رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

برغم محاولات التقدم والتنمية.. البطالة شبح خطير يهدد دول العالم

نشر
الأمصار

تقف البطالة على أحد أهم التحديات التي تواجه العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، فالبطالة تمثل مشكلة اجتماعية واقتصادية تؤثر على الفرد والمجتمع بشكل عام، حيث يعاني الأفراد العاطلون عن العمل من صعوبة في توفير احتياجاتهم الأساسية والحصول على فرص العمل الملائمة، وتزيد البطالة من الفقر والتفاوت الاجتماعي.

وتعد البطالة أحد أبرز التحديات التي تواجهها الحكومات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، حيث تتفاوت معدلات البطالة بين الدول والمناطق المختلفة، وتتأثر بالعديد من العوامل مثل النمو الاقتصادي، والتغيرات التكنولوجية، والعوامل السياسية والاجتماعية.

ويعد تحليل ودراسة معدلات البطالة وأسبابها وآثارها من أهم الموضوعات التي تهم العديد من الصحفيين والمراسلين، حيث يسعون إلى توفير المعلومات والتحليلات اللازمة للجمهور لفهم أكثر عن هذه المشكلة المعقدة.

أسباب انتشار البطالة في العالم تشمل:

1- تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع الاستثمارات في بعض الدول.
2- التغيرات التكنولوجية والتحولات الهيكلية في الاقتصادات.
3- التغيرات الديمغرافية مثل زيادة عدد السكان وتغيرات في تركيبة السكان.
4- الأزمات الاقتصادية والسياسية مثل الحروب والثورات والأزمات المالية.
5- عدم توافق مهارات العمال مع متطلبات سوق العمل.
6- تفاوت الجودة والفرص التعليمية للأفراد.
7- العوامل البيئية والطبيعية مثل الكوارث الطبيعية والمناخية.

وفي الوطن العربي، يعاني العديد من الدول من مشكلة البطالة ومن بين الأسباب الرئيسية لانتشار البطالة في الوطن العربي:

1- تباطؤ النمو الاقتصادي وقلة الاستثمارات في بعض الدول.
2- زيادة عدد الخريجين من التعليم العالي مقابل عدم توافق مهاراتهم مع متطلبات سوق العمل.
3- ضعف البنية التحتية وقلة فرص العمل في القطاعات الحكومية والخاصة.
4- الأزمات السياسية والاقتصادية التي تشهدها بعض الدول العربية.
5- نسبة البطالة العالية بين الشباب وخاصة في الدول التي تشهد زيادة سكانية كبيرة.
6- الفجوة بين المهارات المطلوبة في سوق العمل والمهارات التي يملكها العمال.
7- عدم القدرة على توفير فرص العمل الملائمة للنساء في بعض الدول العربية.

وبحسب تقرير منظمة العمل الدولية لعام 2023، بلغ معدل البطالة العالمي %5.3، ما يعادل 191 مليون شخص. ولكن ترى المنظمة أن النسبة الفعلية قد تكون وصلت إلى 11.7%، أي ما يعادل 453 مليون شخص دون عمل.

وتختلف فجوة الوظائف بين البلدان، فتواجه الدول منخفضة الدخل فجوةً تبلغ 21.5% مقارنة بـ 11% فقط في البلدان ذات الدخل المتوسط، و8.2% في البلدان ذات الدخل المرتفع. وتزداد التفاوت في الوظائف حسب الجنس، إذ تعاني النساء فجوة في العمل تصل إلى %14.5 في جميع أنحاء العالم، مقارنة بـ %9 فقط لدى الرجال.

وفي الفترة المقبلة، من المتوقع أن تصل البطالة في بعض دول العالم إلى مستويات أعلى، حيث يتوقع أن تصل إلى 6.7% في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي مقارنة بـ %8 في عام 2019، و6.3% في شمال أوروبا وجنوبها وغربها مقارنة بـ 7% في عام 2019، و7.8% في وسط آسيا وغربها مقارنة بـ 9.2% قبل وباء كورونا.

وفيما يخص الوطن العربي، فقدر معدل البطالة في الدول العربية بـ 9.3%. وتعد بعض الدول أكثر تأثرًا بالأوضاع الاقتصادية، مثل مصر والسودان وتونس، حيث وصلت فيها البطالة إلى نحو 15%.

يعد العمل والتشغيل الكامل للقوى العاملة أمرًا مهمًا لتحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، وعليه يجب على الحكومات والشركات والأفراد العمل سويًا لتوفير فرص العمل وتطوير المهارات اللازمة، وتشجيع الاستثمار في القطاعات التي تعززالنمو الاقتصادي وتوفر الوظائف.

