رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

"الطريق إلى COP28".. بصمة شبابية جديدة في مسيرة التنمية المستدامة

نشر
الأمصار

تتجه أنظار العالم اليوم إلى مؤتمر "COP28"، والذي يمثل الحدث خطوة فارقة في تاريخ العمل المناخي، وتتزايد التطلعات الدولية لنجاح مبهر للمؤتمر في ظل الدور العالمي الذي تلعبه دولة الإمارات في قضايا التغير المناخي.

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي

وقد انطلقت اليوم الأربعاء، أولى فعاليات "الطريق إلى COP28" التي تنظمها رئاسة المؤتمر ويقودها الشباب وذلك فى مدينة إكسبو دبي.

ويعد COP28، أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، مما يتيح محطة حاسمة لتوحيد الآراء والاستجابة للتقارير العلمية التي تشير إلى ضرورة خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030 للتقدم في تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض فوق عتبة الـ 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050، وسيسهم إنجاز الحصيلة العالمية في تحقيق الزخم اللازم لمفاوضات هذا المؤتمر ومؤتمرات الأطراف المستقبلية.

متى بدأت فكرة "COP28":

في عام 1949، بدأت جهود العمل المناخي تاريخياَ، مع بدء المناقشات حيث تناول مؤتمر الأمم المتحدة العلمي المعني بالحفاظ على الموارد واستخدامها، رسمياً ولأول مرة موضوع استنزاف الموارد الطبيعية والحاجة إلى إدارتها لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وفي عام 1972، عُقد مؤتمر استوكهولم بالسويد، والذي يعد أول مؤتمر عالمي يجعل البيئة قضية رئيسية، حيث اعتمد المشاركون سلسلة من المبادئ للإدارة السليمة للبيئة بما في ذلك إعلان خطة عمل ستوكهولم من أجل البيئة البشرية والعديد من القرارات.

ووضع إعلان استوكهولم، الذي تضمن 26 مبدأ، القضايا البيئية في مقدمة الاهتمامات الدولية، وكان بداية الحوار بين الدول الصناعية والدول النامية حول الصلة بين النمو الاقتصادي وتلوث الهواء والماء والمحيطات والآبار ورفاه الناس في جميع أنحاء العالم.

وتضمنت خطة العمل 3 فئات رئيسية شملت برنامج التقييم البيئي العالمي، وأنشطة الإدارة البيئية، والتدابير الدولية لدعم أنشطة التقييم والإدارة المنفذة على المستويين المحلي والدولي.

ونتيجة لمباحثات مؤتمر استوكهولم، تم الإعلان عن إطلاق برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والذي يستهدف تنسيق الأنشطة البيئية ومساعدة البلدان النامية في تنفيذ السياسات والممارسات السليمة بيئيًا.

وفي منتصف السبعينيات، ساهمت ورقة علمية للعالم الأمريكي والاس سميث بروكر، بتعريف العالم بمصطلح "الاحتباس الحراري"، حيث تنبأ بارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكربون والغازات الأخرى التي تساهم في رفع درجات الحرارة حول الأرض.

وفي عام 1979، تم الإعلان عن اتفاقية التلوث الجوي البعيد المدى عبر الحدود، فيما شهد عام 1985 الإعلان عن اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون، والتي تمثل إطاراً للجهود الدولية المبذولة لحماية طبقة الأوزون، حيث استهدفت دعم التعاون الدولي لحماية طبقة الأوزون العليا من الآثار الضّارة لأنشطة الإنسان المختلفة، وذلك من خلال تقديم إطار العمل الذي يمكن من خلاله تبادل البيانات في ما يتعلق بالأمور الخاصة بطبقة الأوزون.

وفي عام 1987، تم الإعلان عن بروتوكول مونتريال الذي يمثل معاهدة دولية تهدف لحماية طبقة الأوزون من خلال التخلص التدريجي من إنتاج عدد من المواد التي يعتقد أنها مسؤولة عن نضوب طبقة الأوزون.

ومع تزايد الاهتمام الدولي، وظهور عدد من الاكتشافات العلمية بشأن ارتفاع درجة حرارة الأرض؛ أقر العالم خلال انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية في ريو دي جانيرو عام 1992، اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي تعد الركيزة الأساسية لجهود المجتمع الدولي في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث يمثل "كوب" السلطة العليا التي تتابع سير الاتفاقية، وذلك منذ عقد الدورة الأولى في برلين عام 1995.

وخلال السنوات الماضية، شهد العالم مجموعة من التطورات المتلاحقة لإيجاد الحلول لتحديات التغير المناخي، أبرزها الإعلان عن اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، والذي دعا إلى الالتزام بخفض درجات الحرارة العالمية إلى ما هو "أقل بكثير" من درجتين مئويتين والسعي الجاد للحد من الاحتباس الحراري لكي لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية لضمان حماية كوكب الأرض من تبعات يسببها تغير المناخ.

فعاليات “الطريق إلى COP28”

تجمع فعاليات "الطريق إلى COP28" التى تعد محطة مهمة للشباب والمجتمع في مسيرة زيادة الوعى وجمع الطاقات وحشد الجهود، أكثر من 3000 من المعنيين من مختلف فئات المجتمع فى دولة الإمارات وتوجيهها نحو مسارات وأولويات التنمية المستدامة.

