رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد التفوق الروسي.. ما هي خسائر الهجوم الأوكراني المضاد

نشر
الأمصار

نقلت صحيفةُ نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين حول الهجوم الأوكراني المضاد، أنّ القوات الأوكرانية تكبّدت خسائر فادحة في الأسبوعين الأولين من هجومها المضاد.

وأوضحت الصحيفة أن كييف فقدت نحو 20% من الأسلحة الغربية التي حصلت عليها في مقدمها مدرعات برادلي ودبابات ليورباد الألمانية في الهجوم الأوكراني المضاد.

وبحسب الصحيفة، تشمل الخسائر، في أول أسبوعين من الهجوم المضاد المتعثر، بعض المعدات القتالية الغربية مثل مركبات برادلي دبابات ليوبارد وناقلات الجند المدرعة والتي كان يعول عليها الأوكرانيون في إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية.

وأظهرت بيانات "أوريكس" Oryx، وهو موقع عسكري يحصي الخسائر التي تم تأكيدها بصريا فقط، أن خسائر قاسية تكبدها

 

مسؤولون أميركيون أقروا بتوقف الهجوم المضاد، لكنهم قالوا إن الأوكرانيين بدأوا التحرك مرة أخرى

 اللواء السابع والأربعين، وهو أحد الوحدات الثلاث المجهزة والمدربة من الغرب والتي تم نشرها في وقت مبكر من الهجوم المضاد مع نحو 100 من مدرعات برادلي.

ويقول الموقع إن اللواء السابع والأربعين خسر نحو ثلث هذه المدرعات إما بالتخلي عنها أو إتلافها، مشيرا إلى أنه في غضون يومين فقط فقد 28 مدرعة أثناء محاولة القوات الأوكرانية عبور حقل ألغام روسي جنوب البلا.

من جهته، تكبد اللواء الثالث والثلاثون خسارة فادحة حيث فقد 30% من الدبابات الألمانية التي حصل عليها.

 وخلال يونيو فقط دمرت 24 دبابة، من بينها 10 دبابات ليوبارد، إضافة إلى كاسحات ألغام.

ودفعت هذه التطورات كييف سريعا لإعادة النظر في تكتيكات الهجوم المضاد، الأمر الذي ساهم، وفق نيويورك تايمز، في خفض معدل الخسائر الهائل إلى حوالي 10% في الأسابيع اللاحقة.

لكن هذه الأخبار تقول الصحيفة تخفي بعض الحقائق المروعة.

إذ عزت تراجع الخسائر لأن الهجوم الأوكراني المضاد نفسه قد تباطأ وحتى توقف في بعض الأماكن تحت النيران الروسية.

 

كلفت معركة باخموت أوكرانيا خسائر كبيرة

ورغم ذلك تمكن الجيش الاوكراني من قطع مسافة 8 كيلومترات فقط من أصل 96 كيلومترا يأملون في تغطيتها للوصول إلى بحر أزوف جنوبا.

ومع ذلك، يحذر خبراء من أنه من السابق لأوانه إطلاق حكم نهائي بشأن الهجوم المضاد أو الحكم عليه بالفشل.

 يشار إلى أن الهجوم الأوكراني المضاد انطلق في الرابع من يونيو الماضي، على عدة محاور جنوبي دونيتسك وزابوريجيا وباخموت، حيث كان التركيز الأكبر للهجوم على محور زابوريجيا.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال خلال اجتماعه مع المراسلين الحربيين الروس في 13 يونيو، إن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة خلال الهجوم الأوكراني المضاد، ولم تنجح في أي محور.

تقول الصحيفة إن القوات الروسية استعدت جيدا لمواجهة الهجوم الأوكراني المضاد من خلال زرع الألغام ونصب مصائد الدبابات وحفر الخنادق على طول الجبهة.

كذلك كثفت القوات الروسية من طلعات طائرات الاستطلاع المسيرة والمروحيات الهجومية في سماء المنطقة.

بالتالي يرى خبراء عسكريون أنه بالنظر إلى هذه التحصينات، فليس من المستغرب أن تتعرض أوكرانيا لخسائر فادحة نسبيا في المراحل الأولى من الهجوم.

ويؤكد الخبراء أن أول 24 كيلومترا من الهجوم المضاد ستكون الأصعب، لأن القوات المهاجمة تحتاج في الغالب إلى قوة أكبر بثلاث مرات، سواء على صعيد الأسلحة أو الأفراد أو كليهما، مقارنة بالقوات المدافعة.

ويحذر محللون عسكريون من أنه من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات نهائية حول الهجوم المضاد. 

يقول كاميل غراند الخبير الدفاعي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ومساعد الأمين العام السابق لحلف الناتو إن "هذا لا يعني أن الهجوم المضاد محكوم عليه بالفشل".

ومع ذلك يشير إلى أن غياب التفوق الجوي والدفاعات الجوية التي يمكن أن توفرها الطائرات الغربية للهجوم الأوكراني يعني "أن معدل الضحايا من المرجح أن تكون أعلى من النزاعات التقليدية الأخرى".

وأقر مسؤولون أميركيون بتوقف الهجوم المضاد، لكنهم قالوا إن الأوكرانيين بدأوا التحرك مرة أخرى، ولكن بشكل أكثر دقة ومهارة فيما يتعلق بالتوغل في حقول الألغام. 

ونقلت الصحيفة عن هؤلاء المسؤولين القول إنه مع تدفق الذخائر العنقودية التي أرسلتها الولايات المتحدة فإن وتيرة الهجوم قد تزداد قريبا.

وكان رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك أقر، الجمعة، بأن الهجوم المضاد لكييف الذي يواجه مقاومة القوات الروسية "لا يحرز تقدما سريعا".

وتشن أوكرانيا هجوما مضادا لاستعادة مساحات من الأراضي في شرق وجنوب أوكرانيا استولت عليها القوات الروسية في غزوها الذي بدأ في فبراير 2022.