رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ليس الوطن العربي فقط.. أسرار موجات الحرة الشديدة التي تجتاح العالم

نشر
الأمصار

يشهد العالم موجات حر شديدة تجتاح الدول العربية وغيرها، بينها مصر، التي تتأثر بين الحين والآخر بالمنخفضات جوية ذات الأجواء الساخنة، منها منخفض الهند الموسمي، الذي يسبب حرًا شديدًا في عدد من محافظات القاهرة الكبرى والوجه البحري وجنوب البلاد وجنوب سيناء. 

معلومات عن المنخفضات الحارة

وبشكل عام تتأثر محافظات مصر في فصل الصيف في موجات حرة شديدة، بأشهر منخفضين، وهما «الهند الموسمي» و«السودان الموسمي»، والذان تعود أسمائهما إلى البلاد التي تتشكل بها الكتل الهوائية، بحسب ما أوضحت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية.

وفيما يتعلق بمنخفض الهند الموسمي، فهو يتشكل بدولة الهند ويؤثر على عدد من مناطق الدولة ومساحات كبيرة من قارتي آسيا وأفريقيا وبعض مناطق أوروبا، ويصاحبه عادة كتل هوائية شديدة الحر، أما منخفض السودان فهو يتشكل بمنطقة السودان والحبشة، ويؤثر على منطقة بحر العرب وعدد من الدول المجاورة، وما يزيد من تأثير المنخفضين هو توزيعات عمود الهواء بطبقات الجو العليا لسطح الأرض. 

ما هو المنخفض الجوي؟

والمنخفض الجوي عبارة عن منطقة مغلقة بخطوط ضغط متساوية، إذ تكون أقل قيمة للضغط الجوي في المركز، وتزداد كلما ابتعدنا عنه، واتجاه الرياح حول المنخفض الجوي عكس عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي والعكس في نصف الكرة الجنوبي.

وهناك أيضًا مرتفعات أخرى تسبب ارتفاعًا شديدًا في درجات الحرارة، منها مرتفع العروض الوسطى أو المرتفع الأوزري، الذي تتكون كتله في مناطق غرب أوروبا، بجانب امتداد منخفض البحر الأحمر، بحسب ما أكدت الدكتورة منار غانم، مؤكدة أنّ تسمية المنخفضات تعود إلى اسم الأماكن التي تتشكل عليها ويختلف تأثيرها من فصل لآخر.

وامتداد مرتفع العروض الوسطى أو المرتفع الأزوري الذي يتخلل فصل الصيف، هو المرتفع الذي يجلب كتلًا هوائية قادمة من جنوب أوروبا، تعمل على تحسن نسبي في درجات الحرارة في بعض الأحيان.

اليونان

​تواجه اليونان، السبت، نهاية أسبوع «ربما تكون الأكثر سخونة على مدى الخمسين عاماً الماضية» وفق أحد الخبراء، بسبب موجات حرة شديدة فيما يُتوقّع أن تتوسّع موجة الحر القياسية التي يشهدها جنوب الولايات المتحدة في الأيام المقبلة.

وأكد كوستاس لاغوفاردوس مدير الأبحاث في معهد البحوث البيئية والتنمية المستدامة للمرصد الوطني لأثينا لقناة «إي آر تي» التلفزيونية «استنادا لبياناتنا، من المحتمل أن نشهد موجة حارة تمتد بين 16 و17 يوما، الأمر الذي لم يحدث من قبل في بلدنا».

يعاني عشرات ملايين الأشخاص في النصف الشمالي في الكرة الأرضية من موجة حرّ شديد هذا الصيف ويبدو أن العالم سيسجّل أكثر شهر يوليو سخونة في تاريخه.

عزا الخبراء درجات الحرارة القياسية إلى التغيّر المناخي الناتج عن استخدام الوقود الأحفوري، عادّين الاحتباس الحراري يلعب دوراً أساسياً في القيظ.

الولايات المتحدة

في الولايات المتحدة،  بسبب موجات حرة شديدة سيعاني نحو 80 مليون شخص من درجات حرارة تتجاوز 41 درجة مئوية خلال عطلة نهاية الأسبوع، حسبما قالت هيئة الأرصاد الجوية.

ويُتوقّع أن تسجل فينيكس عاصمة ولاية أريزونا أعلى حرارة في البلد تصل إلى 46 درجة مئوية، بعدما تخطت الحرارة 43 درجة مئوية في المدينة لثلاثة أسابيع على التوالي.

وقال مدير الإدارة المسؤولة عن مراقبة الحرارة في فينيكس ديفيد هوندولا لشبكة «سي إن إن»: «وصلت مكالمات الطوارئ المتعلقة بالحرارة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق» بسبب موجات حرة شديدة.

