رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

لبنان.. قلق أممي إزاء التأخير في انتخاب رئيس جديد

نشر
الأمصار

عبرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عن قلع بالغ إزاء التأخير في انتخاب رئيس جديد للبنان، والتباعد الواسع بين الكتل السياسية وتفاقم الاستقطاب نتيجة لذلك، مشددة على أن الحلول طويلة الأمد يجب أن تأتي من داخل لبنان.

واعتبرت فرونتسكا أن الرئيس الجديد وحده لن يكون قادرا على حل أزمة لبنان المعقدة، مشددة على ضرورة انتخاب رئيس على وجه السرعة للتغلب على الفراغ التنفيذي، واستئناف عمل مؤسسات الدولة اللازمة لمواجهة التحديات المتعددة التي يواجهها البلد.

وأشارت إلى أن التعجيل في انتخاب الرئيس سيجنب البلاد شللا أعمق وتفككا مؤسساتيا، معتبرة أن مؤسسات الدولة آخذة في التآكل، على حد تعبيرها، بينما يعاني الناس من مصاعب متزايدة .

وأكدت - في حوار لصحيفة النهار اللبنانية في عددها اليوم - أن الشعب اللبناني يستحق دولة تضمن حقوقه واحتياجاته الأساسية وتعالج همومه المشروعة، موضحة أن إعادة لبنان إلى مسار الانتعاش والاستقرار مسألة ملحة حيث يتوقع الشعب اللبناني أن تتصرف قيادته بإحساس أكبر بالمسئولية والاستعجال لمواجهة التحديات، معتبرة أن هذا الأمر ضروري لإعادة بناء ثقة الناس وأملهم في مستقبل أفضل لبلدهم.

وقالت فرونتسكا أن اختيار الرئيس المقبل مسألة سياسية تعتمد فقط على اللبنانيين أنفسهم، مؤكدة أنه في ظل الأزمات متعددة الطبقات التي يواجهها لبنان والاستقطاب العميق في البلاد، من الضروري وجود رئيس يمكنه توحيد اللبنانيين برؤية واضحة للبلاد ومستقبله وموجه نحو الحلول.

وأضافت أن الأولويات المباشرة واضحة وتتمثل في وضع مصالح البلاد واحتياجات الناس الملحة أولا وتوجيه لبنان نحو طريق التعافي من خلال تعزيز مؤسسات الدولة، بما في ذلك تشكيل حكومة تتمتع بالصلاحيات وتنفيذ إصلاحات شاملة، لاسيما تلك المطلوبة لإنهاء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ودعم سيادة القانون واستقلالية القضاء.

وأوضحت أنها بصفتها ممثلة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، فإنها تلتقي بانتظام مع المسئولين اللبنانيين وممثلي الأحزاب من مختلف الأطياف السياسية للحصول على فهم أفضل للوضع في لبنان، ولتقويم أفضل السبل التي يمكن للأمم المتحدة أن تدعم لبنان من خلالها بشكل أفضل خصوصا خلال فترة الأزمة.

وشددت على ضرورة أن يتخذ الممثلون اللبنانيون المعنيون إجراءات عاجلة لوضع مصلحة البلد ومواطنيه فوق الأجندات السياسية والشخصية وتجاوز الخلافات وإيجاد حل يساعد على إنقاذ لبنان.

 فرونتسكا: لبنان يحتاج إلى جميع مواطنيه وإلى إمكاناتهم الكاملة لإعادة البناء

واستطردت قائلة إن لبنان يحتاج إلى جميع مواطنيه وإلى إمكاناتهم الكاملة لإعادة البناء بشكل أفضل، موضحة أنها تشارك في مناقشات مع أعضاء آخرين في المجتمع الدولي لضمان دعم دولي قوي ومتماسك ومتسق لاستقرار لبنان على جميع الجبهات ولتنسيق بعض مجالات الدعم الحاسمة للبنان، مثل مساعدة الجيش اللبناني أو العمليات الانتخابية.

وأشارت إلى أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مستعدون وملتزمون تماما بتقديم الدعم، مؤكدة أنها أجرت مشاورات في لبنان وإسرائيل حول تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 الصادر عام 2006، وذلك قبل الإحاطة التي ستقدمها إلى مجلس الأمن الدولي الخميس المقبل، موضحة أن هناك أكثر من 10 آلاف جندي ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لدعم تنفيذ قرار مجلس الأمن ومساعدة الجيش اللبناني على بسط سلطة الدولة والحفاظ على الهدوء على طول الحدود.

وشددت على أن أي حلول للبنان يجب أن يأتي من الداخل، معتبرة على أنها حق سيادي للبنان بقدر ما هي مسؤولية وطنية لقيادته لتقديمها لشعبها، داعية لأن يضع القادة اللبنانيون مصلحة البلد أولا وأن يتغلبوا على الخلافات وأن يجدوا الحلول التي يمكن أن تساعد في إنقاذ لبنان.