رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

من غيثة علوش لخنساء فلسطين.. أيقونات حصلن على الأم المثالية بالوطن العربي

نشر
الأمصار

يعتبر أكبر حدث تنتظره النساء العرب هو تكريم الأم المثالية بالوطن العربي، حيث تعتبر كثيرات من الأمهات المكافحات هذا اليوم بمثابة اليد الحنونة من الدولة التي ترأب على كتفها، والأمالثكلى أنها مديل يجفف دموعها، ولكن الحقيقة أن هناك كوكبة من الأمهات العربيات البارزات كرمتهن دولهن في عيد الأم كـ “أم مثالية”.

المقاومة المغربية غيثة علوش

منح الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب الذي عقد دورته الخامسة والعشرين بمراكش، صفة الأم العربية المثالية للمقاومة المغربية غيثة علوش أرملة المقاوم المرحوم عباس لمساعدي، وهي  الأم المثالية بالوطن العربي .

وذكر بلاغ صحفي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أنه تم خلال الدورة الخامسة والعشرين للجمعية العمومية ومجلس إدارة الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب، التي انعقدت تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس بمدينة مراكش من 16 إلى 19 مارس الجاري، أنه تم أيضا منح سعاد أحمد عبد الحي زقوت من فلسطين لقب الأم المثالية الفلسطينية، من رابطة مقاتلي الثورة.

وأضاف البلاغ أنه تقرر منح كل منهما جائزة مالية قدرها ألف دولار بالإضافة إلى نوط الاتحاد وهدايا وشهادات تقدير فيما منحت شهادات شكر وتقدير للأمهات المثاليات اللواتي لم يحالفهن الحظ للفوز بهذا اللقب.

وقد تشكلت لجنة من أعضاء الوفود المشاركة لإجراء قرعة لاختيار الأم العربية المثالية من بين المرشحات الأمهات أو أرامل الشهداء العرب.

وأبرز أن “المقاومة غيثة علوش من نساء المغرب المخلصات والغيورات على الوطن والمتشبعات بالمبادئ والقناعات الوطنية والنضالية، ظلت طيلة مسيرتها النضالية العطرة حاملة لقيم الالتزام والوفاء والبذل والعطاء والتضحية والإيثار ونكران الذات، ثابتة على المبادئ، مسترخصة للنفس والنفيس في سبيل الحرية والاستقلال، بروح وطنية عالية وعزيمة صادقة مخلفة للناشئة والشباب والأجيال الجديدة سجلا زاخرا بقيم الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية”.

وازدادت المقاومة غيثة علوش سنة 1937 بمدينة فاس، ونشأت في بيت علم وتقوى وورع فنهلت من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومن منابع الوطنية والاعتزاز بالانتماء الوطني. 

انخرطت مبكرا في العمل الوطني وفي حركة المقاومة والفداء حيث شاركت في عدة عمليات فدائية بمسقط رأسها وعقدت قرانها مع أحد قادة المقاومة وجيش التحرير الشهيد عباس لمساعدي الذي ناضلت بجانبه وعضدته.

وكانت المقاومة المغربية تنقل السلاح من مكان لآخر قبل أن تلتحق رفقة زوجها بشمال الوطن لتكوين جيش التحرير وأشرفت على مركز تخزين السلاح بالناظور، وقد شهد لها وزكى أدوارها التحريرية قادة جيش التحرير وفي طليعتهم المرحومان عبد الله الصنهاجي وميمون غوردو.

وذكر البلاغ أن المشاركين في الدورة انكبوا على دراسة جملة من القضايا تهم أساسا تقييم الجهود الموصولة لأعضاء الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب للنهوض بالأوضاع المادية والاجتماعية والمعنوية والاعتبارية لقدماء المقاومين وقدماء المحاربين والمتقاعدين العسكريين وضحايا الحرب بالوطن العربي، وأيضا المبادرات والتدابير المتخذة لتجويد مستواهم المعيشي وكذا تبادل الخيرات والتجارب والأفكار ومتطلبات التنسيق والعمل المشترك بين المؤسسات والمنظمات الأعضاء بهدف تقوية علاقات التعاون والشراكة في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

كما تم خلال اشغال الدورة التي عرفت مشاركة أعضاء وفود المؤسسات والهيئات والمنظمات المشاركة وعدة شخصيات وطنية ومغاربية وعربية وصفوة من أعلام الجهاد والمقاومة والنضال من البلدان 18 الأعضاء في هذا المنتظم القومي العربي، استصدار قرارات وتوصيات ذات طابع سياسي واجتماعي، وبيان ختامي حول مجمل القضايا العربية، وكذا منح مجموعة من الأوسمة وشهادات التقدير وأنواط وبطاقات عضوية الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب لشخصيات عربية ومغربية وشهداء ومقاومين وعدة فعاليات، تقديرا للخدمات الجليلة والعطاءات الثرية التي أسدوها خدمة لأوطانهم وللأمة العربية والإسلامية وللإنسانية جمعاء.