وبدأت الفعالية بالبرنامج الصباحي للورش التفاعلية التي تهدف إلى إلهام وتعليم وتمكين الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و15 عاماً ، لفهم موضوع تغير المناخ والتعامل معه بالتعاون مع برامج إكسبو للمدارس ، ويعقبه برنامج فترة ما بعد الظهر المخصص للشباب من خلال الحلقات الشبابية والمناقشات وورش العمل ومبادرات الاستدامة والعروض التي ينظمها شركاء الحدث، بما في ذلك وزارة الثقافة والشباب ومركز الشباب العربي أما البرنامج المسائي فيشكل الحدث الأساسي للفعالية ويناقش خلاله الفريق القيادي لـ COP28 مع قادة العمل المناخي من الشباب تطلعات الفريق لمؤتمر الأطراف المقبل الذي تستضيفه دولة الإمارات.

وتوفر الفعالية ورش عمل تركز على الموضوعات المتعلقة بالمناخ للتواصل مع الأطفال وتعزيز الوعي المعرفي لديهم وجذب اهتمامهم نحو مؤتمر الأطراف COP28 ، حيث يشارك أكثر من 1200 طفل إضافة إلى تنظيم خمس جولات مختلفة في أجنحة إكسبو وتنظيم 42 ورشة عمل، تركز على الملفات المرتبطة بالمناخ إضافة إلى عقد مجموعة من الجلسات مدة كل منها 20 دقيقة بقيادة رائد المناخ للشباب لمؤتمر الأطراف COP28.

ويركز الحدث على أربعة محاور استراتيجية هي المشاركة والعمل والتعبير والتعليم ، كما يشهد إطلاق مبادرات لدعم مشاركة الشباب في جهود الأمم المتحدة الخاصة بالمناخ وتعزيز حضور وجهود الهيئات التي تخدم الشباب في منظومة العمل المناخي العالمي.

الجهود الإماراتيه الشبابية لإنجاح COP28

تأتي فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين "COP28"، لتمثل دفعة جديدة للجهود العالمية الحالية لمواجهة قضايا التغير المناخي.

كما أنها تمثل فرصة مهمة لاستعراض منجزات دولة الإمارات ومبادراتها الرائدة في العمل المناخي، ولتشكل نقطة تحول رئيسة نحو تعزيز الشراكات وتفعيلها.

وتمثل فعالية "الطريق إلى COP28"، محطة مهمة للشباب والمجتمع في مسيرة زيادة الوعي وحشد الجهود نحو مؤتمر الأطراف COP28، حيث يتماشى "الطريق إلى COP28" مع سعي المؤتمر إلى تعزيز وتسريع العمل المناخي العالمي من خلال تعاون كافة المعنيين وجميع فئات المجتمع من أجل تحقيق التعهدات التي قطعها العالم على نفسه من أجل الأجيال المقبلة.

ومع استضافة دولة الإمارات لفعاليات مؤتمر "COP28"، تصل منظومة العمل المناخي عالمياً إلى محطة رئيسية وهامة ضمن الأعمال المبذولة لحشد الجهود، وتبادل التجارب والخبرات، لما فيه الخير لمستقبل العالم والبشرية.

ويقود الشباب، فعاليات "الطريق إلى COP28" تنظمها رئاسة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، والتي انطلقت الأربعاء في مدينة إكسبو بدبي.

وتؤكد الفعالية على محورية دور الشباب في ملف العمل المناخي العالمي، والإيمان الراسخ بأهمية أفكارهم الخلاقة والمبتكرة التي ستثري أجندة أعمال المؤتمر.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يكون للشباب الإماراتي بصمة واضحة، حيث أنه مع إنطلاق أولى التحضيرات لانطلاق إكسبو 2020 دبي تصدر شباب الإمارات المشهد وبرز دورهم منذ الوهلة الأولى مع منحهم الفرصة لصناعة الفارق خلال استضافة الدولة لهذا الحدث العالمي البارز للمرة الأولى في المنطقة.

وفي عام 2015 تم تأسيس منصة "تواصل الشباب" في إكسبو 2020 التي تمخض عنها عدة مبادرات لضمان أن يكون للشباب دورا محوريا في مسيرة التحضير وبعدها.

واحتضن إكسبو 2020 دبي أول جناح مخصص للشباب في تاريخ المعرض العالمي الذي يمتد لأكثر من 150 عاماً ، وأعلن الجناح منذ يومه الأول عن دعوة مفتوحة لشباب 192 دولة مشاركة في إكسبو ليكونوا جزءاً من قصته فيما استوحى تصميمه الإبداعي من خط يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" الذي حرص دائماً على تمكين الشباب.

وساهم في تنفيذ فعاليات الجناح أكثر من 90 شريكاً من مختلف أنحاء العالم، نفذوا 15 مشروعاً انطلقت من جناح الشباب ، كما استقطب جناح الشباب في إكسبو 2020 دبي أكثر من 10 آلاف مشارك حضروا ما يزيد عن 250 فعالية استفاد منها آلاف الأشخاص على مدار ستة أشهر.

واستقبل جناح الشباب أيضا أكثر 23 شخصية من رؤساء الدول وقادتها وكبار المسؤولين فيها، و190 وفداً رسمياً من مختلف دول العالم، ليتفاعلوا ويستمعوا لتجارب شباب الإمارات في جناح الشباب الذي صمم بالكامل بمجهود الشباب وبفترة قياسية، كما قدّم نموذج الإمارات في العمل مع الشباب، وعرّف العالم برؤيتها في مجال تمكين وإشراك الشباب، عبر سرد قصة الإنسان وعرض قدراته.

وحاز جناح الشباب، الذي أدارته المؤسسة الاتحادية للشباب ومركز الشباب العربي بالتعاون مع إكسبو 2020، على تكريم المكتب الدولي للمعارض بميدالية خاصة لجهوده في الحدث العالمي.