رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مشروع بينونة للطاقة الشمسية في الأردن.. ما هو وما أهدافه؟

نشر
الأمصار

تأتي الطاقة الشمسية  من أبرز مصادر الطاقة المتجددة التي يتميز بها الأردن وبحاجة إلى التوسع في استغلالها، إذ تقع البلاد في الحزام الشمسي المباشر.

ويسعى الأردن إلى نشر أنظمة الخلايا الشمسية في القطاع المنزلي، في إطار خطط خفض تكلفة فاتورة الكهرباء مع تحقيق هدف مزيج طاقة مستدام، وذلك عبر توفير تمويلات ميسرة للأفراد.

 مشروع بينونة 

يقع مشروع بينونة للطاقة الشمسية، على بُعد 30 كيلومترًا من جنوب شرق العاصمة عمان، ويعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في الأردن.

وكانت البداية في يناير/كانون الثاني من عام 2016، حينما وقّعت وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، وشركة مع شركة أبوظبي الإماراتية لطاقة المستقبل "مصدر"، اتفاقية تطوير وتملك وتشغيل وصيانة محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بينونة بقدرة 200 ميغاواط في محافظة الزرقاء، لتصبح أكبر مشروع من نوعه في المملكة، وذلك باستثمارات 230 مليون دولار أميركي.

ومساء الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، وقّعت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية اتفاقية شراء الطاقة مع شركة مصدر، وذلك في احتفالية بمقرّ مجلس الوزراء الأردني، إذ حضر مراسم التوقيع حينها رئيس الوزراء آنذاك الدكتور هاني الملقي، ووزير الدولة آنذاك رئيس مجلس إدارة "مصدر" الدكتور سلطان بن أحمد الجابر.

وقد دخلت المحطة حيز التشغيل التجاري في عام 2020، وتنتج طاقة سنوية لحوالي 160 ألف منزل، وتساهم في الحد من انبعاث 360 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

وقامت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" بتطوير المشروع بموجب اتفاقية مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية في المملكة الأردنية الهاشمية، وسيساهم هذا المشروع الذي تبلغ كلفته 240 مليون دولار أمريكي، في توليد 563.3 جيجاواط/ساعي من الكهرباء سنوياً، أي ما يعادل 3٪ من الاستهلاك السنوي للطاقة في الأردن.

وتساهم كل من محطة الطاقة الشمسية باستطاعة 200 ميجاواط، ومحطة "الطفيلة لطاقة الرياح" باستطاعة 117 ميجاواط، في تحقيق مساعي المملكة الأردنية لإنتاج نحو 15٪ من احتياجاتها من الكهرباء عن طريق مصادر الطاقة المتجددة. وسيساهم المشروعان بنحو (18%) من القدرة الإنتاجية التي تسعى المملكة الأردنية الهاشمية إلى توفيرها من مصادر الطاقة المتجددة والبالغة 1.8 جيجاواط بحلول عام 2020.

وكان من المقرر أن تبدأ أعمال البناء في المشروع خلال الربع الأول من عام 2018، تحت إشراف ""مصدر"" بوصفها المساهم الأكبر في المشروع.

وستساهم كل من محطة الطاقة الشمسية باستطاعة 200 ميجاواط، ومحطة ""الطفيلة لطاقة الرياح"" باستطاعة 117 ميجاواط، في تحقيق مساعي المملكة الأردنية لإنتاج نحو 10٪ من احتياجاتها من الكهرباء عن طريق مصادر الطاقة المتجددة. وسيساهم المشروعان بنحو (18%) من القدرة الإنتاجية التي تسعى المملكة الأردنية الهاشمية إلى توفيرها من مصادر الطاقة المتجددة والبالغة 1.8 جيجاواط بحلول عام 2020. 

وتستضيف المحطة 693 ألف لوح شمسي، لدى كل منها القدرة على العمل بطاقة 247 ميغاواط، توفر نحو 3% من احتياجات الأردن من الكهرباء، من خلال إضاءة 160 ألف منزل.

ويبلغ العمر الافتراضي لمحطة بينونة للطاقة الشمسية 20 عامًا، هي مدة التعاقد وعقد الشراء بين الجانبين الأردني (ممثلًا في شركة الكهرباء الوطنية) والإماراتي (ممثلًا في شركة مصدر)، وتخضع الألواح الشمسية بعد هذه المدة إلى عملية إعادة التدوير، للاستفادة المُثلى منها.

وتتميز أكبر محطة طاقة شمسية في الأردن بأن الألواح مثبتة على ما يُعرف بـ"نظام التتبع الشمسي" و"هذا النظام يسمح للألواح بالحركة قليلًا حتى تستفيد من أشعة الشمس في مختلف الاتجاهات للاستفادة الكبيرة هنا أن هذا النظام يزيد الإجمالي السنوي لتوليد الكهرباء بمقدار 30% مقارنة بالألواح الثابتة".

وتتضمن المحطة تتضمن 1992 نظام تتبّع شمسي، أي إن كل نظام يُربَط بعدد كبير من الألواح، وليس لوحًا واحدا فقط، إلى جانب وجود 168 محولًا كهربائيًا.

