رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

كيف رأى المراقبون الدوليون الهدنة بين الجيش السوداني والدعم السريع

نشر
الأمصار

يخيم الهدوء الحذر بالخرطوم، رغم الاشتباكات المتقطعة بين الجيش السوداني والدعم السريع، منذ توقيع اتفاق الهدنة القصير في جدة ودخوله حيز التنفيذ ليل الإثنين الثلاثاء الماضي، شدد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان ممثل الأمين العام للمنظمة الدولية فولكر بيرثيس، على أن القوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، أدركا ألا مفر من الجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب.

المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان

 

كما أشار إلى أن الطرفين وكل من  الجيش السوداني والدعم السريع أدركا ضرورة “فتح حوار سياسي شامل جديد”.

كذلك رأى أن الوضع هدأ نسبيا في الخرطوم، منذ بدء تطبيق اتفاق جدة لوقف النار لمدة 7 أيام بين الجيش السوداني والدعم السريع. 

وأردف قائلا إن “الجانبين وهما  الجيش والدعم السريع كانا يعتقدان أن المعركة لن تطول، وأنهما سينتصران خلال بضعة أيام، ولكني أظن أنهما أدركا الآن أن استمرار القتال لن يقود إلى النتيجة المرجوة، وأنه ما من مفر من الجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء هذه الحرب وإيجاد حلول واقعية للأمور، وإعادة بناء الدولة، وقبل ذلك تشكيل حكومة تستطيع أن تقود الدولة في هذه المرحلة الصعبة، بما في ذلك فتح حوار سياسي شامل جديد”.

وشدد في مقابلة مع إذاعة الأمم المتحدة على أن الأمم المتحدة مصممة على مساعدة السودانيين من أجل تجاوز هذه المحنة العصيبة وتحقيق السلام وإعادة مسار العملية الانتقالية، قائلاً ” الامم المتحدة تبذل كل ما في وسعها على الصعيدين السياسي والإنساني لتجاوز الآثار الرهيبة التي خلفتها الحرب، وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة الملايين السودانيين داخل البلاد وخارجها”.

أما عن أهمية اتفاق جدة الذي وقع الأسبوع الماضي، فاعتبر ان أهمية هذا الاتفاق تكمن في أنه أول اتفاق لوقف النار يوقع عليه كل من قوات الجيش السوداني والدعم السريع، لاسيما انه أتى مقترناً بتفاهم حول آلية لمراقبة هذه الهدنة القصيرة.

 وأضاف أنه سيسهل ليس فقط مراقبة التزام كل متن قوات الجيش السوداني والدعم السريع  بالاتفاق، ولكن أيضاً تسمية الطرف الذي لا يلتزم. 

عمليات النهب للمكاتب والمستودعات الأممية

وفي ما يتعلق بعمليات النهب التي طالت مستودعات أممية في دارفور وغيرها، فضلا عن سرقة سيارات ومكاتب أممية، فأوضح أن الأمم المتحدة “تدرس بالتعاون مع السلطات السودانية، إمكانية إيصال الإمدادات إلى دارفور من دولة تشاد المجاورة. وقال “منذ 3 أسابيع تقريباً، بدأت المساعدات تصل إلى بورتسودان عن طريق البحر أو الجو، وبدأ بالفعل توزيع المساعدات إلى المناطق في الشرق وفي الخرطوم”.

يذكر أنه منذ تفجر القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع ،في 15 أبريل الماضي تفاقمت الأزمة الإنسانية في البلاد وأجبر الصراع أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، كما هدد بزعزعة استقرار المنطقة الأوسع.

كما حصد أكثر من 850 قتيلاً وآلاف الجرحى، ناهيك عن الخسائر المادية التي حلت بالعاصمة الخرطوم جراء القصف المتابدل، واغلاق البنوك والمؤسسات التجارية، وتدمير العديد منها أيضا.

الخارجية الأمريكية

 

وفي نفس السياق قالت الخارجية الأمريكية إن آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بالسودان رصدت انتهاكات محتملة للاتفاق من جانب الجيش السوداني والدعم السريع الأربعاء بما في ذلك استخدام المدفعية والطائرات الحربية والمسيرة.

وفي تصريحات صحفية، أشار المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر إلى أن الولايات المتحدة تواصل اتصالاتها الخاصة مع طرفي الصراع وكل من قوات الجيش السوداني والدعم السريع، وأن واشنطن لن تتردد في استخدام جميع الأدوات المتاحة لتحميل الطرفين المسؤولية.