رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

إعادة فتح السفارات والترحيب بالحجاج...

أبرز ما جاء في اللقاء الثالث بين كل من السعودية وإيران

نشر
الأمصار

بعد سنوات من التوترات السياسية والأمنية بين كل من السعودية وإيران وخاصة بعد تفجيرات أرامكو التي وقعت في السعودية عام 2019 و اتهامات السعودية لإيران بالتورط فيها، وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى العاصمة طهران، أمس السبت، في خطوة تاريخية جاءت بعد عقد من النزاعات و قطع العلاقات و وصل برفقته أيضا للعاصمة طهران الفريق الفني السعودي المعني بمناقشة آليات إعادة افتتاح ممثليات المملكة في إيران.

الهدف من الزيارة

تأتي هذه الزيارة إنفاذا للاتفاق الثلاثي المشترك لكل من السعودية وإيران والصين، واستكمالا لما اتفق عليه الجانبان خلال جلسة المباحثات بين الأمير فيصل بن فرحان ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، التي جرت في بكين بتاريخ 6 أبريل".

حيث "التقى الفريق الفني السعودي برئاسة ناصر بن عوض آل غنوم، برئيس المراسم في وزارة الخارجية الإيرانية السفير هوناردوست، وذلك في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة طهران". وكان التلفزيون الرسمي الإيراني قال إن وزير الخارجية السعودي وصل إلى طهران، في إطار عملية التقارب بين البلدين.

محادثات إيجابية بين الطرفين

وفي أعقاب الزيارة أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عن سير المحادثات مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بشكل إيجابي. وأوضح خلال الزيارة أنه سينقل للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة. وقال في مؤتمر صحفي مشترك، إنه بحث مع عبد اللهيان تنفيذ الاتفاق الموقع في بكين، بشأن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران. 
ورحب الأمير فيصل بن فرحان "بقدوم الحجاج الإيرانيين لأداء المشاعر المقدسة"، إذ تستعد السعودية لاستقبال الحجاج المسلمين إلى مدينة مكة، نهاية الشهر الجاري، معلقا "تجمعنا مع إيران أواصر الأخوة وحسن الجوار".

وأكد وزير الخارجية السعودي للجانب الإيراني خلال الزيارة على ضرورة خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل والتعاون المشترك لصالح أمن واستقرار المنطقة وإرساء الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية لأي من البلدين. 


وعلى صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان عن اتفاقة مع الأمير فيصل على تعزيز التعاون في مجالات عدة. مؤكدا إن البلدين يسعيان لنشر السلام والأمن بالمنطقة، ودعم العلاقات الاقتصادية. مشيرا إلى أنه قام بمناقشة مسألة الأمن الإقليمي في المنطقة مع نظيره السعودي. وشدد عبداللهيان، على أهمية تشكيل لجان سياسية وحدودية واقتصادية مشتركة ومكافحة الاتجار بالمخدرات، بما في ذلك التعاون في مجال البيئة.


مباحثات مع ابراهيم رئيسي 
 

وفي إطار زيارة وزير الخارجية السعودي لإيران، استقبل الرئيس الايراني " إبراهيم رئيسي" وزير الخارجية السعودي في القصر الرئاسي بالعاصمة طهران وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات. بما يحقق تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها".


و وفقا لما نقلته وكالات الأنباء قام الأمير فيصل بن فرحان "بنقل تحيات وتقدير العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود، للرئيس الإيراني، وتمنياتهما لحكومة وشعب إيران الشقيق المزيد من التقدم والازدهار".


فيما قام الرئيس الإيراني بدوره بإرسال تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وتمنياته لحكومة وشعب السعودية المزيد من الازدهار والرفاه".


إعادة فتح السفارات 
 

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادوري جهرمي، إنه من المتوقع أن يتخذ الوزير السعودي "بعض الإجراءات" تفضي لإعادة فتح البعثة الدبلوماسية السفارة السعودية في طهران خلال الزيارة.


وذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن السعودية ستعيد فتح سفارتها- مؤقتاً- في فندق بطهران، لحين استئناف عملها في موقعها الدائم في العاصمة الإيرانية.


وكان وفد تقني سعودي، قد تفقد مبنی السفارة لدی طهران، في التاسع من أبريل الماضي، للتحضير لإعادة افتتاح السفارة السعودية لدى طهران، والقنصلية في مشهد. وأعادت إيران فتح سفارتها وقنصلياتها في المملكة العربية السعودية، في السادس من يونيو الجاري.

 

اللقاء الثالث 
 

ويُعد هذا هو اللقاء الثالث بين وزيري خارجية إيران والسعودية، بعد عودة العلاقات الثنائية، وأول زيارة لوزير الخارجية السعودي لإيران منذ أكثر من عقد. وكانت إيران والسعودية قد قررتا في مارس الماضي، إنهاء الخلافات الدبلوماسية واستئناف العلاقات بينهما بعد قطيعة استمرت سبع سنوات، بوساطة صينية.

وقطعت المملكة العربية السعودية، العلاقات مع إيران في عام 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد بشمال غرب البلاد لهجوم خلال احتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر.