رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

في اليوم العالمي له.. حقائق ودراسات عن مرض السرطان بالعالم

نشر
الأمصار

يصادف اليوم الرابع من فبراير اليوم العالمي للسرطان، حيث تحتفل منظمة الصحة العالمية، بهذا اليوم في نفس المعاد من كل عام، ويعتبر السرطان ثاني سبب رئيسي للوفاة على مستوى العالم، حيث يمثل ما يقرب من 1 من كل 6 وفيات على مستوى العالم.

وتم تحديد هذا اليوم من قبل منظمة الصحة العالمية  للتوعية بهذا المرض الخطير، وأهمية الاكتشاف المبكر للوقاية منه، وطرق علاجه، وذلك من خلال وضع العديد من التوصيات وحلول جديدة للتقليل الإصابة به.


ومع كل عام تطلق المنظمة شعار جديدًا للاحتفال به وزيادة نشر الوعي بمخاطر مرض السرطان، وقد تم اختيار شعار اليوم العالمي للسرطان 2023 ليكون "سد فجوة الرعاية الصحية"، وذلك للتشجيع على مكافحة السرطان بجميع أنواعه واتخاذ الإجراءات اللازمة، ونشر التوعية للعلاج المبكر وطرق الوقاية.


ويتكاتف العالم في هذا اليوم لمكافحة السرطان وإنقاذ المرضى من مخاطر هذا المرض أو الوفاة حيث يمكن الوقاية منه من خلال زيادة الوعي بين الأفراد والحكومات.

وقد تعطي الكثير من أنواع السرطان بعض العلامات المبكرة، مثل سرطانات الثدي وعنق الرحم والقولون والمستقيم والجلد والفم وبعض سرطانات الأطفال، مما يساعد على التشخيص المبكر ونجاح العلاج.

اكتشاف مرض السرطان

 

ويعود اكتشاف مرض السرطان عام 1600 قبل الميلاد وذلك وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية أنه تم اكتشاف بعض أوراق البردي التي توضح وصف كامل لمرض السرطان.

ويعد أقدم علاج جراحي في مصر، حيث تشرح ورقة البردي 8 حالات من الإصابة بقرحة موجودة في الثدى، وكانت تعالج به القرحة بالكي باستخدام أداة حفر بالنار، كما وجد بورقة البردي مكتوب أنه لا يوجد علاج لها المرض.

ما الذى يسبب السرطان؟

ويعود سبب السرطان وفقا لما صرحت بها منظمة الصحة العالمية من قبل إلى أنه ينشأ السرطان من تحول الخلايا العادية إلى خلايا ورم في عملية متعددة المراحل تتطور بشكل عام من آفة ما قبل السرطان إلى ورم خبيث.

وتعد هذه التغيرات هي نتيجة التفاعل بين العوامل الوراثية للشخص و3 عوامل خارجية أخرى وهي: المسرطنات، مثل الأشعة فوق البنفسجية، والأشعة المؤينة، والمواد المسرطنة الكيميائية، مثل الأسبستوس.

 ومكونات دخان التبغ، والأفلاتوكسين "ملوث غذائي" ناتج عن سوء تخزين الحبوب والمسكرات، والزرنيخ (ملوث مياه الشرب)؛ المسرطنات البيولوجية، مثل العدوى من بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات.


السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم


ومع اكتشاف كل تلك المسسببات لم يتم اكتشاف علاج للقضاء عليه بعد،  ويعد مرض السرطان هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، وعبئه آخذ في الازدياد، وبحسب منظمة الصحة العالمية، تجاوز العالم عتبة جديدة في عام 2021، حيث تم تشخيص ما يُقدّر بنحو 20 مليون شخص مصاب بالسرطان، فيما توفي 10 ملايين شخص بسببه وفقا لأخر احصائية.


وفي تصريحات من جنيف، قالت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إن رعاية المرضى بالسرطان تعكس عدم المساواة في العالم.

وأضافت" هاريس"، تقول: "أوضَح أشكال التمييز – بهذا الشأن - هو بين البلدان ذات الدخل المرتفع وتلك ذات الدخل المنخفض، وبحسب التقارير، فإن العلاج الشامل متاح في أكثر من 90 في المائة من البلدان ذات الدخل المرتفع، ولكنه متاح بأقل من 15 في المائة في البلدان ذات الدخل المنخفض."


إطلاق شعار سد فجوة الرعاية

ولهذا،  قررت منظمة الصحة العالمية  إطلاق شعار اليوم العالمي للسرطان هذه السنة هو "سد فجوة الرعاية"،  وتتركز جهود منظمة الصحة العالمية على سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، وسرطان الأطفال.


وأطلقت منظمة الصحة العالمية " WHO"، خارطة طريق جديدة حول سرطان الثدى، وذلك بمناسبة اليوم العالمى للسرطان، والذى يحتفل به العالم اليوم الموافق 4 فبراير من كل عام.

وتتركز جهود منظمة الصحة العالمية على سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، وسرطان الأطفال، وتستهدف مبادراتها الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، لتحقيق أكبر مكاسب الصحة العامة.


زيادة حالات الوفاة تصل إلى 70% في الدول المنخفضة بسبب السرطان

ويرجع تركيز المنظمة على الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط نظرا لقلة الرعاية والمبادرات الصحية بها،  ففي بيان مشترك للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايال ماريانو غروسي، ومدير عام منظمة الصحة العالمية دكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، فإن الدول منخفضة ومتوسطة الدخل تتأثر بشكل غير متناسب فيما يتعلق بحالات المرض بالسرطان والوفيات المرتبطة به.

ومع حلول عام 2040، من المتوقع أن تحدث 70 في المائة من الوفيات في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

وبحسب المنظمتان، لم يتم تنفيذ التدخلات الموصى بها للوقاية من السرطان وغيره من الأمراض غير السارية بشكل كافٍ، ولا يزال العلاج غير متاح في أجزاء كثيرة من العالم.

وعلى الصعيد العالمي، قد يحتاج ما يُقدّر بنصف الأشخاص المصابين بالسرطان إلى العلاج الإشعاعي كجزء من رعايتهم، ومع ذلك لا يوجد لدى العديد من البلدان آلة واحدة للعلاج الإشعاعي.

ويظهر هذا التفاوت الحاد بشكل خاص في أفريقيا، حيث أبلغت حوالي 70 في المائة من البلدان أن العلاج الإشعاعي غير متاح بشكل عام للسكان.


وبحسب البيان المشترك، تتطلب معالجة عبء السرطان اتباع نهج متعدد القطاعات ومتعدد التخصصات وقائم على الأدلة يستند إلى التغطية الصحية الشاملة للوقاية الفعّالة من السرطان، والكشف المبكر والتشخيص والعلاج والرعاية التلطيفية.

والرعاية التلطيفية، هي علاج لتخفيف الأعراض الناجمة عن السرطان ولتحسين نوعية حياة المرضى وأسرهم، ويمكن أن تساعد الناس على العيش براحة أكبر.

وحثّت جمعية الصحة العامة جميع الدول على بناء استجابتها الوطنية على استراتيجية شاملة لتوجيه أنشطة الوقاية من السرطان ومكافحته


إقليم شرق المتوسط 

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يتسبب السرطان في إقليم شرق المتوسط في وفاة ما يقرب من 459,000 شخص كل عام.

وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2030 سيرتفع عبء السرطان في الإقليم ويصبح الأعلى بين جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية الست.

و13 في المائة تقريبا من حالات السرطان التي تم تشخيصها على مستوى العالم تعود إلى حالات عدوى مسرطنة، بما في ذلك فيروس الورم الحليمي الذي يتسبب في زيادة خطر الإصابة بعنق الرحم، وفيروس التهاب الكبد سي وبي الذي يتسبب في زيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد.

كما أن 14 في المائة فقط من مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى رعاية ملطّفة يحصلون عليها.

