رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

إنفوجراف.. معدلات النفايات على مستوى العالم حسب المنطقة

نشر
المخلفات
المخلفات

يظل القول المأثور "لا تهدر شيئا، فلا تحتاج إلى شيء" قائماً حتى اليوم، حيث ينادي القادة على مستوى العالم والمجتمعات المحلية على حد سواء على نحو متزايد بإصلاح ما يسمى بـ "ثقافة الإلقاء"، ولكن إلى جانب الأفراد والأسر، تمثل النفايات أيضاً تحديًا أوسع نطاقاً يؤثر على صحة الإنسان وسبل العيش والبيئة والرخاء.

وتعد إدارة النفايات الصلبة هي قضية عالمية مهمة لكل شخص في العالم، ومع إلقاء أو حرق أكثر من 90% من النفايات في الخلاء بالبلدان المنخفضة الدخل، فإن الفقراء والأكثر ضعفاً هم المتضررون بشكل غير متناسب.

وفي السنوات الأخيرة، دفنت الانهيارات الأرضية لمقالب النفايات المنازل والمواطنين تحت أكوام النفايات، والأشد فقراً هم من يعيشون في أغلب الأحيان بالقرب من مقالب النفايات ويزودون نظام إعادة التدوير في مدينتهم من خلال جمع النفايات، مما يجعلهم عرضة لمضاعفات صحية خطيرة.

وتؤدي النفايات التي يُساء إدارتها تلوث محيطات العالم، إلى انسداد مصارف المياه وتسبب الفيضانات، وتنقل الأمراض، وتزيد من مشاكل التنفس بسبب الحرق، وتؤذي الحيوانات التي تستهلك النفايات دون وعي، وتؤثر على التنمية الاقتصادية كالسياحة.

 

وتعتبر غازات الدفيئة الناتجة عن النفايات من العوامل الرئيسية في تغير المناخ، ففي عام 2016، تم توليد 5% من الانبعاثات العالمية من إدارة النفايات الصلبة، باستثناء النقل.

وتعد إدارة النفايات الصلبة هي مسؤولية الجميع. فضمان الإدارة الفعالة والسليمة للنفايات الصلبة أمر بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث إن النفايات التي تُلقى بدون إدارة أو في العراء أو يتم حرقها تضر بصحة الإنسان، وتضر بالبيئة والمناخ، وتعوق النمو الاقتصادي في البلدان الفقيرة والغنية على السواء.

في حين أن هذا الموضوع يدركه الناس، فإن توليد النفايات يتزايد بمعدل ينذر بالخطر، وتنمو البلدان سريعا دون وجود أنظمة مناسبة لإدارة التركيبة المتغيرة لنفايات المواطنين وتقف المدن، التي تضم أكثر من نصف سكان العالم وتنتج أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، في الصدارة لمعالجة التحديات العالمية المتعلقة بالنفايات الصادر عن البنك الدولي، فإن العالم يولّد 2.01 مليار طن من النفايات الصلبة البلدية سنوياً، وما لا يقل عن 33٪ منها لا يتم إدارتها بطريقة آمنة بيئياً.

وفي تحديث لمحتويات العدد السابق، يشير تقرير عام 2018 إلى أن التوسع السريع للمدن، ونمو السكان، والتنمية الاقتصادية سيدفع النفايات العالمية إلى زيادة بنسبة 70٪ خلال الثلاثين عامًا القادم - إلى 3.40 مليار طن من النفايات المتولدة سنويًا، والذي يفوق النمو السكاني بأكثر من الضعف بحلول عام 2050.

كم هو مقدار القمامة؟

وتخنق النفايات البلاستيكية محيطاتنا وتشكل 90% من الحطام البحري. في عام 2016 وحده، أنتج العالم 242 مليون طن من النفايات البلاستيكية - ما يعادل حوالي 24 تريليون زجاجة البلاستيكية سعة 500 ملم ووزنها 10 غرامات، ويمكن أن يملأ حجم المياه بهذه الزجاجات 2400 ملعب أوليمبي، أو 4.8 مليون بركة سباحة أوليمبي، أو 40  مليار حوض استحمام، ويعادل وزنها أيضا وزن 3.4 مليون حوت أزرق كبير أو مجموع 1378 مبنى إمبايرستيت، وهذا فقط 12% من إجمالي النفايات الناتجة كل عام.

منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ 

وتعد منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ هي المنطقة التي تولد حاليًا معظم نفايات العالم بنسبة 23%. وعلى الرغم من أن البلدان ذات الدخل المرتفع تمثل 16% فقط من سكان العالم، فإنها تولّد مجتمعة ما يقرب من ثلث (34%) نفايات العالم.

ومن المتوقع أن يرتفع توليد النفايات مع زيادة التنمية الاقتصادية ونمو السكان، فمن المرجح أن تشهد الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل أكبر نمو في إنتاج النفايات والمناطق الأسرع نمواً هي منطقتا أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا،  حيث من المتوقع أن يتضاعف إجمالي توليد النفايات ثلاث مرات بحلول عام 2050، على التوالي، مما يشكل 35٪ من نفايات العالم، ومن المتوقع أيضًا أن تضاعف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عملية توليد النفايات بحلول عام 2050.