والفعاليات الاجتماعية والشعبية، إلى أخذ دورها في درء الفتنة والحفاظ على الأمن والاستقرار والنظام في محافظة كركوك".

ومن جانبه، أكد الزعيم الكردي مسعود بارزاني، أن ما يحدث في محافظة كركوك في العراق بدأ منذ عدة أيام عندما قام مجموعة من المشاغبين بقطع الطريق بين أربيل وكركوك. 

وفيما يلي نستعرض بيان الزعيم الكردي:

"بسم الله الرحمن الرحيم

حول ما يتعلق بالأوضاع في كركوك ، فقد قام مجموعة من المشاغبين منذ عدة أيام بقطع الطريق بين أربيل وكركوك بحجة منع إفتتاح مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في كركوك وعدم السماح للمواطنين أن يعيشوا حياتهم الطبيعية كما أنهم خلقوا  أوضاعاً  غير مناسبة  وخطيرة  للغاية لأهالي كركوك. لقد أكدنا دائما على أن كركوك يجب أن تكون مثالاً للتعايش والتآخي والوحدة بين جميع المكونات في  المدينة وأن هذه التصرفات غير اللائقة وغير القانونية ماهي الإ محاولة لخلق الفتنة وتمزيق النسيج المجتمعي والعيش المشترك. 

 ومن المثير للدهشة أيضاً أن القوات الأمنية والشرطة في كركوك لم تتمكن خلال الأيام القليلة الماضية من منع هذه الفوضى وهذا السلوك غير القانوني . 

لقد تم اليوم  إستخدام العنف ضد الشباب الكوردي والمتظاهرين في كركوك، وسفكت دماء شباب الكورد. 

 إن مثل هذا السلوك غير مقبول وستكون عواقبه وخيمة للغاية، وسيدفعون باهضاً ثمن سفك دماء أبنائنا في كركوك.

أدعو رئيس وزراء جمهورية العراق الاتحادي إلى وضع حد لهذه العوائق والفوضى ووضع حد للقمع والتمييز والعراقيل التي تستهدف بشكل مباشر التعايش والاستقرار في كركوك وغيرها من المناطق".

وأفاد مصدر أمني في محافظة كركوك في العراق، بمقتل شخص واصابة 10 آخرين نتيجة الاحداث الدامية في المحافظة.

وحتى الآن تسعى الحكومة العراقية لحل الأزمة في المنطقة وتهدئة الأوضاع هناك حتى لا تتفاقم الأزمة.