ارتفاع العدد الأجمالي لوفيات السرطان بأكثر من 60% بحلول العامين القادمين

من المتوقع، أن يرتفع العدد الإجمالي لوفيات السرطان في جميع أنحاء العالم بأكثر من 60 في المائة في العقدين المقبلين، إلى 16 مليون شخص كل عام، مع معاناة الدول منخفضة ومتوسطة الدخل – في أفريقيا وغيرها – من عبء هذه المأساة الصحية العالمية، ومعدلات وفاة تفوق بكثير المناطق الأكثر ثراء.

وتوفي 700,000 شخص في أفريقيا وحدها بسبب السرطان في عام 2020، حيث يقتل السرطان في أفريقيا نفس عدد الأشخاص الذين يتوفون بسبب الملاريا كل عام.

وينجو 7 من بين كل 10 مرضى بسرطان عنق الرحم وسرطان الأطفال في الدول الغنية، مقابل ثلاثة أو أقل في أفريقيا.

وقال السيد غروسي: "هذه الجائحة الصامتة لا تحصل سوى على حصة ضئيلة من التمويل المتاح في أماكن أخرى وللأمراض الأخرى."

وبحسب تقرير شاركت الوكالة الدوية للطاقة الذرية في إعداده في عام 2021، من الممكن أن يؤدي سد الفجوة في التصوير والعلاج وجودة الرعاية إلى تجنب 2.5 مليون وفاة بالسرطان في أفريقيا.

خارطة الطريق جديدة لإنقاذ 2.5 مليون شخص مصاب بالسرطان

ومن جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية في بيان جديد لها، إن خارطة الطريق، تهدف لإنقاذ 2.5 مليون شخص من سرطان الثدي بحلول عام 2040، ويوصي الإطار الجديد الذي تم إطلاقه في اليوم العالمي للسرطان الذي يُحتفل به اليوم على البلدان تنفيذ الركائز الثلاث لتعزيز الصحة من أجل الكشف المبكر والتشخيص في الوقت المناسب والإدارة الشاملة لسرطان الثدي للوصول إلى الأهداف.

وأضافت المنظمة، هناك أكثر من 2.3 مليون حالة إصابة بسرطان الثدي تحدث كل عام بالعالم، مما يجعله أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين البالغين، في 95% من البلدان، يعتبر سرطان الثدي السبب الأول أو الثاني لوفيات سرطان الإناث.

 ومع ذلك، فإن البقاء على قيد الحياة من سرطان الثدي غير عادل على نطاق واسع بين البلدان وداخلها، ما يقرب من 80% من الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي وعنق الرحم تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.


وقالت المنظمة، إن البلدان ذات النظم الصحية الأضعف هي الأقل قدرة على إدارة العبء المتزايد لسرطان الثدي،  وقد كشف الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، "لدينا الأدوات ومعرفة كيفية الوقاية من سرطان الثدي وإنقاذ الأرواح، تدعم منظمة الصحة العالمية أكثر من 70 دولة، لاسيما البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، للكشف عن سرطان الثدي في وقت مبكر، وتشخيصه بشكل أسرع، وعلاجه بشكل أفضل، ومنح كل شخص مصاب بسرطان الثدي الأمل في مستقبل خالٍ من السرطان.

خطورة سرطان الثدي

وقال، إن السرطان لدى النساء، بما في ذلك سرطان الثدي، يترك أثراً مدمراً على الجيل القادم،  تشير دراسة أجرتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان عام 2020 إلى أنه مع وفاة 4.4 مليون امرأة بسبب السرطان في عام 2020، أصبح ما يقرب من مليون طفل أيتامًا بسبب السرطان، 25% منهم بسبب سرطان الثدي، يعاني الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم بسبب السرطان من مشاكل صحية وتعليمية طوال حياتهم، مما يؤدي إلى اضطراب اجتماعي مزمن وجيل في كثير من الحالات.

وأضاف، تحتاج البلدان إلى ضمان مشاركة هذا الإطار في الرعاية الصحية الأولية وإدماجها فيها، لن يدعم هذا الجهد تعزيز الصحة فحسب، بل يمكّن النساء أيضًا من السعي للحصول على الرعاية الصحية وتلقيها طوال دورة الحياة، "كما تقول الدكتورة بينتي ميكيلسن، مديرة منظمة الصحة العالمية للأمراض غير المعدية، مع الرعاية الصحية الأولية الفعالة والمستدامة، يمكننا حقًا أن نرى الطريق إلى التغطية الصحية الشاملة.


