رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

دعم مادي ومعنوي.. ما أهداف زيارة الرئيس الفلسطيني إلى الصين؟

نشر
الأمصار

يبدأ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الثلاثاء 13 يونيو 2023، زيارة إلى الصين، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس شي جين بينج.

وتأتي  الزيارة في وقت تسعى فيه بكين إلى دور أكبر في الشرق الأوسط والتنافس على موارد الطاقة.

أول زيارة لرئيس عربي للصين هذا العام
ويُعد عباس أول رئيس دولة عربية تستقبله الصين العام الحالي، بعد انتخاب شي رئيسًا للمرة الثالثة على التوالي في مارس الماضي، وكانت الصين أعلنت في إبريل نيتها لتسهيل مباحثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

ويعتبر الصينيون الرئيس الفلسطيني محمود عباس صديقاً قديماً وجيداً للشعب الصيني.

 و"الصين دعمت دائماً بقوة القضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية الشرعية".

وهذه الأيام، تحتفل الصين وفسطين بالذكرى الـ35 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وتسعى بكين لأداء أدوار وساطة في الشرق الأوسط، وقد أثمرت وساطة قامت بها بين إيران والسعودية في استئناف البلدين علاقاتهما في مارس الماضي، والذي يمثل انتصارا دبلوماسيا كبيرا للصين. 

ولا تدخر الصين جهداً لتعزيز علاقتها بالشرق الأوسط في تحد للنفوذ الأمريكي في هذه المنطقة.

وكان شي زار ديسمبر السعودية حيث التقى أيضاً الرئيس الفلسطيني وتعهد "السعي من أجل حل مبكر وعادل ودائم للقضية الفلسطينية".

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الرسمية، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي إن "الصين وفلسطين صديقان أقرب من الأشقاء".

وأعرب المسؤول الفلسطيني عن سعادته "لأنّ الصين بدأت تأخذ دوراً أكبر بكثير من الماضي في منطقة الشرق الأوسط منذ القمة العربية-الصينية" التي عقدت العام الماضي.

ونقلت شبكة "سي سي تي في" الصينية عن وزير الخارجية تشين جانج قوله: إن "الصين تدعم استئناف محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل في أقرب وقت ممكن على أساس حل الدولتين"، وترغب في لعب دور نشط في هذا الصدد ''.

وقد أدت زيادة القتال على مدار العام الماضي بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية إلى أكثر فترة دموية من العنف بين الجانبين منذ سنوات في تلك المنطقة.

محادثات سلام

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وينبين أن الرئيس عباس صديق قديم للشعب الصيني، متابعًا أن “الصين دعمت دائمًا بقوة القضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية الشرعية”.

وفق وكالة أنباء الصين (شينخوا)، كان وزير الخارجية الصيني، تشين جانج، أبلغ في إبريل نظيريه الإسرائيلي والفلسطيني استعداد بلاده للمساعدة في محادثات سلام، وأبلغ تشين وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن بكين تدعم استئناف المحادثات في أسرع وقت.

حل الدولتين

شجع تشين في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، على اتخاذ “خطوات لاستئناف محادثات سلام”، قائلًا إن “الصين على استعداد لتسهيل ذلك”، وشدد تشين في الاتصالين على مسعى الصين لمحادثات سلام على أساس تطبيق حل الدولتين.

وقال تشين إن “القضية الفلسطينية هي جوهر قضية الشرق الأوسط، وتؤثر في السلام والاستقرار في المنطقة، وفي العدالة والعدل الدوليين”.

قضية العرب الأولى

حسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، قال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، والمفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، عباس زكي، أول أمس الأحد، إن “زيارة الرئيس الفلسطيني المُرتقبة إلى الصين، تكتسب أهمية خاصة وكبرى”، متوقعًا أن تدعم الصين عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.

وأوضح زكي أن الزيارة تتويج لتعاظم دور الصين في الشرق الأوسط، وتأكيد موقف الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي يعد فلسطين قضية العرب الأولى.

وجدان الأمة العربية

رجح زكي أن تتكلل الزيارة بتوقيع بروتوكولات تعاون في عدد من المجالات، وتأكيد الصين المضي قدمًا في مساعداتها لدولة فلسطين، في مجالات البناء والطاقة والصحة والبعثات التعليمية والتدريبية والتأهيلية للشباب الفلسطيني.

ولفت إلى أن إنهاء الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني يمنح الصين مصداقية شعاراتها، وهي تعد أن حل القضية الفلسطينية سينهي أزمات الشرق الأوسط، وتدرك جيدًا أن القضية الفلسطينية في وجدان الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، وتعاظم دور الصين في الشرق الأوسط لن يكتمل إلا بتحرير فلسطين.

وبيَّن القيادي الفلسطيني أن زيارة الرئيس الفلسطيني للصين ستشهد تأكيد استمرار الدعم المتبادل في المحافل الدولية، خاصة في ما يتعلق باستقلال فلسطين والصين الواحدة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وبحث دعم نيل العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة هذا العام.