رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

إيران تفتك بالأهواز.. مظاهرات واحتجاجات يقابلهما اعتقال وقتل

نشر
الأمصار

تشهد مدن عدة وبلدات في إقليم الأهواز العربي، جنوب غربي إيران، مظاهرات واحتجاجات سياسية لعدد من الأسباب أهمها نقل مياه الأنهر إلى المحافظات الإيرانية الوسطى، مما أدى إلى جفاف غير مسبوق، ومنع الزراعة، وموت المواشي والمحاصيل.

ويتهم المحتجون الحكومة الإيرانية بتنفيذ “مخطط تهجير” للسكان العرب من خلال هذه السياسات.

إطلاق نار على المتظاهرين

وتقول مصادر محلية، إن الوضع متوتر للغاية، حيث أطلقت القوات الأمنية الإيرانية النار مباشرة على المتظاهرين في عدة نقاط، تحديداً بحي الزواية بمدينة الأهواز.

وأظهرت بعض مقاطع الفيديو المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قوات الأمن في حالة تأهب قصوى.

وأفاد ناشطون بقطع وخلل في شبكة الإنترنت في مناطق مختلفة من الإقليم.

وبدأت الاحتجاجات من بلدة الحميدية الواقعة غربي مدينة الأهواز، حيث سار شباب هذه المدينة في الشوارع وهم يهتفون: “كلا، كلا، للتهجير” احتجاجًا على ما يصفونها بسياسات الحكومة الإيرانية المتعمدة لإجبار السكان العرب الأصليين على الهجرة، واستبدالهم بسكان من القوميات الأخرى بهدف تغيير ديمغرافيا المنطقة.

وتظاهر مئات من أهالي مدينة البسيتين، وهم يحتجون على جفاف “هور العظيم” نتيجة نقص المياه وجفاف الأنهار وموت الأسماك والطيور والماشية وقطع أرزاق الناس التي تعيش في القرى المجاورة لهذا المستنقع المائي.

كما شهدت مدينة الخفاجية، مظاهرة حاشدة احتجاجا على الانقطاع المتكرر لمياه الشرب والمياه الزراعية وجفاف الأهواز والبطالة وغيرها من المشاكل في المنطقة.

ونزل أهالي مدينة معشور إلى الشوارع للاحتجاج على سياسات الحكومة ونددوا بعدم التحرك الحكومي لحل أزمة المياه والجفاف كما قطع المتظاهرون الطريق الواصل بين معشور والبلدات المجاورة بإحراق الإطارات.

هذا وشهدت مدينة السوس احتجاج أهالي هذه المدينة ليلا على شح المياه وإغلاق بوابات سد الكرخه وقطع مياه الزراعة الصيفية عن الفلاحين .

بينما كان ثاني سبب لعمل مظاهرات هو لسوء الأوضاع المعيشية و الاقتصادية، حيث ذكرت وسائل إعلام إيرانية معارضة أن “عمال بلدية مدينة الأهواز جنوب البلاد ذات الغالبية العربية احتجوا أمام مكتب حاكم محافظة خوزستان للاحتجاج على عدم دفع رواتبهم المتأخرة لعدة أشهر”.

وقالت قناة “در تي في” الإيرانية المعارضة، إن المحتجين رفعوا شعارات ضد الحكومة المحلية في محافظة خوزستان جنوب البلاد بسبب عدم حسم قضية الرواتب المتأخرة للعاملين في البلدية.

وفي مدينة “بجنورد”، عاصمة محافظة خراسان الشمالية الواقعة شمال شرق البلاد، نظم عمال المخابز مسيرة احتجاجية أمام مكتب حاكم المحافظة للاحتجاج على تدني الأجور وعدم معالجة سعر الخبز، وعدم توفير مادة الطحين.

كما نظم عمال سائقي الحافلات الحكومية، في المحافظة، احتجاجاً تضامناً مع الإضراب العام لاتحاد جمعيات سائقي الشاحنات والسائقين في جميع أنحاء البلاد.

وفي مدينة “مهران” التابعة لمحافظة إيلام غرب إيران، نفذ عمال النفط ومصنع بتروكيماويات ومحطات كهرباء في هذه المدينة إضراباً عن العمل بسبب تدني أجورهم وظروف العمل الصعبة.

وذكرت مواقع إخبارية إيرانية معارضة، إن العشرات من العاملين في قطاع النفط والبتروكيماويات والكهرباء أضربوا اليوم عن العمل في مدينة مهران بسبب تدني أجورهم المعيشية وظروف العمل العصبة.

كما امتد إضراب العمال المتعاقدين، إلى المصافي والصناعات البتروكيماوية ومحطات الطاقة والمنشآت المتعلقة بصناعة النفط في مدن طهران، وأراك وأصفهان والأهواز وعبادان وماهشهر وجاسك وعسلوية وجاشساران وغيرها.

وذكر موقع “الحرية” المعارض، أن عمال شركة جيهان بارس المضربين في مدينة مهران أغلقوا طريق شركة النفط في المدينة، بعد أن قام المتظاهرون بمظاهرة واحتجاجات تجاه هذه الأسباب ضد إيران، وقامت إيران بحملات قمع وتعذيب لمخافة هذه الاحتجاجات .

وقامت إيران في الأسابيع الماضية، بتهديد نظام المعارضين المشاركين في الاحتجاجات السلمية بعقوبة الإعدام، وزاد الاعتقالات الجماعية وحالات الاختفاء القسري، ويزعم أنه رفع من وتيرة التعذيب في مراكز الاعتقال، وفق مراقبين لحقوق الإنسان.

ويرى ناشطون، أن الهدف من القمع، إرهاب الأهواز المعارضين، فعندما نزل الأهواز الغاضبون بداية من رفع أسعار الوقود إلى الشوارع، وبعدما رفع المحتجون شعارات مناهضة للنظام تعرضوا إلى القتل أو الاعتقال.

من هم الأهواز؟

والأهواز دولة عربية ابتلعتها إيران، وتطلق عليها «خوزستان»، في محاولة لطمس هويتها العربية، بعد أن كانت تسمى «عربستان» باللغة الفارسية، ثم قلبت الحاء هاءً، فأصبحت أهوازاً بدلاً من أحواز، ضمن سلسلة من محاولات طمس معالمها العربية، أعقبها منع اللغة العربية فيها، والتضييق على أهلها حتى في ملابسهم العربية.

والأهواز العربية غنية بالثروات، خصوصاً النفط، حيث إن 85 في المائة من النفط الذي تبيعه إيران تستخرجه من الأحواز العربية.