يستفيد الإطار المنشور حديثًا من الاستراتيجيات التي أثبتت جدواها لتصميم أنظمة صحية خاصة بالبلد، ومناسبة للموارد، لتقديم رعاية سرطان الثدي في البيئات منخفضة ومتوسطة الدخل.

 

مباردة أشعة الأمل

واستكمالا لهذه الجهود المستمرة، تطلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية مبادرة بعنوان "أشعة الأمل" لدعم الدول الأعضاء في تزويد سكانها بإمكانية الوصول إلى تشخيص وعلاج السرطان باستخدام الطب الإشعاعي، بدءا من البلدان الأفريقية الأكثر حاجة.

ويأتي إعلان مبادرة "أشعة الأمل" عشية قمة رؤساء الدول الأفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. فمن بين دول الاتحاد الأفريقي الـ 55، أكثر من 20 دولة ليس لديها آلة إشعاعية واحدة


وتنطلق مبادرة "أشعة الأمل" من أفريقيا، أملا في انتقالها إلى دول نامية أخرى.

وستبدأ المرحلة الأولى من المبادرة فورا في سبع دول وهي: بنن، تشاد، جمهورية الكونغو الديمقراطية، النيجر، ملاوي، كينيا والسنغال.


المفوضية الأوروبية: ألمانيا أكثر دول القارة إنفاقاً على مكافحة السرطان

ومن جانب أخر، تضع بعض الدول العالمية جهودًا عديدة لمكافحة مرض السرطان، حيث أعلنت المفوضية الأوروبية، أن ألمانيا تنفق أموالاً لأجل مكافحة مرض السرطان، على نحو لا تنفقه أي دولة أخرى بالاتحاد الأوروبي.

وبحسب بيانات نشرتها المفوضية الأوروبية عن 29 دولة، أنفقت ألمانيا 524 يورو لكل شخص في عام 2018، فيما بلغ المتوسط على مستوى الاتحاد الأوروبي 326 يورو، وتشمل هذه الأموال قيمة الوقاية والعلاج.


ويعد رصد هذه البيانات الخاصة بالدول جزءا من خطة الاتحاد الأوروبي، لتحقيق مزيد من العدالة في الوقاية من الأمراض السرطانية والاكتشاف المبكر لها وعلاجها.
ونشرت المفوضية الأوروبية هذه البيانات بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان الذي يحل في يوم 4 فبراير (شباط) الموافق السبت القادم.

وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الصحة، ستيلا كيرياكيدس، إن هناك اختلافات كبيرة "في مستوى الإنفاق" بين الدول الأوروبية وكذلك بين مجموعات السكان داخل كل دولة، حيث أظهرت البيانات أن الأشخاص الحاصلين على مستوى تعليم محدود ودخل محدود هم الأكثر تضرراً من عدم المساواة.


ووفقاً للبيانات، فإن السرطان هو ثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعا في الاتحاد الأوروبي بعد أمراض القلب والأوعية الدموية التي تشمل النوبات القلبية. وقالت كيرياكيدس: "السرطان مسؤول عن واحد من كل أربعة وفيات بالاتحاد الأوروبي".


وجاء في تصريحات كيرياكيدس، أن المفوضية الأوروبية ستواصل اتخاذ إجراءات وقائية ضد السرطان، ولتحقيق ذلك تعتزم المفوضية تقديم توصية جديدة للتطعيم ضد أنواع السرطان التي يمكن الوقاية منها مثل سرطان عنق الرحم.


ومع تلك الجهود والمسببات،  لابد أن نتعاون في اليوم العالمي للسرطان لمكافحته، والعمل على نشر التوعية بأعراضه وضرورة الكشف المبكر والمتابعة للوقاية من انتشاره ومخاطره.

والاستمرار في وضع حلول ومبادرات لنجاة الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وانقاذ الملايين من الوفاة بهذا المرض اللعين الذى ينتشر كالنار في الهشيم دون توقف أو حد.