رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ذهول أمريكي واعتذار لبوتين.. فصل جديد عن تمرد فاجنر

نشر
الأمصار

قال مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز، إن الحرب في أوكرانيا لها تأثير "هدّام" على قيادة فلاديمير بوتين لروسيا.

وأضاف مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز، في محاضرة بمؤسسة ديتشلي في إنجلترا، بأن الاستياء الروسي تجاه هذه الحرب يقدّم فُرصا جديدة لوكالة المخابرات المركزية (سي آي أيه) على صعيد جمع معلومات استخباراتية.

مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز

وجاءت تعليقات  مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز بعد أسبوع من تمرّد قاده رئيس مجموعة مرتزقة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين.

وقال  مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز إن الجميع أصيبوا بالذهول لدى مشاهدة "التحدي المسلح" لـ موسكو الذي قاده بريغوجين السبت الماضي عندما زحفت قوات فاغنر صوب العاصمة الروسية.

ورأى  مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز أن تمرّد بريغوجين كان "عامل تذكير قويّ بالأثر الهدّام للحرب التي يشنّها بوتين، سواء على مجتمعه أو على نظامه".

ولفت  مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز إلى أن هذا الأثر الهدّام ليس نابعاً فقط من تحركات بريغوجين وإنما أيضا من بياناته – والتي انطوت على طعْن في منطق الحرب الروسية وكذلك في طريقة تنفيذها. ورأى بيرنز أن أثر ذلك سيبقى لبعض الوقت.

 

وقال بيرنز، في تعليقاته المعدّة سلفا، إن حالة "الاستياء من الحرب ستظل تهُدّ في القيادة الروسية .. هذا الاستياء يخلق فرصة لا تأتي إلا مرّة في كل جيل لنا في السي آي أيه"، في إشارة إلى دور الوكالة الأمريكية في تجنيد عُملاء من أجل جمع معلومات استخباراتية.

وأضاف بيرنز، على نحو انتزع ضحكات الحضور، بالقول: "ولن نهدر هذه الفرصة؛ إننا متشوقون جدا للعمل".

حملة سي آي إيه

 

وليام بيرنز

ودشّنت السي آي أيه مؤخرا حملة جديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي في محاولة للوصول إلى أناس في روسيا.

 وتضمنت الحملة نشْر مقطع فيديو عبر منصة تليغرام التي تحظى باستخدام واسع النطاق من جانب الروس. 

وتقدّم الحملة توجيهات بكيفية التواصل مع السي آي أيه على الشبكة المظلمة في جوّ من الإفلات من المراقبة.

وحصد فيديو السي آي أيه نحو 2.5 مليون مشاهدة في الأسبوع الأول من نشْره.

وأكّد بيرنز، ما صرّح به مسؤولون أمريكيون آخرون من قبل، بأن الولايات المتحدة لا دور لها في التمرّد الذي قاده بريغوجين.

وأفادت تقارير بأن النقاشات تطرقت إلى إمكانية أن يؤدي نجاح الهجوم الأوكراني المضاد إلى فتح بابٍ للتفاوض من موضع قوة أكبر في حال استرداد جزء كبير من الأراضي الأوكرانية.

وقال بيرنز ، الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في روسيا في الفترة من 2005 إلى 2008، إنه قضى وقتا طويلا على مدى العقدين الماضيين في محاولة فهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإن ذلك أورثه "جرعة صحية من التواضع عند الحديث عن المعرفة بشخص بوتين وبـ روسيا".

لكن رئيس الاستخبارات الأمريكية استدرك قائلا إن شيئا واحدا يمكنه القول إنه قد تعلّمه وهو أنه من الخطأ الاستخفاف برغبة بوتين في السيطرة على أوكرانيا.

ونوّه بيرنز إلى أن الزعيم الروسي يعتقد أنه بدون أوكرانيا، يتعذر على روسيا أن تكون قوة عظمى، وبالتبعية يتعذر على بوتين أن يكون زعيما عظيما.

