رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

"تيمون سوري" و"حلوى الكولاك".. مأكولات رمضانية بإندونيسيا ذائعة الصيت

نشر
الأمصار

تتفاوت العادات والطقوس المرتبطة بحلول شهر رمضان الكريم، بين دولةٍ وأخرى، إلا أن معالم الشهر المُعظم تتسم بطابعٍ خاص في إندونيسيا، التي يُشار إليها كأكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني للمسلمين، حيث تتألف من 275 مليون نسمة، من بينهم 88% من مُعتنقي الديانة الإسلامية، وتتعدد مظاهر الاحتفاء بقدوم شهر رمضان، بما في ذلك المأكولات الرمضانية الشهيرة بين المسلمين هناك.

وتشهد العاصمة الإندونيسية جاكارتا أجواء رمضانية روحانية خاصة مأكولات رمضانية  بإندونيسيا، لا سيما العبادة وتقديم الطعام، وهناك تمتلىء المساجد عن آخرها بحلقات الذكر وقراءة القرآن الكريم وموائد الرحمن تلتف حول المساجد بأنواع مختلفة من الأطعمة والعصائر، بما في ذلك مسجد الاستقلال، أكبر مساجد إندونيسيا، ويحرص مسلمو إندونيسيا خلال هذا الشهر على الانتظام فى ارتياد المساجد وقراءة القرآن الكريم، فضلًا عن أداء صلاة التراويح.

ومن المعروف أن الأرز ، أو ما يسمى بـ "ناسى يورينغ" بمثابة الطعام الرئيسي في مأكولات رمضانية  بإندونيسيا، والذي يؤكل مسلوقاً أو مقلياً، كما يطهو الإندونيسيون طعامهم فى حليب جوز الهند والزيت، وأحياناً يقدمونه مغلفاً فى ورق جوز الهند أو الموز، ويمكن تقديم الأرز مع اللحم أو السمك أو الخضار، أو مطعماً بالتوابل الحارة فقط، فيما يؤكل اللحم فى إندونيسيا، وعلى وجه التحديد، لحم الجاموس المائي والبقر والدجاج، فيما يؤكل لحم الغزال، في بعض المناطق الأخرى، كما تُعد وتعتبر حلوى الكولاك من أوسع الحلويات الرمضانية انتشارًا هناك، وهى بطاطا مسلوقة ممتزجة بجوز الهند والسكر.

وللمائدة الرمضانية في إندونيسيا، طابع خاص مع عدد من مأكولات رمضانية  بإندونيسيا، حيث يبدأ الصائمون إفطارهم على التمر أو شراب «تيمون سوري»، وهو نوع من «الشمام»، ثم يتناولون الحلوى وأشهرها حلوى البطاطا أو«الكولاك»، وهى عبارة عن بطاطا مسلوقة مخلوطة بالسكر البني وجوز الهند، ويتجهون بعد ذلك لأداء صلاة المغرب، ومن ثم يعودون لتناول وجبتهم الرئيسية.

ومن المظاهر المرتبطة بالشهر المُعظم هناك إلى جانب مأكولات رمضانية  بإندونيسيا، ما يشبه «المسحراتي» فى الدول العربية، حيث يقوم الشباب في إندونيسيا بأعمال تطوعية من تحضير موائد الإفطار العامة، والتي تعد لغير القادرين، وتنظيم الحركة حول المساجد.

كما تتجلى المظاهر الاحتفالية أيضًا، في قيام الشباب بقرع الطبول التقليدية، والتي يطلق عليها اسم «البدوق»، وهى طبول ضخمة توضع فوق شاحنات صغيرة تجوب الشوارع ليقرعها الشباب للإعلان عن قدوم رمضان، كما يتم قرعها عند حلول موعد الإفطار والسحور، ومن اللافت أن المطاعم و المقاهي تُغلق أبوابها في رمضان، وكذلك النوادي الليلية، لما يمثله ذلك الشهر من قدسية غير قابلة بالمساس، كما تحرص المعاهد الدينية على تقديم الدروس والبرامج الدينية المناسبة للشباب لتوعيتهم بعظمة هذا الشهر.

 ومن العادات المحببة للأسر الإندونيسية، زيارة أحد ملاجئ الأيتام والإفطار معهم، علاوةً على تبادل الهدايا فيما بينهم كما يحرصون على المشاركة فى إعداد موائد الإفطار المجانية بالمساجد، كما يحرص المسلمون في إندونيسيا، خلال شهر رمضان على تبادل الهدايا والأطعمة بين الأهل والجيران لتعزيز روابط المحبة بينهم.