رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

من بينها ليبيا والسودان.. أبرز الملفات علي طاولة نقاش بلينكن في مصر

نشر
الأمصار

استهل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، جولته في الشرق الاوسط بزيارة القاهرة، بالتزامن مع احتفال الخارجية الأمريكية بالقاهرة، بعلاقاتها المتميزة مع مصر، حيث نشرت مستندًا نقلته السفارة الأمريكية بالقاهرة، تعترف بأهمية دور مصر القوى فى مختلف القضايا سواء الثنائية أو الإقليمية أو العالمية، وخاصة القضية الفلسطينية.

وسيناقش بلينكن قضايا إقليمية من بينها ليبيا والسودان وسيلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحسب وزارة الخارجية.

ونشر بلينكن صورًا عبر حسابه على "تويتر"، الأحد، قبيل مغادرته إلى القاهرة، قائلا: "في طريقي إلى مصر وإسرائيل والضفة الغربية، زيارتي الرابعة إلى المنطقة بصفتي وزير خارجية الولايات المتحدة".

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن جولته الراهنة تؤكد التزام بلاده بتعميق العلاقات الثنائية، والعلاقات بين الشعوب، وتعزيز حقوق الإنسان، ودعم الأمن الإقليمي والعالمي.

 برنامج زيارة  بلينكن

ووفق برنامج الزيارة فإن أجندة بلينكن تشمل:

  • زيارة القاهرة يومي 29 و30 يناير الجاري، حيث سيلتقي يوم الاثنين بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، وكبار المسؤولين المصريين؛ لدفع الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر وتعزيز السلام والأمن في المنطقة.
  • يناقش بلينكن في القاهرة الأوضاع في المنطقة بما في ذلك دعم إجراء الانتخابات في ليبيا، والعملية السياسية الجارية في السودان.
  • يلتقي اليوم مع قادة الشباب المصري في الجامعة الأميركية بالقاهرة، حيث يلقي كلمة قبل المضي قدما في جدول زيارته.
  • يسافر وزير الخارجية الأميركي إلى القدس ورام الله في الفترة من 30 إلى 31 يناير، حيث يلتقي في إسرائيل، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية إيلي كوهين، وغيرهم من كبار القادة لمناقشة الدعم الأميركي لأمن إسرائيل، لا سيما ضد التهديدات من إيران.
  • يناقش بلينكن أيضا علاقات إسرائيل في المنطقة، والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية وأهمية حل الدولتين، ومجموعة من القضايا العالمية والإقليمية الأخرى.
  • في الضفة الغربية، سيلتقي الوزير الأميركي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية؛ لمناقشة العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية وأهمية حل الدولتين، والإصلاحات السياسية، وزيادة تعزيز العلاقة الأمريكية مع الفلسطينيين.
  • مع كل من القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، سيؤكد وزير الخارجية على الحاجة الملحة لأن يتخذ الطرفان خطوات لتهدئة التوترات من أجل وضع حد لدائرة العنف، كما سيبحث أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن للمناطق المقدسة بالقول والفعل.
  • سيتواصل الوزير مع المجتمع المدني للتأكيد على التزام واشنطن بحقوق الإنسان، ودعم المجتمع المدني.

وقالت كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين في منطقة الشرق الأوسط باربرا ليف للصحافيين "ندرك أنّ هناك مدنيين سقطوا، وهذا أمر مؤسف".

أضافت "واضح أنّ هناك احتمالاً أن تسوء الأمور من الناحية الأمنية".

وأسفت ليف لقرار السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بسبب العملية العسكرية.

وقالت "بعيداً عن التراجع عن التنسيق الأمني، نعتقد أنّه من المهمّ أن يحافظ الطرفان على التنسيق الأمني، إن لم يكن، تعزيزه".

وتأتي زيارة بلينكن في خضم دوامة من العنف تجتاح الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، ويسعى بلينكن إلى استخدام نفوذ بلاده لخفض التوتر بين الطرفين بعد العملية العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي الخميس في مخيم جنين بالضفة وأسفرت عن مقتل تسعة فلسطينيين، وعملية قام بها شاب فلسطيني في القدس مساء الجمعة وقتل فيها سبعة مستوطنين أمام كنيس يهودي في حي النبي يعقوب.

وستكون زيارة بلينكن الرابعة له إلى القدس منذ توليه وزارة الخارجية الأميركية. 