ورأى بيرنز أن "تلك الرغبة المتوحشة والمأساوية جلبت العار على روسيا وكشفت عن مواضع ضعفها".

وقال بيرنز إن "حرب بوتين باءت بفشل استراتيجي على روسيا التي تكشّفت نقاطُ الضعف في جيشها، وتضرر اقتصادها لأعوام مقبلة".

ورأى بيرنز أن "مستقبل روسيا كشريك صغير للصين ومستعمرة اقتصادية لها ترسمه الآن أخطاء بوتين".

لا يزال زعيم المرتزقة فاجنر يفغيني بريغوزين قيد التحقيق الروسي بشأن تمرده، على الرغم من قول الكرملين إن التهم الجنائية أسقطت، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية.

وقال بريغوجين يوم الاثنين إن هدف جماعته كان "تجنب تدمير فاغنر" في رسالته الأولى منذ تمرد السبت.

احتل مقاتلو فاغنر روستوف أون دون في الجنوب، ثم تقدم نحو موسكو.

لكن الكرملين قال إنهم عادوا بعد ساعات وأسقطت التهم.

شعر الكثيرون أن الاتفاق الواضح بعدم محاكمته يظهر ضعف الرئيس فلاديمير بوتين، الذي كان قد ندد في وقت سابق بـ "خيانة" فاجنر في خطاب متلفز.

وبدلاً من ذلك، عُرض على بريغوجين المنفى في بيلاروسيا المجاورة، على حد قول الكرملين، بعد وساطة من رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.

حاول الكرملين يوم الاثنين تقديم صورة للعمل كالمعتاد.

تم عرض وزير الدفاع سيرجي شويغو في مقطع فيديو، يُزعم أنه في مركز قيادة متقدم للحرب على أوكرانيا.

ليس من الواضح بالضبط متى تم تصوير ذلك.

إعتذار

كان فاغنر يطالب بإقالة شويغو بسبب أخطائه المزعومة في ساحة المعركة في أوكرانيا.

في أول ظهور له منذ الاضطرابات نهاية الأسبوع، ألقى الرئيس بوتين خطابًا بالفيديو يوم الاثنين للمهندسين الذين حضروا منتدى الصناعة، وأشاد فيه بسخاء بمساهماتهم في الاقتصاد الروسي.

قالت مراسلة بي بي سي في أوروبا الشرقية، سارة رينفورد، إن عملية "استعادة سمعة بوتين" تجري الآن على قدم وساق.

حث رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين فريقه على الاتحاد خلف بوتين.

في رسالة صوتية مدتها 11 دقيقة على تطبيق تلغرام يوم الإثنين، قال بريغوجين إنه لم يستهدف الرئيس بوتين وليس لديه رغبة في الإطاحة بالنظام عندما أعلن أن قواته سوف تسير في موسكو يوم الجمعة الماضي.

وقال إن فاغنر كان يسعى "لمحاسبة المسؤولين الذين ارتكبوا من خلال أفعالهم غير المهنية عددًا هائلاً من الأخطاء" في الحرب مع أوكرانيا.

وقال إن المجموعة كانت تسير لمنع تسريح فاجنر ودمجه في وزارة الدفاع الروسية ، وإنه أمر قواته بالعودة "لتجنب إراقة دماء الجنود الروس".

لم يكشف رئيس المرتزقة عن موقعه خلال الرسالة، لكنه قال إن الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عرض على فاغنر طريقة للحفاظ على استقلالها.

وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها بريجوزين منذ موافقته على إحباط محاولة التمرد التي قام بها في وقت متأخر يوم السبت.

صباح السبت، استولى فاغنر على روستوف أون دون، المدينة التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة ومقر مركز القيادة الرئيسي الروسي للعمليات العسكرية في أوكرانيا.

ثم اتجه عمود فاجنر شمالًا نحو موسكو عبر مدينة فورونيج، مما أدى إلى حالة الطوارئ في العاصمة وحولها.