رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ڤيديوجراف.. أرباح شركات البتروكيماويات السعودية في أدنى مستوى لها خلال 20 عامًا

نشر
الأمصار

تشهد شركات البتروكيماويات السعودية تراجعًا في نتائجها المالية خلال الشهور الأخيرة؛ نتيجة تضافر مجموعة من العوامل، من بينها ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب الصعود في أسعار النفط، وهبوط الطلب، إلى جانب انخفاض أسعار تلك المواد.

وبلغت أرباح هذه الشركات أدنى مستوى لها خلال 20 عامًا في الربع الثاني من العام الحالي 2023، وزاد من ذلك تراجع الطلب الصيني على البتروكيماويات في إطار جهود بكين لتقليص اعتمادها على الواردات الأجنبية من تلك المواد، علاوة على انكماش الاقتصاد العالمي.

ومن المتوقع أن تشهد شركات البتروكيماويات السعودية مزيدًا من المعاناة نتيجة الطلب الضعيف، وزيادة المعروض، والتكاليف المرتفعة، وفق ما أورده موقع آرابيان غالف بزنس إنسايت Arabian Gulf Business Insight.

وتتضاءل الآفاق أمام صناعة البتروكيماويات في السعودية كي تتعافى حتى العام المقبل (2024) على الأقلّ، وفق توقعات المحللين، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتنعكس تلك الآفاق الضبابية على سوق الأسهم السعودية، التي تبرز فيها البتروكيماويات قطاعًا قويًا، إلى جانب صناعتي النفط والصيرفة.

وقال مدير أبحاث الأسهم الكيميائية في مؤسسة "إي إف جي هيرمس" -ومقرّها العاصمة المصرية القاهرة- يوسف حسيني: "عائدات الربع الثاني تتّسق، عمومًا، مع التوقعات التي جاءت أسوأ قليلًا من التوقعات".

وأوضح أن: "النتائج التي تلت ردود فعل السوق أظهرت أن بعض المستثمرين مُحبطون، مع ارتفاع التكاليف بأعلى من المتوقع".

وأضاف: "في بداية الربع الثالث من عام 2023، هبطت أسعار البتروكيماويات بدرجة أكبر؛ ولذا فإن الآفاق ليست على ما يُرام".

وسجلت الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، أكبر مصنع للبتروكيماويات في السعودية، والمملوكة بحصّة الأغلبية من قبل عملاقة النفط الحكومية السعودية أرامكو، تراجعًا نسبته 85% في صافي الأرباح على أساس سنوي خلال الربع الثاني من عام 2023.

وفي عرض تقديمي إلى المستثمرين، حذّرت "سابك" من أن هوامش الأرباح "ستقع تحت وطأة "ضغوط مستمرة" في الربع الثالث من عام 2023.

ولم تكن "سابك" وحدها التي تعاني من نتائج مالية ضعيفة، بل شاركتها -أيضًا- مواطنتاها شركة الصحراء العالمية للبتروكيماويات (سبكيم)، وشركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات (ينساب)، اللتان سجّلتا هبوطًا في صافي الأرباح بنسبة 75% و 90% على الترتيب.

ارتفاع تكاليف التصنيع

قاد الصعود في أسعار النفط العالمية إلى زيادة في تكاليف التصنيع، رغم الدعم الحكومي.

وفي هذا السياق، قال نائب رئيس قطاع أبحاث أسهم الطاقة في بنك سيتي، ومقرّه لندن، أوليفيه كونور: "السؤال يتعلق بمدى عمق التعافي الذي ستكون عليه هوامش الأرباح، وربما ستكون تلك الهوامش أقلّ ممّا كنا نعتقد".

ومع تنافس شركات البتروكيماويات السعودية التي تنتهج سياسة التكلفة المنخفضة، مع نظرائها في آسيا وأوروبا، تعمل الأولى عادة بأقصى سعة إنتاجية.

وخفضت شركات البتروكيماويات العالمية الإنتاج الكلي للبولي إيثيلين -منتج بتروكيماويات رئيس- إلى أقلّ من 80% من السعة، من 90% في أوائل العام الماضي (2022)، وفق تقديرات إي إف جي هيرمس.