وأقصى درجة حرارة في الموقع هي 40 درجة مئوية، في حين إن المتوسط يوميًا في حدود 32 إلى 35 درجة".

وتنتج محطة بينونة للطاقة الشمسية أكثر من 560 غيغاواط/ساعة سنويًا، وتسهم في تفادي انبعاث تُقدَّر بـ360 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

معلومات عن المشروع

التقنيات المستخدمة

SOLARCE Technologies Icons طاقة شمسية

الموقع

عمان، الأردن

إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة 

وسجّل إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في الأردن، طفرة كبيرة، مع نهاية النصف الأول من العام الجاري (2022)، ليحتل الأردن صدارة الدول العربية في نسبة القدرة المركبة.

وبلغ إجمالي القدرات المركبة لمشروعات توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بنهاية شهر يوليو/تموز الماضي نحو 2526 ميغاواط.

وقال وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، صالح الخرابشة، إن مشروعات الطاقة المتجددة في الأردن أسهمت بنسبة 29% من إجمالي الكهرباء المولدة منذ بداية عام 2022 مقارنة بنحو 26% خلال عام 2021.

أوضح الخرابشة أن الطاقة المولدة من القدرة الكلية المركبة لمشروعات الطاقة المتجددة في الأردن بلغت نحو 5.5 تيراواط/ساعة في نهاية عام 2021، لتحل المملكة في المرتبة الأولى عربيًا في نسبة القدرات المركبة لمصادر الطاقة المتجددة دون احتساب الطاقة الكهرومائية، والثالثة بعد مصر والمغرب في كمية الكهرباء المنتجة.

وأشار إلى أن القدرات المركبة توزّعت بواقع 1498 ميغاواط من المشروعات التجارية بموجب اتفاقيات شراء الطاقة، ما يمثل 59% من إجمالي القدرات، و1027 ميغاواط من مشروعات أنظمة الطاقة المتجددة المملوكة من قبل المشتركين لتغطية استهلاكاتهم باستخدام عدادات صافي القياس والنقل بالعبور وهي تمثل نحو 41% من إجمالي القدرات المركبة.

وأضاف أن أعداد الأنظمة المركبة وفق نظامي العبور وصافي القياس بلغت نحو 52 ألف نظام، حسبما ذكر بيان لوزارة الطاقة الأردنية.

إستراتيجية الأردن في الكهرباء النظيفة

يستهدف الأردن رفع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 50% بحلول عام 2030، ضمن إستراتيجية لتنويع مصادر الطاقة، والتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

ويُعَد الأردن من أولى الدول العربية التي تبنت سياسات الطاقة المتجددة، في محاولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي؛ إذ يعتمد على جزء كبير من احتياجاته من الاستيراد خاصة من مصر عبر الربط الكهربائي.

وزاد اهتمام الأردن بمشروعات الطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة، ليحتل -بحسب وزارة الطاقة الأردنية- المركز الأول عربيًا من حيث القدرة المركبة لمصادر الطاقة المتجددة دون احتساب الطاقة الكهرومائية، ولكنه جاء في المركز الثالث بعد مصر والمغرب في كمية الطاقة المنتجة.

أبرز مشروعات الطاقة المتجددة في الأردن

ومن أبرز مشروعات الطاقة المتجددة في الأردن كذلك محطة "شمس معان" للطاقة الشمسية بقدرة توليد كهرباء تصل إلى 52.5 ميغاواط، بتكلفة استثمارية بلغت 170 مليون دولار.

وتستطيع المحطة التي تمثّل 1% من إنتاج الأردن الحالي للطاقة الكهربائية منع انبعاث 90 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وفق ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن بيانات شركة "شمس معان".

ولا تقتصر مشروعات الطاقة المتجددة في الأردن على الهيئات الحكومية أو الشركات الخاصة، وإنما هناك العديد من المشتركين سواء من المنازل أو المدارس أو السفارات أو دور العبادة، إذ اتجهوا إلى تركيب الطاقة المتجددة، نظرًا إلى ارتفاع تكلفة فواتير الكهرباء بالبلاد.

خلاف بسبب رسوم الطاقة المتجددة

اندلع خلاف بين البرلمان الأردني والحكومة؛ بسبب قرار الأخيرة بفرض رسوم على الطاقة المتجددة في البلاد.

واعتبر البعض هذه الخطوة بأنها ستقضي على آمال المواطنين بمساعدة الطاقة المتجددة في خفض فاتورة الكهرباء، ما يمثّل تهديدًا لمستهدف الحكومة برفع حصة الكهرباء النظيفة بحلول منتصف القرن الحالي (2050) عند 50%.

ودعت لجنة الطاقة والثروة المعدنية النيابية -حينذاك- الحكومة إلى التراجع عن قرارها المتعلق بفرض رسوم تسعيرية على الطاقة النظيفة، خاصة ممن سبق لهم تركيب نظام طاقة متجددة.