رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب : في الصميم .. العطش القادم

نشر
الأمصار

 

تقول احدى الاغاني الشعبية( تعطش وشربك ماي بجفوف ادية)  حيث غنتها انطوانيت إسكندر في خمسينات القرن الماضي وتبعتها لاحقا المطربة مائدة نزهت وكذلك حسين نعمة واخرون بقت هذه الأغنية رديفة الفرح العراقي  ضمن منظومة الغناء الشعبي  الذي تميز بالأصالة  والشجن الجميل. 
واليوم استذكرت هذه الأغنية الرائعة ليس تندرا او سعيا لإثارة شجون  وإنما هو  وضع العراق المائي بحاله الكارثي والمرعب حقا  فبعد ان كانت حصة العراق ١٠٠ مليار متر مكعب من المياه سنويا تراجعت هذه الحصة لتصل إلى ٣٠مليار متر مكعب بنقص ما يعادل ٧٠بالمائة من حقوقه المائية بفعل تمادي دولة المنبع في إقامة السدود العملاقة في جنوب الأناضول او ما يسمى مشروع  الغاب فقد بنت تركيا لحد الان ٢٣ سدا على حوضي دجلة والعراق دون النظر الى ما تلحقه هذه السدود من ضرر لحياة المواطنين والبيئة في دولة المصب العراق علاوة على قيام الجارة إيران بتحويل مجرى ٤٨ رافدا ونهرا تنبع من إيران وتصب في مدن شرق العراق إلى داخل حدوده .
ولكي لا نتجنى على الدولتين الجارتين فهما تبحثان  عن امنهما المائي والغذائي والذي يقابله أهمال متعمد وغياب الخطط المستقبلية في إقامة سدود اضافية لخزن ما يمكن خزنه من المياه قبل ان تذهب هدرا إلى شط العرب ومن ثم إلى الخليج العربي فعلى مدى ٢٠ عاما لم يسمع المواطن ان وزارة الري والموارد المائية قد وضعت حجر اساس لسد على نهري دجلة والفرات  او انها افتتحت سدا لحفظ مياه الأمطار في الوديان والصحاري وحتى ونحن نعيش هذه الظروف لم تمارس الحكومة   لقاءاتها ومحادثاتها  مع الطرفين التركي والايراني وفتح ملف المياة والإضرار الناجمة عن ما قامت به الدولتان خلافا لقانون  او اتفاقية البلدان المتشاطئة  والتي تضمن وفق القانون الدولي حصة كل جانب بالمياه المشتركة. 
كما وان تصريح وزارة الري والموارد المائية قبل يومين من(ان المخزون المائي للعراق يسد حاجة هذا الموسم فقط)!!!
ثم ماذا عن الهدر الكبير في المياه نتيجة الاستخدام الخاطيء  لمياه الشرب في بغداد والمحافظات   فلا زلنا نشاهد الكثير من المواطنين يهدر كميات كبيرة المياه المخصصة للشرب في غسل سيارته أمام بيته او يستهويه رش الشارع أمام محله او بيته فما هي إجراءات الحكومة للحد من هذا الهدر ما دام الخزين المائي يكفينا فقط لفصل الصيف حسب تصريح وزارة الري والموارد المائية أم ستبقى الحكومة وكأن الأمر لا يعنيها!!.
هناك الكثير من الاوراق الرابحة بيد الحكومة يمكن استخدامها في المفاوضات هو حصة العراق المائية واولها تدويل هذه القضية الخطرة في نتائجها على العراق وشعبه وجعل قضية شحة المياه قضية رأي عام دولي  لبضغط على الولتين الجارتين العزيزتين اللتين وصل حجم تبادلهما التجاري  مع العراق عشرات المليارات سنويا.