وتعود زيارته الأولى الى أيار/مايو 2021 بعد أشهر على توليه مهامه، وفي أعقاب انفجار أعمال عنف بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

اعتراف أمريكى بدور مصر المحورى إقليميا وعالميا

تلعب مصر دور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما تمكنت من الحفاظ على علاقات ودية مع إدارة الرئيس جو بايدن رغم تعهده اتخاذ مواقف أكثر تشددًا بسبب مخاوف متعلقة بحقوق الإنسان. 

ذكر التقرير أن الولايات المتحدة ومصر تتعاونان بشكل وثيق لتهدئة النزاعات وتعزيز السلام المستدام، بما في ذلك من خلال دعم وساطة الأمم المتحدة للمساعدة في إجراء الانتخابات في ليبيا في أقرب وقت ممكن، ولاستعادة التحول الديمقراطي بقيادة مدنية بالسودان من خلال الاتفاق السياسى الإطارى.

وتحدث التقرير عن أهم قضايا الاهتمام المشترك بين الولايات المتحدة ومصر، وقال إن القاهرة وواشنطن تشتركان في التزام لا يتزعزع بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره السبيل الوحيد لحل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتدابير متساوية للأمن والازدهار والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين. ويأتى هذا فى الوقت الذى تصاعدت فيه التوترات مؤخرا بين الفلسطينيين والإسرائيلين مع عودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية.

تطرق التقرير كذلك إلى مساعى واشنطن لحل أزمة سد النهضة، حيث أكدت الخارجية الأمريكية تواصلها مع مصر، والسودان وإثيوبيا، للتوصل إلى قرار دبلوماسى سريع يحمى مصالح الأطراف الثلاثة.

وفيما يتعلق بمجالات التعاون الثنائى بين البلدين، أكدت الخارجية الامريكية الالتزام المشترك بين القاهرة وواشنطن لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل المنفعة المتبادلة للشعبين، بما في ذلك من خلال توسيع نطاق التجارة وزيادة استثمارات القطاع الخاص، والتعاون في الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المناخ. كما أشارت الخارجية إلى التزام الولايات المتحدة ومصر بإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة لتعزيز التعاون في جميع القضايا الاقتصادية والتجارية.

وأشادت الخارجية الأمريكية بالاتفاق الذى أبرمته مصر مع صندوق النقد الدولى فى ديسمبر الماضى، وقالت إنه حاسم لتحقيق الاستقرار فى الاقتصاد وتمكين الإصلاحات الحيوية.

مستند حقائق الخارجية الأمريكية لم يغفل بالتأكيد الدور المحورى الذى تقوم به فى مصر فى قضية المناخ على الصعيد العالمى، والذى تجلى خلال استضافتها كوب 27 فى نوفمبر الماضى،  وقالت إن واشنطن رحبت بقيادة مصر المستمرة من خلال رئاستها لكوب 27 لتسريع وتيرة الطموح العالمى والعمل على معالجة أزمة المناخ. وتناولت التعاون الثنائى فى هذا المجال والذى كان أبرزه تقديم الولايات المتحدة 10 مليون دولار لدعم إطلاق مركز القاهرة للتعلم والتميز فى التكيف والمرونة، والذي سيبني القدرة على التكيف في جميع أنحاء إفريقيا.

واعترافا بدور مصر فى إرساء الأمن والاستقرار فى المنطقة، أكدت الخارجية الأمريكية أن القاهرة تعد شريكًا مهما في عمليات مكافحة الإرهاب ومكافحة الإتجار بالبشر والعمليات الأمنية الإقليمية، التي تعزز الأمن الأمريكي والمصري، وتعد الشراكة الدفاعية المستمرة منذ عقود ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمي.

وتعد العلاقات بين واشنطن والقاهرة استراتيجية، ومن الضروري تعزيزها، إذ تنظر الإدارة الأميركية لمصر بأنها تمثل مركزًا استراتيجياً لضمان أمن المنطقة، وبالتالي تحرص على إبقاء العلاقات معها في الحدود التي تحافظ على فعالية قنوات التواصل باستمرار.

وتقف أمريكا مع مصر وشعبها لتعزيز الأمن الإقليمي والمرونة الاقتصادية ودعم العلاقات بين الشعبين، ومعالجة أزمة المناخ وتعزيز شراكة دفاعية، ودعم الشعب المصري في سعيه لمستقبل مزدهر يحمي الحريات الأساسية للجميع.