في غضون ذلك، يتدفّق سياح إلى متنزّه وادي الموت (ديث فالي) الذي يمتد على الحدود بين ولايتَي كاليفورنيا ونيفادا ويشكّل إحدى أكثر المناطق سخونة في العالم، لالتقاط صور مع شاشة تُظهر درجة الحرارة خارج مركز الزوار.

رسميا، حددت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المستوى القياسي العالمي المطلق عند 56.7 درجة مئوية. وقد سجل هذا المستوى في وادي الموت عام 1913 لكن لا يعده كثير من خبراء الأرصاد موثوقا.

خلال ما تبقى من شهر يوليو، من المتوقع أن تتحرك موجة الحر نحو وسط الولايات المتحدة، من جهة جبال روكي والسهول الكبرى في الغرب الأوسط، وفق الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي.

كندا

في المقابل، هطلت في كندا أمطار غزيرة على مقاطعة نوفا سكوتيا في الشرق، ما تسبب في إغراق طرق. وظل نحو 20 ألف مشترك محرومين من الكهرباء في المنطقة عند منتصف نهار السبت.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية «سجلت بعض المناطق أكثر من 150 مم من الأمطار» مشيرة إلى أنه من المتوقع هطول أمطار إضافية «ذات طبيعة استوائية» من 40 إلى 100 مم على الأقل.

 

 

الشهر الأكثر سخونة

رغم ذلك، يُتوقّع أن يصبح يوليو 2023 الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، ليس فقط منذ بدء تسجيل درجات الحرارة إنما منذ «مئات إن لم تكن آلاف السنين»، بحسب كبير علماء المناخ في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) غافين شميت.

وأشار شميت إلى أن التغييرات المناخية «غير المسبوقة في جميع أنحاء العالم» لا يمكن أن تُعزى فقط إلى ظاهرة النينيو المناخية.

وقال إنه رغم الدور الصغير الذي تلعبه ظاهرة النينيو، «فما نراه هو سخونة شاملة، في كل مكان على الأغلب، لا سيما في المحيطات. منذ عدة أشهر شهدنا درجات حرارة لسطح البحر حطمت الأرقام القياسية حتى خارج المناطق الاستوائية».

وأضاف: «نتوقع أن يستمر ذلك والسبب الذي يجعلنا نعتقد أن هذا سيستمر هو أننا نواصل ضخ انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي».

من جهتها، حذّرت اليونان، التي تكافح عشرات من حرائق الغابات، السكان من الخروج لغير الضرورة وسط القيظ.

وأكد عالم الأرصاد الجوية بنايوتيس يانوبولوس، أنّ «من المرجح أن تسجل نهاية الأسبوع هذه أعلى درجات الحرارة خلال شهر يوليو خلال الخمسين عاماً الماضية».

وتوقّع أن «تفوق الحرارة في أثينا 40 درجة مئوية لمدة 6 إلى 7 أيام».

كما يتوقع أن تزداد الحرارة ارتفاعاً الأحد لتلامس 44 درجة مئوية في أثينا و45 درجة مئوية في ثيساليا.

في الوقت نفسه، توفي رجل يبلغ من العمر 46 عاماً بضربة شمس في جزيرة إيفيا بوسط اليونان بعد نقله إلى مستشفى خالكيذا، الذي قال إن سبب الوفاة هو فشل القلب والجهاز التنفسي بعد تعرض الرجل لدرجات حرارة عالية.

وسجّلت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية ظهر الجمعة، حرارة بلغت 41 درجة مئوية في منطقة أتيكا التي تضم العاصمة، و44 درجة مئوية في ثيساليا وسط البلاد.

وكذلك وصف عالم الأرصاد في قناة ميغا التلفزيونية الخاصة يانيس كاليانوس موجة الحر هذه بأنها «طويلة وشديدة».

وحذر الخبير من أنّ رياحاً شمالية تصل سرعتها إلى 60 كيلومترا في الساعة من المرجح أن تؤدي الأحد والاثنين إلى اندلاع حرائق.

في الأثناء، اندلع في غضون أربع وعشرين ساعة 46 حريقاً جديدة في البلاد، بحسب خدمة الإطفاء. في جزيرة رودس السياحية حيث تستعر حرائق الغابات منذ خمسة أيام، شارك نحو 30 قاربا السبت في إجلاء أكثر من ألفي شخص.

من جهتها، أعلنت خدمات الأرصاد الجوية السبت أن الحرارة أعلى من المعدل الطبيعي على سطح البحر بمقدار درجتين إلى ثلاث درجات مئوية.