رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

لتعزيز التعاون المشترك.. أول قمة خليجية مع مجموعة آسيا الوسطى في جدة

نشر
الأمصار

تعد هذه القمة هي أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى ودول آسيا الوسطى المعروفة باسم دول الـ"ستان الخمس" وهي: "أوزبكستان، وتركمانستان، وكازاخستان، وطاجيكستان، وقيرغيزستان".

وتبحث القمة التي تستضيفها السعودية، تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات بين الدول الخليجية ودول آسيا الوسطى، في ظل تزايد الاهتمام والتنافس الإقليميين والدوليين بالدول الخمس، وذلك لأهميتها الجيواستراتيجية وموقعها والثروات الطبيعية التي تمتلكها هذه الدول بما يؤهلها لقفزات تنموية كبيرة.

أستضافت مدينة جدة السعودية، اليوم الأربعاء، أول قمة خليجية مع مجموعة دول آسيا الوسطى، وتأتي القمة عقب الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض سبتمبر 2022، بمشاركة وزراء الخارجية من الجانبين.

وأكد الجانبان خلال الاجتماع في بيان مشترك "التزامهم بتأسيس شراكة مستقبلية قوية وطموحة بين دولهم، بناءً على القيم والمصالح المشتركة والروابط التاريخية العميقة بين شعوبهم، والتعاون القائم بينهم على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، وفي شتى المجالات".

ويشارك في القمة قادة دول مجلس التعاون، وقادة دول آسيا الوسطى، كازاخستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان.

وقالت الأمانة العامة للمجلس عبر "تويتر"، إنَّ القمة تستهدف "تعزيز علاقات دول مجلس التعاون مع دول آسيا، انطلاقاً من مبادئ وأهداف مجلس التعاون المنصوص عليها في النظام الأساسي لعام 1981 وإيجاد نوع من الشراكة وتطوير الآليات لضمان استدامة التشاور والحوار".

بداية قمة دول الخليج العربي وآسيا الوسطى

بدأت مساء الأربعاء القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى التي تستضيفها مدينة جدة السعودية.

ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، استقبل ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ رؤساء الوفود المشاركة في القمة الخليجية، مع دول آسيا الوسطى.

وفي كلمته خلال افتتاح القمة، قال ولي العهد السعودي "نواجه الكثير من التحديات ونؤكد أهمية احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

وثمن الأمير محمد بن سلمان إعلان دول آسيا الوسطى دعم ملف استضافة السعودية معرض إكسبو 2030.

ومن جانبه، أعرب الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد الكويت عن تطلعه إلى تأسيس شراكة استراتيجية بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى.

ويشارك في القمة الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى دول مجلس التعاون وممثلوهم وقادة دول آسيا الوسطى المعروفة بـC5 (جمهورية كازاخستان، والجمهورية القيرغيزية، وجمهورية طاجيكستان، وتركمانستان، وجمهورية أوزبكستان).

ويأتي عقد القمة بعد نحو 10 أشهر من عقد الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى بالرياض في 7 سبتمبر/أيلول الماضي، بمشاركة وزراء خارجية الجانبين.

وأكد وزراء الخارجية في ختام اجتماعهم "التزامهم بتأسيس شراكة مستقبلية قوية وطموحة بين دولهم، بناءً على القيم والمصالح المشتركة والروابط التاريخية العميقة بين شعوبهم والتعاون القائم بينهم على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، وفي شتى المجالات".

وشهد الاجتماع "اعتماد خطة العمل المشترك للحوار الاستراتيجي والتعاون بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى للفترة 2023-2027، بما في ذلك الحوار السياسي والأمني، والتعاون الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز التواصل بين الشعوب، وإقامة شراكات فعالة بين قطاع الأعمال في دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى".

ولي العهد السعودي يعلن اختتام القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى

وأعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اختتام القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى.

وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد أكد أن القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى تأتي تجسيدًا للروابط العريقة مع هذه الدول، مضيفًا أنها تأتي أيضًا لتأسيس روابط واعدة تستند إلى إرث تاريخي.

وأشار ولي العهد في كلمته خلال افتتاح القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى، إلى أن التحديات التي يواجهها عالمنا تستلزم توحيد الجهود لمواجهتها، مشددًا على أهمية احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

فتح آفاق جديدة

وبارك خطة العمل المشتركة بين دول الخليج ودول آسيا الوسطى، كما ثمن إعلان دول آسيا الوسطى دعم ملف استضافة السعودية معرض إكسبو 2030 الذي يعكس متانة العلاقة بين دولنا وتطلعنا لمستقبل أفضل لمنطقتنا.

ولفت ولي العهد إلى أن الناتج المحلي لدولنا يبلغ 2.3 تريليون دولار ونتطلع للعمل معًا لفتح آفاق جديدة للاستفادة من الفرص المتاحة.

الكويت.. تنسيق الجهود لمواجهة التحديات

من جانبه، أكد ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الصباح على أهمية العمل وتنسيق الجهود على الصعيد الإقليمي لمواجهة التحديات المحيطة بالمنطقة.

وقال خلال القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى: "لدينا قناعة راسخة أن الظروف الراهنة أصبحت تتطلب المزيد من العمل وتنسيق الجهود على المستوى الإقليمي لمواجهة التحديات المحيطة بمنطقتنا من خلال التعاون بيننا".

وأضاف: "نؤكد على أهمية التشاور المستمر مع شركائنا لمواصلة التعاون في كافة المجالات وتعزيز الأمن والاستقرار".

العلاقات الدبلوماسية بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى

تأسَّست العلاقات الدبلوماسية بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى بعد استقلال هذه الدول عن الاتحاد السوفيتي في مطلع تسعينات القرن الماضي.

لكنَّ العلاقات التاريخية والثقافية بين الجانبين ترجع إلى قرون عدّة، حيث كانت هذه المنطقة الجغرافية الواقعة في قلب القارة الآسيوية، محط اهتمام العرب والمسلمين مع وجود روابط بين الثقافة العربية والإسلامية وثقافات دول آسيا الوسطى التي عرفت في التاريخ الإسلامي ببلاد ما وراء النهر، وكان لها تأثير كبير في الثقافة الإسلامية.

وشهدت الفترة التي سبقت القمة عدداً من الزيارات رفيعة المستوى بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى، وجرى توقيع اتفاقيات ثنائية في عدد من المجالات.

في يوليو 2022، استقبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء  في جدة، الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، وذلك خلال زيارة رسمية.

وعقد الطرفان جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه التعاون في شتى المجالات، إضافة إلى استعراض عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

وعقب هذه الزيارة، أجرى الرئيس الأوزبكستاني شوكت ميرضيايف زيارة رسمية إلى السعودية في أغسطس 2022، التقى خلالها ولي العهد السعودي، وعقد معه جلسة مباحثات رسمية، وشهدا مراسم تبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية بين البلدين في عدد من المجالات بما في ذلك الطاقة، والزراعة، والصحة.

وفي يناير الماضي، أجرى الرئيس الكازاخستاني زيارة رسمية إلى الإمارات التقى خلالها برئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد.

وأجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في يونيو الماضي، جولة آسيوية شملت 4 دول، كلها من هذه المجموعة، هي أوزبكستان وقرغيزستان، وكازاخستان وطاجيكستان.