رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تحديًا لمجلس السيادة.. كواليس تمديد عمل بعثة يونيتامس الأممية بالسودان

نشر
الأمصار

قرر مجلس الأمن تمديد عمل بعثة يونيتامس الأممية بالسودان في القرار، الذي قدمت مشروعه المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، أعاد المجلس تأكيد جميع قراراته وبياناته السابقة المتعلقة بالحالة في السودان، وكذلك التزامه القوي بسيادة السودان ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه.

وأشار القرار إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الحالة في السودان وأنشطة بعثة الأمم هناك. وطلب القرار من الأمين العام أن يواصل موافاة مجلس الأمن كل 90 يوما بتقرير عن تنفيذ ولاية بعثة يونيتامس الأممية بالسودان  على أن يقدم التقرير المقبل بحلول 30 آب/أغسطس.

وفي بيان صحفي صدر قبل التصويت على قرار بعثة يونيتامس الأممية بالسودان، جدد أعضاء مجلس الأمن الدولي قلقهم العميق من استمرار المواجهات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ودعوا الطرفين إلى وقف الأعمال العدائية على الفور، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية، ووضع ترتيب دائم لوقف إطلاق النار، واستئناف العملية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية دائمة وشاملة وديمقراطية في السودان.

وأدان أعضاء المجلس بشدة جميع الهجمات على السكان المدنيين وموظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها والعاملين في المجال الإنساني، وكذلك الأعيان المدنية والعاملين الطبيين والمرافق ونهب الإمدادات الإنسانية.

ودعا الأعضاء- في البيان صحفي- جميع الأطراف إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ودون عوائق في جميع أنحاء السودان، وفقا لأحكام القانون الدولي ذات الصلة، وبما يتماشى مع المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية، بما في ذلك الإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلالية.

تجديد الدعم لبعثة يونيتامس


وأكد الأعضاء من جديد دعمهم لبعثة يونيتامس الأممية بالسودان، وحثوا على استمرار انخراطها، بما يتفق تماما مع مبادئ الملكية الوطنية.

فولكر بيرتس (أ ف ب)

 

وشدد أعضاء مجلس الأمن على الحاجة إلى تعزيز التنسيق الدولي والتعاون المستمر، وجددوا دعمهم القوي للقيادة الأفريقية، مشيرين إلى خارطة طريق الاتحاد الأفريقي لحل الصراع في السودان.

ورحبوا بعمل الاتحاد الأفريقي لإنشاء آلية موسعة وفريق أساسي، كما ورحبوا بالجهود المستمرة التي تبذلها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) وجامعة الدول العربية لضمان عملية سلام قابلة للاستمرار، واستئناف الانتقال إلى الديمقراطية في السودان.

وفي هذا الصدد، رحب الأعضاء بالبيان الصادر عن الدورة الوزارية الخاصة بشأن السودان التي عقدت في 20 نيسان/أبريل الماضي، ورحبوا كذلك ببيان قمة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الصادر في 27 أيار/مايو 023، والذي أعاد التأكيد على العناصر الستة المحددة في خارطة طريق الاتحاد الأفريقي، ومن بينها:

إنشاء آلية منسقة لضمان تناغم وتأثير جميع الجهود التي تبذلها الجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية؛ وقف فوري ودائم وجامع وشامل للأعمال العدائية واستجابة إنسانية فعالة؛ حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية؛ الدور الاستراتيجي لدول الجوار والمنطقة؛ واستئناف عملية انتقال سياسي ذات مصداقية وشاملة تأخذ في الاعتبار الدور الإيجابي لجميع أصحاب المصلحة السودانيين المعنيين وكذلك الموقعين على اتفاق جوبا للسلام.

 

تكثفت الجهود الدبلوماسية في نيويورك وعبر العواصم لتحديد مصير بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العملية الانتقالية بالسودان أو بعثة يونيتامس الأممية بالسودان، التي ينتهي تفويضها في 3 يونيو (حزيران) الحالي، أي السبت، وسط انقسامات بين أعضاء مجلس الأمن.

وعلى أثر جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن بطلب شخصي منه؛ قال الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الأمر متروك لمجلس الأمن ليقرّر مصير بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العملية الانتقالية بالسودان أي بعثة يونيتامس الأممية بالسودان.

وتدعو الدول الأفريقية الثلاث الأعضاء؛ الغابون وغانا وموزمبيق، بدعم من الصين وروسيا، إلى «تمديد تقني» فقط لولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العملية الانتقالية بالسودان من دون إدخال أي تعديلات على النص.


ودعا مجلس الأمن في بيانه جميع الأطراف إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ودون عوائق في جميع أنحاء السودان.

 

وشدد مجلس الأمن على أن اتفاق جوبا للسلام يظل ملزما لجميع الموقعين عليه، ويجب تنفيذه بالكامل، ولا سيما أحكامه المتعلقة بوقف دائم لإطلاق النار في دارفور.

من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفث إن الأصول والمرافق الإنسانية في السودان تتعرض للنهب، على الرغم من تعهد الأطراف بخلاف ذلك.

وذكر أن مستودعات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي ومفوضية شؤون اللاجئين تعرضت للنهب في مدينة الأبيض والخرطوم.

 

الى ذلك قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنه من المحتمل أن يلتقي الممثل الأممي الخاص إلى السودان فولكر بيرتس بمسؤولين من الاتحاد الأفريقي ومسؤولين آخرين في أديس أبابا بإثيوبيا الأسبوع المقبل.

وجاء ذلك ردا على سؤال بشأن المكان الذي سيتوجه إليه بيرتس في المنطقة بالنظر إلى أنه غير مرحب به في السودان.

عيّن بيرتس ممثلاً خاصاً للسودان ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان (UNITAMS) في 7 يناير/كانون الثاني 2021.

ويحمل إلى هذا المنصب أكثر من 25 عاماً من الخبرة في الأوساط الأكاديمية والبحثية والعلاقات الدولية والدبلوماسية، بما في ذلك مع الأمم المتحدة، فضلاً عن الخبرة العميقة في حل النزاعات والجغرافيا السياسية الإقليمية.

فقبل تعيينه، شغل بيرتس منصب الرئيس التنفيذي ومدير SWP (Stiftung Wissenschaft und Politik) ، المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية ، في برلين، من 2005 إلى 2020.

فولكر بيرتس (أ ف ب)

فولكر بيرتس (أ ف ب)

مبعوث إلى سوريا

ومن عام 2015 إلى عام 2018، شغل منصب الأمين العام المساعد، ثم مستشار أول للمبعوث الخاص للأمين العام لسوريا، بما في ذلك منصب رئيس فرقة العمل المعنية بوقف إطلاق النار في سوريا التابعة لمجموعة دعم سوريا الدولية نيابة عن الأمم المتحدة.

كما عمل أيضاً كباحث ورئيس قسم في SWP من 1992 إلى 2005، وأستاذًا مساعدًا للعلاقات الدولية في جامعة هومبولت في برلين من 2007 إلى 2019.

أستاذ أكاديمي

أما بداية حياته الأكاديمية فكانت في لبنان، كأستاذ مساعد في الجامعة الأميركية ببيروت (1991-1993). وهو حاصل على درجة الماجستير والدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة دويسبورغ في ألمانيا.

إلى ذلك، يجيد اللغتين الإنجليزية والعربية وقد كتب على نطاق واسع عن السياسة الخارجية والأمنية والعلاقات الدولية والجغرافيا السياسية، فضلاً عن الديناميكيات والتحولات الإقليمية في الشرق الأوسط.