جولة رابعة من المفاوضات بين إيران وأميركا.. إلى أين تتجه المشاورات؟

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، موافقة بلاده على مقترح من سلطنة عمان بعقد جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا ستعقد يوم الأحد.
وقال عراقجي - في تصريح أوردته وكالة تسنيم الدولية للأنباء الإيرانية - "إن موعد ومكان المفاوضات يحددهما البلد المضيف، وهو في هذه الحالة سلطنة عُمان. وقد استفسر الإخوة العُمانيون منا بشأن يوم الأحد، وأعلنا موافقتنا.
ويبدو أنهم أجروا محادثات مع الطرف المقابل أيضًا، وحتى الآن من المقرر أن تُعقد المفاوضات يوم الأحد".
عراقجي: المفاوضات تسير في مسارها إلى الأمام
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "المفاوضات تسير في مسارها إلى الأمام، ومن الطبيعي كلما تقدمنا أكثر، أن نحتاج إلى المزيد من التشاورات والمراجعات، كما تحتاج الوفود إلى وقت أطول لدراسة القضايا المطروحة. لكن المهم هو أننا نسير في طريق إيجابي ونتقدم تدريجيًا نحو الدخول في التفاصيل".
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن أحد أعضاء الفريق التفاوضي الإيراني أن الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا ستعقد في سلطنة عمان.
وأشار هذا العضو في الفريق التفاوضي الإيراني إلى أن طهران قد أعربت عن موافقتها على اقتراح وزير الخارجية العماني بعقد الجولة الرابعة من المفاوضات يوم الأحد.

جولة رابعة من المفاوضات المباشرة وغير المباشرة
فيما قالت مصادر"، إن مستشار الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف سيتجه الأحد إلى سلطنة عُمان للمشاركة في جولة رابعة في المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إيران.
ونقل التلفزيون عن عراقجي قوله إن المفاوضات مع الولايات المتحدة تمضي قدماً، مضيفاً أنه "من الطبيعي كلما تقدمنا أن نحتاج للمزيد من التشاور".
وأوضح أن إيران تخوض تدريجياً في التفاصيل في مفاوضاتها مع الجانب الأميركي.
وفي وقت سابق أكدت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء عن مفاوض إيراني قوله إن من المقرر عقد جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة يوم الأحد في سلطنة عمان.
وكان وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي قد أعلن الأسبوع الماضي تأجيل موعد الجولة الرابعة من المفاوضات بين وفدي الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي.
والثلاثاء الماضي، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أنها تدرس اقتراحاً من سلطنة عُمان باستئناف المحادثات في مطلع الأسبوع المقبل.
خطط بديلة
رجح باحث أميركي أن الرئيس دونالد ترمب يحتفظ بـ«خطة بديلة» في حال فشل المفاوضات حول النووي الإيراني، وهي «مدمرة في جميع الأحوال»، وتتضمن تلويحاً بـ«شبح معمر القذافي».
وكان ترمب قد ناقش، الخميس، الملف النووي الإيراني مع وزير إسرائيلي خلال اجتماع غير معلن، وسط أجواء ضاغطة عليه في واشنطن لا سيما من الصقور الذين يبدون قلقاً من اتفاق متساهل مع إيران.
وفي مقال نشره أخيراً الباحث مارك تایسن، أشار فيه إلى أن ترمب لديه «خطة ب» مدمّرة في حال رفضت إيران تفكيك برنامجها النووي تماماً.
وأوضح تایسن أن ترمب يرى أن «التفكيك الكامل» يجب أن يكون على غرار ما فعله الرئيس الأسبق جورج بوش مع معمر القذافي في ليبيا عام 2003، حيث تم تفكيك البرنامج بالكامل ونقل مكوناته إلى الولايات المتحدة، مذكراً بأنه يريد اتفاقاً يضمن دخول المفتشين الأميركيين إلى إيران و«تفجير البرنامج إن لزم الأمر».

تراجع النفوذ الإيراني وسقوط نظام الأسد في سوريا
اعتبر تایسن أن الظروف الإقليمية باتت في صالح واشنطن، بعد تراجع النفوذ الإيراني وسقوط نظام الأسد في سوريا، بالإضافة إلى الضربات الموجعة التي تلقاها وكلاء إيران في المنطقة. وأكد أن ترمب يرى أن إيران باتت في أضعف حالاتها منذ عام 1979، ولا تملك القدرة على صد ضربة عسكرية أميركية أو إسرائيلية، مما يمنحه أقصى درجات النفوذ.
وقال الباحث: «ترمب يملك الآن فرصة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني، وهي فرصة لم تتح للولايات المتحدة من قبل وقد لا تتكرر.
لكن تلك النافذة ستُغلق في نهاية المطاف. مع مرور الوقت، ستعيد إيران بناء دفاعاتها الجوية وبطارياتها الصاروخية وشبكاتها الإرهابية».

استخدام القوة العسكرية
وفي حال فشل الاتفاق، أشار تایسن إلى أن ترمب مستعد لاستخدام القوة العسكرية، مؤكداً أنه «لن يرضى باتفاق أضعف من ذاك الذي وقعه بوش مع القذافي»، بل سيأمر بضربة قاسية إن لزم الأمر.
وتخالف تحليلات تايسن، الذي يخدم باحثاً في معهد «أميركان إنتربرايز»، اللغة الأميركية الناعمة مع الإيرانيين؛ إذ توقع نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس توصل بلاده إلى صفقة مع طهران «تنطوي على إعادة دمج إيران في الاقتصاد العالمي»، وذلك غداة الإعلان عن هدنة بين واشنطن والحوثيين تتضمن حرية الملاحة في البحر الأحمر.

اجتماع ترمب مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي
في غضون ذلك، ناقش ترمب الملف النووي الإيراني مع وزير إسرائيلي خلال اجتماع غير معلن.
وذكر موقع «أكسيوس»، نقلاً عن مصدرين مطلعين، أن ترمب اجتمع في البيت الأبيض مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ناقشا خلاله المحادثات النووية مع إيران والوضع في غزة.
وأضاف الموقع أن ديرمر كان قد التقى قبلها بوزير الخارجية ماركو روبيو، وعقد عدة اجتماعات في البيت الأبيض، منها لقاؤه مع ترمب.

في المقابل، يشعر صقور واشنطن بالقلق من احتمال اتفاق «متساهل» مع إيران. وأشار رئيس تحرير مجلة «ذا ناشيونال إنتريست»، في تحليل نُشر أخيراً، إلى أن بعض دوائر صنع القرار في واشنطن تشعر بقلق متزايد من أن إدارة ترمب قد تتجه لعقد اتفاق «متساهل» مع إيران.
في السياق، حذّر تقرير «جيروزاليم ستراتيجيك تربيون» من أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة تمر بمرحلة حرجة، مشيراً إلى تراجع التأييد الشعبي الأميركي لإسرائيل بحسب استطلاع معهد «غالوب»، وهو ما قد يُرغم نتنياهو على إعادة حساباته في التعامل مع إدارة ترمب، التي تتبنى مبدأ «لا أعداء دائمون ولا حلفاء دائمون».