رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تهديدات باشتعال الأوضاع.. الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: أزمة لم تحل وجهود عربية لوقفها

نشر
الأمصار

تشهد ساحة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تصعيدًا جديدًا، حيث تستعد إسرائيل لاتخاذ إجراءات جديدة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة،  وجاءت تهددات باشتعال الأوضاع

 

و تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين، حيث قتلت خلال الأسابيع الماضية العديد من الفلسطينيين، بينهم مدنيون. كما اعتقلت إسرائيل العشرات من الفلسطينيين، بينهم قادة من حركة حماس.

 

وفي قطاع غزة، تواصل إسرائيل حصار قطاع غزة، حيث يعاني القطاع من نقص في الغذاء والدواء والوقود. كما تمنع إسرائيل دخول مواد البناء إلى القطاع، مما يعيق عملية إعادة الإعمار بعد حرب غزة عام 2022

وتأتي هذه التطورات في ظل تنامي التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث ترفض إسرائيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

تهددات باشتعال الأوضاع

حيث أكدت قناة عبرية في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، أن المنظومة الإسرائيلية الأمنية تستعد لتصعيد في عدة ساحات، ويأتي ذلك في ظل وجود قرار إسرائيلي بزيادة نشاط جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة.

وأوضحت قناة كان العبرية أنهم "في المنظومة الأمنية ​​يستعدون لتصعيد في عدة ساحات مع قرب موسم الأعياد ورغبة في الربط بينها.

وأضافت: "تأتي المخاوف في ظل العمليات الأخيرة في الضفة الغربية والدعوات من لبنان وغزة لتنفيذ المزيد"، منوهة إلى أنه وبسبب تلك "المخاوف الإسرائيلية"، سيزيد جيش الاحتلال الإسرائيلي نشاطه في الضفة الغربية المحتلة.

وكانت صحيفة "معاريف" العبرية، أكدت أمس، الجمعة 1 سبتمبر 2023، أنه "من المتوقع أن تقوم حركة حماس قريبا بتكثيف جهودها لتقويض الوضع الأمني في الضفة الغربية وداخل إسرائيل".

 

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

تهددات باشتعال الأوضاع

يعود الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى أكثر من 70 عامًا، حيث نشأ الصراع على خلفية الصراع العربي الإسرائيلي، الذي بدأ في أعقاب الحرب العالمية الثانية

ويتمثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في النزاع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول حق تقرير المصير في منطقة فلسطين التاريخية، يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة ذات سيادة في فلسطين التاريخية، بينما تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على وجودها كدولة يهودية ديمقراطية في المنطقة.

يتميز الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالعديد من الجوانب، منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، وقد أدى الصراع إلى معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني، حيث تسبب في القتل والتشريد والنزوح.

جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

وتعود جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى القرن التاسع عشر، حيث بدأ ظهور الحركة الصهيونية التي تهدف إلى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

في عام 1917، أصدرت بريطانيا وعد بلفور، الذي تعهد بإقامة "وطن قومي لليهود" في فلسطين، وقد اعتبر الفلسطينيون هذا الوعد بمثابة تهديد لحقوقهم في أرضهم.

في عام 1947، صوتت الأمم المتحدة على قرار لتقسيم فلسطين إلى دولتين، إحداهما يهودية والثانية عربية، رفض العرب القرار، وقامت إسرائيل بإعلان قيام دولتها في 14 مايو 1948.

أدى ذلك إلى اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، التي انتهت بانتصار إسرائيل واحتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة.

جهود الدول العربية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

بذلت الدول العربية العديد من الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولكن لم تكلل هذه الجهود بالنجاح.

في عام 1964، تأسست منظمة التحرير الفلسطينية، التي تمثل الشعب الفلسطيني في جميع المحافل الدولية.

في عام 1974، اعترفت الأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.

في عام 1979، وقعت مصر وإسرائيل على اتفاقية السلام، التي نصت على انسحاب إسرائيل من سيناء.

في عام 1993، وقعت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية أوسلو، التي نصت على إقامة حكم ذاتي فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ولكن لم يتم تنفيذ الاتفاقية بالكامل، حيث استمرت إسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، مما أدى إلى تعثر عملية السلام.

في عام 2002، اندلعت انتفاضة فلسطينية جديدة، أدت إلى تصاعد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين.

وفي عام 2022، اندلعت حرب غزة، التي استمرت 11 يومًا، وأسفرت عن مقتل أكثر من 250 فلسطينيًا و13 إسرائيليًا.

ومنذ ذلك الحين، تواصل إسرائيل حصار قطاع غزة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

جهود مصر في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

 

تؤكد مصر على ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي، وإعادة إطلاق عملية السلام.

وتعمل مصر على تقريب وجهات النظر بين إسرائيل والفلسطينيين، من خلال مبادرة السلام العربية، التي طرحتها مصر في عام 2002.

وتدعو المبادرة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على أساس حدود عام 1967، وذلك مقابل إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والدول العربية.

ولكن رفضت إسرائيل المبادرة، مما أدى إلى تعثر عملية السلام.

جهود جامعة الدول العربية في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

تسعى جامعة الدول العربية إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال العمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

وتعمل جامعة الدول العربية على توحيد موقف الدول العربية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من خلال عقد القمم العربية الدورية.

ولكن لم تحقق جامعة الدول العربية أي تقدم ملموس في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

يشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تصعيدًا جديدًا، مما يهدد بتفاقم الأزمة.