رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

السودان: إضراب الأطباء يفاقم انهيار الرعاية الصحية في بورتسودان

نشر
الأمصار

صارت مدينة بورتسودان الساحلية في السودان التي يسيطر عليها الجيش ملاذاً من الحرب المستعرة في غرب البلاد، لكن المنظومة الصحية على شفا الانهيار بسبب انقطاع الكهرباء وشح الإمدادات، ويزيد إضراب الأطباء الآن الوضع سوءاً.

ويقول أطباء وممرضون في المدينة المطلة على البحر الأحمر، إنهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ 4 أشهر، إذ أتى القتال الدائر بين الجيش وقوات «الدعم السريع» على ميزانية الحكومة.

وقال عمر السعيد، وهو ممرض مضرب في مستشفى بورتسودان التعليمي:

«المرضى كثيرون والمعاناة شديدة جداً، والناس يعانون ونحن أيضاً نطالب باستحقاقنا... يعني، أعطوا للناس حاجة بسيطة كي يستطيعوا تلبية احتياجاتها».

واندلع الصراع في أبريل (نيسان) بعد 3 سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية. واشتعلت التوترات بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، بسبب خلافات حول خطة للانتقال إلى الحكم المدني.

وتقول الأمم المتحدة، إن أكثر من 100 ألف فروا إلى بورتسودان، ما أدى إلى زيادة الضغط على المستشفيات ومراكز الإيواء المكتظة بالفعل في المدينة، بينما يتركز القتال في الخرطوم وغرب البلاد.

وحذر مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من أن الحرب تؤجج «أزمة إنسانية كارثية» في السودان، ومن ازدياد الإصابات بالعديد من الأمراض مثل الملاريا والحصبة وحمى الضنك.

وتعاني المستشفيات في السودان منذ فترة طويلة من نقص التمويل، كما تكررت إضرابات الطواقم الطبية.

وأدى النزاع إلى إصابة المنظومة الصحية بالشلل تقريباً، إذ لحقت أضرار بالكثير من المستشفيات في مناطق القتال.

ويقول مسؤولو المستشفيات إن الأطباء في بورتسودان يعملون في ظل انقطاع التيار الكهربائي، والرطوبة الشديدة، ونقص الأدوية، بينما يرقد المرضى على أسرة متجاورة رغم أن العديد منهم يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.

وتقول آيات محمد، المشرفة على «مركز أبناء الشمال الطبي»، الذي يتعامل مع تدفق مرضى المستشفيات التي أضربت فرقها الطبية: «نحن في أزمة ربنا يهون علينا ويسهلها إن شاء الله».

وفي سياق آخر حذر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة من أن النزاع في "السودان"، وما خلفه من جوع ومرض ونزوح، يُهدد بإغراق البلاد بأكملھا فيما تغذي الحرب، حسبما أفاد مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الأحد.