خنساء فلسطين

 

كانت من أبرز نساء فلسطين اللاتي كرمن في الأم المثالية بالوطن العربي، هي النائب في المجلس التشريعي والقيادية في حركة حماس مريم محمد فرحات "أم نضال" الملقبة بـ"خنساء فلسطين"، بعد صراع مع المرض.

ولدت أم نضال فرحات بعد النكبة بعام لأسرة بسيطة بحي الشجاعية في غزة، ولديها من الإخوة 10 ومن الأخوات 5، ولها 6 أبناء (استشهد نصفهم)، و4 بنات.

تفوقت في دراستها وواصلت حتى تزوجت بفتحي فرحات (أبو نضال)، وكان ذلك في بداية الثانوية العامة وقدمت الامتحانات الثانوية في مدرسة الزهراء وهي حامل بمولودها الأول, وحصلت على 80%.

والراحلة هي أحد أعلام جماعة الإخوان المسلمين وحركة "حماس" في فلسطين، وعضو في المجلس التشريعي الذي تم انتخابه في يناير 2006.

وعملت سابقاً رئيسة لجمعية الشموع المضيئة، وشاركت في العديد من الندوات والمحاضرات الدينية والسياسية، وشاركت في العديد من الاحتفالات والمهرجانات الوطنية والشعبية.

ملكت أم نضال قلوب الفلسطينيين، عندما ظهرت مطلع العام 2002 في شريط فيديو وهي تودع نجلها الشهيد القسامي محمد قبل تنفيذه عملية نوعية في مستوطنة "عتصمونا"، في واقعة لم يسبق حدوثها في تاريخ النضال الفلسطيني والعربي.

تمكن نجلها محمد من قتل 9 جنود إسرائيليين، لتكون أول حالة رسمية توثق وداع ابنها لعمل استشهادي.

رحلة خنساء فلسطين و الأم المثالية بالوطن العربي لم تبدأ عند هذه النقطة، فقد سبقتها بسنوات، ففي عام 1992 آوت أم نضال في بيتها، القائد القسامي عماد عقل، الذي وصفه الاحتلال بـ"ذي الأرواح السبعة"، واستشهد بمنزلها في 24 نوفمبر 1993، بعد أن تحول إلى جبهة حرب بينه وبين ما يزيد عن 200 جندي قبل اقتحامهم المنزل.

مسيرة التضحيات تواصلت مع  الأم المثالية بالوطن العربي، حيث اغتالت قوات الاحتلال نجلها البكر نضال في العام 2003، وكان يعد أحد القادة الميدانيين في كتائب القسام، وهو أحد المهندسين الأوائل لصواريخ المقاومة.

هدى إبراهيم صالح.. أرملة الحرب العراقية

هدى عبداللطيف

أعلنت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، الخميس، بمقر الوزارة، أسماء الأمهات الفائزات في مسابقة الأم المثالية لعام 2023 على مستوى محافظات الجمهورية، والأم المثالية في كل محافظة، وهي  الأم المثالية بالوطن العربي

وحصلت هدى إبراهيم محمود صالح، أرملة منذ 33 عامًا، على الأم المثالية الخامسة، وتبلغ من السن 59 سنة، حاصلة على بكالوريوس علوم وتربية، ورئيس قسم التعليم الثانوي.

حصلت ابنة هدى إبراهيم الأولى على ليسانس حقوق وماجستير في القانون العام، وحصل الابن الثاني على ليسانس حقوق وماجستير في القانون العام، بينما الابنة الثالثة حاصلة على بكالوريوس طب وجراحة ودرجة الماجستير.

تزوجت الأم ثم رزقها الله بالابنة الكبرى ثم الابن الثاني وكانت تعيش حياة هادئة وبسيطة، سافر الزوج إلى دولة الكويت للعمل لتحسين وضع الأسرة، وكانت الأم حاملًا في الابنة الصغرى، قبل أن يتوفى في حادث سيارة بعد 25 يومًا من وصوله إلى الكويت، تاركًا الابنة الكبرى في عمر 3 سنوات والابن في عمر عام ونصف والابنة الصغرى 20 يومًا فقط، ولم تحصل الأم على أي مستحقات للزوج بسبب غزو العراق لدولة الكويت وقتها.

كانت وفاة الأب صدمة كبيرة للأسرة، حيث أصبحت الأم وحيدة بثلاثة أبناء ابنة منهم لم تبلغ من العمر شهرًا، وهي في عمر 26 عامًا، فكانت لهم الأم والأب معًا.

عكفت الأم المثالية الخامسة على تربية ورعاية أبنائها الصغار وتحملت الصعاب بمفردها حتى تستطيع توفير حياة كريمة لهم ولا يشعرون بنقص أي شيء، كما اهتمت بتعليم أبنائها وبعملها كمدرسة ومعلمة أجيال.

أكرمها الله في أبنائها فتخرجت الابنة الكبرى وحصلت على ليسانس حقوق وتعمل، وتخرج الابن الثاني وحصل على ليسانس حقوق ويعمل بإحدى الهيئات القضائية، والابنة الصغرى تخرجت وحصلت على بكالوريوس طب وجراحة وتعمل طبيبة أطفال، ومازال عطاء الأم مستمرًا نحو أبنائها وأحفادها.