رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد زيارته الأخيرة.. هل ينجح بلينكن في وقف التصعيد بين فلسطين وإسرائيل؟

نشر
الأمصار

توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم إلى الضفة الغربية ليلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وتتزامن الزيارة مع تصاعد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين.

وتعد زيارة أنتوني بلينكن هي أول زيارة لوزير الخارجية الأمريكي للمنطقة بعد إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة يمينية متطرفة غير مسوقة في تاريخ الدولة العبرية.

وتشهد الأراضي الفلسطينية وإسرائيل تصاعدا في التوتر منذ مقتل 9 فلسطينيين في عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين يوم الخميس الماضي تلاه هجوم مسلح لشاب فلسطيني قرب كنيس يهودي في شرق القدس الجمعة خلف سبعة قتلى وعدة إصابات. 

وكانت الجولة التي ستقود بلينكن بعد القاهرة إلى القدس ورام الله الاثنين والثلاثاء، مقررة منذ فترة طويلة لكنها تتزامن مع تدهور شديد ومفاجئ في الوضع الأمني منذ بضعة أيام.

6 مطالب يحملها الرئيس الفلسطيني إلى الإدارة الأمريكية

وجهزت السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مجموعة من المطالب التي من المتوقع أن تعرضها على وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى رام الله، اليوم.

وقد أعدت السلطة الفلسطينية مجموعة المطالب التي تنص على وقف الإجراءات أحادية الجانب الإسرائيلية، ووقف خطط الترويج للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية، ووقف اقتحامات الجيش الإسرائيلي إلى المدن الفلسطينية، ولجم اعتداءات وعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وإلغاء العقوبات التي أعلنها الكابنيت بما في ذلك اقتطاع أموال الضرائب، وتقديم أفق سياسي لحل النزاع.

ومن المتوقع أن يقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذه المطالب إلى وزير الخارجية الأمريكي لتعزيز الإجراءات لمنع المزيد من التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

إعادة الهدوء" بين إسرائيل والفلسطينيين"

ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الإثنين إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة الهدوء بين إسرائيل والفلسطينيين بعد أيام عدة من التصعيد الدامي.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعيد محادثاتهما في القدس، "نحض جميع الأطراف الآن على اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء ونزع فتيل التصعيد".

وإسرائيل المحطة الثانية لوزير الخارجية الأمريكي بعد القاهرة التي التقى فيها بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، في إطار جولة بالمنطقة تستغرق ثلاثة أيام.

وفور وصوله إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب، دعا بلينكن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى عدم "تأجيج التوترات". وقال "تقع على عاتق الجميع مسؤولية اتخاذ تدابير لتخفيف التوترات بدلاً من تأجيجها".

وكان بلينكن دعا إلى "الهدوء وخفض التصعيد" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري سامح شكري، في القاهرة، صباح الاثنين.

وقبل رحلة بلينكن، صدر بيان للخارجية الأمريكية جاء فيه أن مسؤولها الأول سيؤكد في اجتماعاته مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين على "الحاجة الماسة من جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر والعمل لكسر حلقة العنف".

ما المتوقع من الزيارة؟

رغم قوة العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، يتساءل مراقبون عما إذا كان في مستطاع بلينكن تحقيق أي انفراج على صعيد الأوضاع المحتدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ويرى آرون ديفيد ميلر، المفاوض المخضرم في هذا الشأن، أن "أقصى ما يمكن أن تحققه زيارة بلينكن الآن هو تجنيب الأوضاع الراهنة من الوصول إلى ما حدث في مايو/أيار 2021"، في إشارة إلى 11 يوماً من الاقتتال بين إسرائيل وحماس.

دوامة عنف جديدة

وقُتل سبعة إسرائليين إثر تعرضهم لإطلاق نار يوم الجمعة في الهجوم الذي تزامن مع اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة، مما أثار استنكارا دوليا وزاد المخاوف من تفاقم العنف المتصاعد بالفعل. 

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن منفذ الهجوم عند الكنيس تصرف من تلقاء نفسه على ما يبدو وإن الضباط قتلوه بالرصاص أثناء محاولته الفرار من المكان.

وهذا هو أعنف هجوم فلسطيني من نوعه على إسرائيليين في منطقة القدس منذ عام 2008، فيما شن الجيش الإسرائيلي غارات في اليوم نفسه على غزة ردا على إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ من القطاع المحاصر. وجاء كلّ ذلك في أعقاب مداهمة إسرائيلية بمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة يوم الخميس وكانت الأكثر دموية هناك منذ سنوات.

وشهدت القدس الشرقية السبت هجوما جديدا حين فتح فتى فلسطيني عمره 13 عاما النار ما أدى إلى إصابة رجل وابنه بالرصاص.

وفي الوقت ذاته، أطلق فلسطيني رصاصة في مطعم بمدينة أريحا بالضفة الغربية في محاولة أخرى للهجوم مساء السبت، بحسب الجيش الإسرائيلي. وقال الجيش إن الهجوم لم يسفر عن إصابة أي شخص، لكن الشرطة تبحث عن الرجل الذي فر بعد ذلك.

وقُتل شاب فلسطيني الأحد، بإطلاق نار إسرائيلي في الضفة الغربية التي شهدت عدة هجمات لمستوطنين بحسب ما ذكرته مصادر فلسطينية. 

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان بأن شابا يبلغ 18 عاما، قُتل برصاص إسرائيلي قرب مستوطنة "كدوميم" المقامة شرق قلقيلية. 

ومن جهته، ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أن حارس أمن مستوطنة كدوميم أطلق النار على فلسطيني بدعوى محاولته اقتحام المستوطنة وهو يحمل مسدسا ما أدى إلى مقتله.  

وفي هذه الأثناء قالت مصادر محلية وشهود عيان إن مجهولين يُعتقد أنهم مستوطنون إسرائيليون أحرقوا منزلا وعدة مركبات في قرية ترمسعيا شمال رام الله دون وقوع إصابات.  فيما قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إن مستوطنين "ارتكبوا الليلة الماضية 144 اعتداء" في جنوب نابلس شملت تحطيم مركبات والاعتداء على محلات تجارية".