وتشمل بعض السياسات والإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين الوضع الاقتصادي والتشغيل في البلدان المتأثرة بالبطالة ما يلي:

1- توفير بيئة اقتصادية مواتية: يعد توفير بيئة اقتصادية مواتية ومشجعة للاستثمار والنمو الاقتصادي أمرًا أساسيًا لتوفير فرص العمل وتحسين الوضع الاجتماعي. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تسهيل الإجراءات الحكومية وتحسين بيئة الأعمال وتشجيع الاستثمارات الأجنبية.

2- تطوير البنية التحتية والصناعات الوطنية: يمكن توفير فرص العمل من خلال تطوير البنية التحتية والصناعات الوطنية، حيث يمكن إحداث فرص عمل جديدة في البناء والتشييد والصناعات التحويلية والخدمات.

3- تحسين التعليم والتدريب: يجب تحسين التعليم والتدريب لتطوير المهارات اللازمة للعمل في الصناعات المختلفة، وذلك من خلال توفير التعليم الفني والمهني والتدريب المهني.

4- دعم الصغار والمتوسطين المشاريع: يمكن دعم الصغار والمتوسطين المشاريع لتوفير فرص العمل ودعم الاقتصاد المحلي.

5- تشجيع الابتكار والريادة الاجتماعية: يمكن تشجيع الابتكار والريادة الاجتماعية لإحداث فرص عمل جديدة وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي.

6- تقليل الفجوات الجنسية والاجتماعية: يجب العمل على تقليل الفجوات الجنسية والاجتماعية في الوظائف، وذلك من خلال تطوير سياسات تشجع المساواة في الفرص الوظيفية وتحسين المناخ الاجتماعي والثقافي.

حلول مبتكرة لمواجهة مشكلة البطالة

من خلال سعي الحكومات لتوفير فرص العمل بهدف تحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي في الدول، يمكن تحقيق ذلك من خلال تطوير صناعات مختلفة.

وفيما يلي بعض الصناعات التي يمكن تطويرها لتوفير فرص عمل جديدة:

1- الصناعات الخضراء: تعد الصناعات الخضراء من بين الصناعات الأكثر تطورًا في العالم، وتهدف إلى تحسين الأداء البيئي للصناعات المختلفة. وتشمل هذه الصناعات التطويرية مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا البيئية وإدارة النفايات. ويمكن توفير فرص عمل جديدة في هذه الصناعات عن طريق تدريب العمالة على المهارات اللازمة للعمل فيها.

2- الصناعات الغذائية: تعتبر الصناعات الغذائية من أكبر الصناعات في العالم، وتشمل الزراعة والتصنيع والتوزيع والتجارة. وتوفر هذه الصناعات فرص عمل جديدة في مجالات مثل الزراعة والصناعات الغذائية وتوزيع الأغذية.

3- الصناعات الإبداعية: تشمل الصناعات الإبداعية مجموعة متنوعة من الصناعات مثل الفنون والثقافة والتصميم والإعلام والترفيه. وتعتبر هذه الصناعات من أسرع الصناعات نموًا في العالم، وتوفر فرص عمل جديدة في مجالات مثل التصميم والإنتاج والتسويق وإدارة الأعمال.

4- الصناعات التقنية: تتضمن الصناعات التقنية مجموعة من الصناعات مثل البرمجة وتطوير البرامج والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. وتعتبر هذه الصناعات من أكثر الصناعات نموًا في العالم، وتوفر فرص عمل جديدة في مجالات مثل تطوير البرامج والتكنولوجيا الحديثة وإدارة الأنظمة.

5- الصناعات الصحية: تشمل الصناعات الصحية مجموعة من الصناعات مثل الصيدلة والرعاية الصحية والخدمات الطبية. وتعتبر هذه الصناعات من أسرع الصناعات نموًا في العالم، وتوفر فرص عمل جديدة في مجالات مثل الرعاية الصحية والبحوث الطبية والحوسبة الطبية.

ويمكن تطوير هذه الصناعات وغيرها من الصناعات لتوفير فرص عمل جديدة عن طريق تعزيز الاستثمار فيها، وتطوير المهارات اللازمة للعمل فيها، وتعزيز الابتكار والبحث والتطوير فيها.

ويجب أيضًا تحسين بيئة الأعمال وتبسيط الإجراءات الإدارية والتشريعية لتشجيع رواد الأعمال على الاستثمار في هذه الصناعات وتوفير فرص عمل جديدة.