رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد اجتماع "إيجاد".. لماذا فشلت الهدنة بين الجيش السوداني والدعم السريع

نشر
الأمصار

تبادل الجيش السوداني والدعم السريع، الإثنين، الاتهامات بشأن المسؤولية عن تجدد المعارك في السودان، بعد انتهاء هدنة إنسانية استمرت لمدة 24 ساعة فقط، صباح الأحد.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين  الجيش السوداني والدعم السريع وقصف بالمدفعية في أنحاء الخرطوم، الأحد، وأفاد سكان بوقوع ضربات جوية، بعد وقت قصير من انتهاء سريان وقف لإطلاق النار أدى إلى هدوء قصير في القتال المستمر منذ 8 أسابيع.

 

وقال شهود إن القتال الذي اندلع بين  الجيش السوداني والدعم السريع كان من أعنف المعارك، وشمل اشتباكات على الأرض في حي الحاج يوسف المكتظ بالسكان في مدينة بحري، التي تشكل إلى جانب الخرطوم وأم درمان المجاورتين العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.

وقال الجيش في بيان، الإثنين، إن “المليشيا المتمردة (في إشارة إلى قوات الدعم السريع) درجت على استهداف المناطق السكنية بالأزهري والسلمة بالقصف المدفعي والصاروخي”، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 3 أطفال.

وتابع البيان: “تدين القوات المسلحة بأشد العبارات هذا السلوك الإجرامي المعتاد من مليشيا التمرد، وتنوه على مواطنينا توخي الحيطة والحذر”.

 

وردت قوات الدعم السريع ببيان آخر عن معارك  الجيش السوداني والدعم السريع، جاء فيه “تأكيد الالتزام التام بإعلان جدة لحماية المدنيين والتقيد المطلق بقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والاستعداد الكامل للانخراط في المباحثات بما يحقق الاستقرار لشعبنا”.

وتابع البيان: “إننا نشاطر الوساطة (السعودية الأميركية) خيبة الأمل نفسها حول تجدد القتال، ونشير إلى أن الميليشيا الانقلابية (حسب وصفها لقوات الجيش) استغلت وقف إطلاق النار لتحقيق امتيازات على الأرض، وذلك بتجميع قوات من مناطق مختلفة ومهاجمة قواتنا في الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة، مما جعلنا أمام خيار واحد وهو الدفاع عن أنفسنا وصد الانقلابيين في جميع المحاور”.

والأحد قالت السعودية والولايات المتحدة اللتان توسطتا في محادثات وقف إطلاق النار في جدة، إن الهدنة سمحت بتوصيل بعض المساعدات الإنسانية الحيوية وساهمت في إجراءات بناء الثقة.

وورد في بيان للبلدين: “لكن وقعت انتهاكات، وفي أعقاب انتهاء سريان وقف إطلاق النار قصير الأمد، يشعر الوسطاء بخيبة أمل شديدة بسبب الاستئناف الفوري للعنف المكثف الذي نندد به بشدة”.

 

تجدّدت الاشتباكات في السودان بين  الجيش السوداني والدعم السريع، عقب هدنة ليوم واحد، في وقت يبحث فيه قادة منظمة “إيغاد” في قمتهم بجيبوتي سبل وقف الاقتتال المستمر منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

وأدانت السعودية والولايات المتحدة، أمس الأحد، بشدة عودة أعمال العنف فور انتهاء وقف إطلاق النار، وأكدا على أن “الحل العسكري للصراع غير مقبول”.

وقالت الصحفية والمحللة السياسية، فاطمة غزالي، إن المعارك التي بدأت بعد انتهاء فترة الهدنة دليل على الإصرار على حسم المعركة عسكريًا، وهذا القاسم المشترك بين طرفي الصراع.

وأضافت غزالي، أن هذه الهدنة جرى احترامها من قبل طرفي الصراع في إطار “تطييب الخواطر أكثر من كونها إرادة لإنهاء الحرب، إذ كل طرف يريد الانتصار على الآخر”.

ونوهت إلى أن طرفي الصراع لا ينظران للوضع الإنساني في السودان، وللجوع والقتلى جرائه، وسط امتداد الصراع لاقتتال قبلي، ولذلك يجب أن يتحرك الوازع الأخلاقي والديني لوقف الحرب.

ومضت تقول: “ما يبدو أنه هناك احترامًا لإرادة المجتمع الدولي من قبل طرفي الصراع وليس هناك تقدير للموقف الإنساني وعدد القتلى في السودان من المدنيين”.

وأكد على ضرورة ممارسة المجتمع الدولي لضغوط إضافية لوقف الحرب، “ولا سيما أن الطرفان أوقفا الاقتتال لـ 24 ساعة مما يعطي دليلًا على أن قادة الصراع قادرون على وقف القتال بشكل فوري والسماح بمرور المساعدات الإنسانية”.

وأشارت غزالي، إلى أن “منظمة إيغاد يمكن أن تقدم رؤية للحل في السودان، ولكن إذا أصر الطرفان على مسألة الحسم العسكري ستمتد إلى أطراف أخرى، ولذلك الجهود الدولية مهمة من خلال فرض القوانين لحماية المدنيين”.