رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: في الصميم …التسول ومسؤولية الدولة

نشر
الأمصار

حين يصبح التسول ظاهرة  يومية تراها في الشوارع وفي تقاطعات الساحات والأسواق وأمام الجوامع والمراقد ودور العبادة وفي كل اوقات اليوم وفي ظروف جوية قاهرة ترتفع فيها درجة الحرارة الى ٥٤ درجة مئوية  فاعلم ان هناك خلل في حياة الناس لابد للدولة ان يكون لها دور في معالجة  أسبابها وليس نتائجها فلولا تقصير الحكومات السابقة لما ازداد عدد المتسولين من نساء وأطفال وشيوخ ولولا وجود هذا البون الشاسع الذي خلقته الطبقة السياسية بينها وبين بقية أبناء الشعب لما برزت ظاهرة التسول ووصلت إلى هذه الحدودوقد يقول قائل ان التسول اصبحت مهنة لدى المثير وانا اؤكد ذلك ولكن وبكل صراحة ان الطبقة السياسية استأثرت بكل المغانم وتركت الشعب يعيش على الكفاف ولما كان أغلب أبناء الشعب هم من الطبقة الفقيرة فزادها هذا الاستئثار فقرأ وجوعا وحرمانا حتى اننا بتنا نشاهد المئات وليس العشرات من المتسولين يوميا أثناء تجوالنا في الشوارع ومع ازدياد أعداد المتسولين ازدادت معهم طرق السؤال وتنوعت  اشكاله  وهنا تذكرت قولا مأثورة يقول ( لو صدق السائل لهلك المسؤول) كما تذكرت قول الإمام علي عليه السلام (لو كان الفقر رجلا لقتلته) فالفاقة والعوز والشحة أمور يصعب الصبر معها  عند الكثير من الناس وان بداية الجريمة والانحراف تكون مع الفاقة والعوز وعدم إيجاد فرص العمل وضياع قيم المجتمع في التكافل الاجتماعي والهوة السحيقة بين من اغنتهم السلطة واغتنوا  من مكاسبها على حساب جوع الفقراء وبين من لا يجد قوت يومه أو من هو متقاعد و راتبه التقاعدي لا يكفي لسد حاجة عائلته لمدة أسبوع واحد  من الشهر في حين نرى أن الامتيازات الخاصة  قد اخلت في الميزان الاجتماعي واحالته إلى طبقتين واحدة في القمة وأخرى في القعر فمن يريد معالجة ظاهرة التسول عليه اولا دراسة أسبابها وتوفير مستلزمات العيش الكريم لقطاع واسع من المجتمع  وان عملية انهاء ظاهرة التسول أو تصفير التسول يتطلب توفير فرص العمل وتفعيل وسائل الرعاية الاجتماعية لكل المحتاجين سيما وأن العراق من اغنى الدول لموارده النفطية والتي لو وزع جزء بسيط من عائدات النفط على هؤلاء لانتهت ظاهرة التسول لكن وأمام كلمة الاكن هذه عشرات من علامات الاستفهام والتعجب فهل يرضى أصحاب الامتيازات والمنافع الاجتماعية المليونية ان يذهب جزء من امتيازاتهم لإسكات جوع الفقراء؟ وهل تنتهي ظاهرة التسول من الشوارع بمجرد القاء القبض على المتسولين؟
فالتسول اليوم ظاهرة تسيء لسمعة الوطن والشعب  فهل فيكم من تهمه سمعة العراق والعراقيين؟