رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب : في الصميم.. نامي جياع الشعب نامي!!

نشر
الأمصار

صحيح أن بغداد كانت تسمى مدينة الف ليلة وليلة يعني مدينة قصص وأحلام وخيال وصحيح أن العراق مر عليه محتلون كثر وفاسدون وطغاة كثر ولكن مثل الذي شاهدناه لم يحدث منذ فجر الحضارة الاولى لبلاد ما بين النهرين قبل اكثر من ٧٠٠٠ سنة من الآن فلقد سمعنا وقرأنا عن كل طرق الاحتيال لكننا لم نقرأ في تاريخنا المعاصر أن شخصًا يختلس ١١٦ مليار دينار من إحدى دوائر الدولة ويعلن أهله عن وفاته في العام ٢٠٢٠ بجائحة كورونا ويظهر والعهدة على الراوي، بعد ذلك أن المرحوم حي يرزق وانه يعيش في أحدى المحافظات بهوية مزورة وباسم جديد! وذهبت اموال الشعب في خبر كان والمرحوم يأكل ويوصوص بأموال الشعب هذه القصة وما شابهها لم نسمع بها الا في زمن المحاصصة المباركة.

 

وإذا كانت هذه إحدى طرق الاحتيال الحديثة فان هناك قصص أخرى أقمش وأضبط وعلى قولة العراقيين (خط ونخلة وفسفورة ) وأكيد إن في جعبة هيأة النزاهة والقضاء من قضايا سرقة الموال الدولة ما يصلح ان تكتب عنه قصصا وروايات لان الفاسدين لازالوا يشكلون حيشا وله قادة من الرؤوس الكبيرة وبعين الحسود الف عود وخلي ياكلون ما دام الشعب نايم نومة اهل الكهف.

 

كل هذا وما زلنا نقرأ في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة عن الفساد والفاسدين الف سرقة من وزن وشكل سرقة القرن منذ٢٠٠٣ ولحد اليوم في حين نسمع يوميا عن تعديل الحدود الدنيا لرواتب المتقاعدين وتشكلت لجنة لدراسة الموضوع وانجزت اللجنة مهمتها وارسلت نتائج ما توصلت اليه الى رئاسة مجلس الوزراء ولحد الان لم تر النور في حين أن واحدة من اشكال السرقات الكثيرة تعادل كل الزيادة المقترحة لرواتب المتقاعدين فمتى يصحو الشعب من منامه أم انه ملتزم بما قاله الجواهري قبل سبعين عام حيث نصح الشعب بالنوم العميق لانهم سيشبعون من خلال ذلك النوم فقال:

نامي جياع الشعب نامي حرستك الهة الطعام

نامي على زبد الوعود يذاف في عسل الكلام

نامي فأن لم تشبعي من يقظة فمن المنام

نامي تريحي الحاكمين من اشتباك والتحام .