رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

في الذكرى ال 62 للاستقلال.. كيف يحتفل الموريتانيون بهذا اليوم؟

نشر
الأمصار

تحتفل موريتانيا بعيد استقلالها الوطني في 28 من نوفمبر، وحصلت على الاستقلال في عام 1960، وهذا بعدما أعلن مختار ولد داداه استقلال البلاد وأسس مدينة نواكشوط لتكون العاصمة.

ويعد هذا اليوم في موريتانيا احتفاء بعيد الاستقلال الوطني، الذي تعطل فيه المدارس، والمرافق الحكومية، ويلقي فيه رئيس البلاد خطابًا إلى الأمة، ويستذكر بطولات مقاومة المستعمر، وتضحيات الشهداء.

بداية الاستعمار

بدأ الاستعمار الفعلي من قبل فرنسا لموريتانيا، أواخر عام 1902،استمرت 18 عاما، بين كر وفر، وخسائر بشرية من الجانبين، رغم عدم تكافؤ القوى بين المحتل وأصحاب الأرض لكن الموريتانيين قاوموا الغازي الجديد ببسالة.

وكان عام 1920 حاسمًا في بسط فرنسا سيطرتها على كامل الأراضي الموريتانية، وأعلنت باريس حينها موريتانيا منطقة إدارية خاضعة لنفوذها، بعد أن خفتت جذوة المقاومة، واستسلمت بعض الأطراف، وعقدت أخرى اتفاقيات تمليها الواقعية السياسية.

وأكملت فرنسا سيطرتها الكاملة على موريتانيا، وأصبحت تدير البلاد طولًا وعرضًا، وأقرت القضاء الشرعي، ونصب أمراء موالين لها في كامل جوانب القطر، يخضعون لسلطة الحكام والقادة العسكريين الفرنسيين.

لكن التطورات السياسية في العالم، وخاصة نتائج الحرب العالمية الثانية، فرضت على فرنسا إعطاء بعض المشاركة السياسية للموريتانيين، على غرار باقي مستعمراتها الأفريقية، حيث أصبح يسمح بتمثيل تلك البلدان، في الجمعية الوطنية الفرنسية.

 انتُخاب أول عضو عن موريتانيا في البرلمان الفرنسي

وعقب الحرب العالمية الثانية عام 1946 انتُخب أول عضو عن موريتانيا في البرلمان الفرنسي، وخلال الأعوام اللاحقة، أسس سياسيون موريتانيون أحزابا سياسية، لتمثيل بلدهم في الجمعية الوطنية، إلى أن نالت موريتانيا استقلالها الداخلي عام 1958، إثر استفتاء شعبي أيد بنسبة 84%، الخروج من عباءة فرنسا.

وعلى إثر ذلك أعلنت الجمعية المحلية في موريتانيا الاستقلال الداخلي، واعتبرت نفسها جمعية تأسيسية، وأصدرت قانونا في العام الموالي، بإنشاء دستور للبلاد، ينص على تعددية حزبية في هذا البلد، لأول مرة في تاريخه.

عام واحد كان كافيا لتنال موريتانيا استقلالها

وبعد ما أكملت المراحل الأولى لتأسيس الدولة الجديدة، وفي 28 نوفمبر/ تشرين الثاني، عام 1960، أعلن الاستقلال عن فرنسا، ضمن مجموعة كبيرة من الدول الأفريقية.

وبدأت فورًا موريتانيا مرحلة التأسيس، بإصدار عملتها الوطنية الخاصة، وتأميم شركات المناجم، بمراجعة الاتفاقيات مع المستعمر السابق، وإنشاء دستور البلاد، واندماج الأحزاب السياسية، والمشاركة في المحافل الدولية، فانضمت إلى الأمم المتحدة عام 1961، والجامعة العربية 1973.

ودأبت موريتانيا منذ 2015 على تنظيم الفعاليات المخلدة لذكرى الاستقلال فى إحدى عواصم الولايات الداخلية، وكان آخر المدن التى شهدت الحدث حتى الآن مدينة "النعمة" الواقعة 1200 كلم شرق البلاد.

وشهد الرئيس الموريتانى محمد ولد الشيخ الغزوانى، حفل رفع العلم الوطنى، تخليدًا للذكرى الـ61 لعيد الاستقلال الوطني.

وتم رفع العلم الموريتانى من طرف عنصرين من أفراد مراسم الشرف على أنغام النشيد الوطني.. وسلم الرئيس بعض الأوشحة لعدد من ضباط القوات المسلحة وبعض الشخصيات التى حققت نجاحا خلال السنة.

في ذكري الاستقلال.. الرئيس الموريتاني يسمح بالإفراج المباشر عن 228 من سجناء الحق العام المدانين بأحكام نهائية

أعلنت رئاسة الجمهورية الموريتانية أنه بمناسبة الذكرى، 62 لعيد الاستقلال الوطني، وبناء على مقتضيات المادة 37 من الدستور، أصدررئيس الجمهورية الموريتانية مرسومًا بتخفيض مدة سنة (1) من العقوبة النافذة السالبة للحرية، سيستفيد منها بالإفراج المباشر 228 من سجناء الحق العام المدانين بأحكام نهائية.

ولا يستفيد من هذا التخفيض، المدانون بجرائم ذات صلة بالقتل العمد، أو الإرهاب، أو الاغتصاب، أو الإتجار بالأشخاص والممارسات الاستعبادية، أو التحريض على الكراهية والتمييز، أو اختلاس وتبديد المال العام، أو تزوير العملات.

تهاني قادة العرب في ذكرى استقلال موريتانيا

بعث الملك الأردني عبدالله الثاني برقية تهنئة إلى رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة محمد ولد الشيخ الغزواني، بمناسبة عيد استقلال بلاده.

وعبر الملك في برقية بعثها باسمه وباسم شعب المملكة الأردنية الهاشمية وحكومتها عن أحر التهاني وأصدق المشاعر الأخوية بهذه المناسبة، سائلا الله العلي القدير أن يعيدها على الرئيس الغزواني وهو ينعم بموفور الصحة والعافية، وعلى الشعب الموريتاني الشقيق بدوام التقدم والازدهار.

وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقيتي تهنئة، لرئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده.

وأعرب خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة للغزواني، ولحكومة وشعب الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيق اطراد التقدم والازدهار.

كما بعث الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، برقية تهنئة، إلى الرئيس محمد ولد الشيخ محمد الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده.

كما بعث الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، برقية تهنئة، إلى الرئيس محمد ولد الشيخ محمد الغزواني، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده.

وبعث الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، برقية تهنئة، إلى دولة السيد محمد ولد بلال مسعود رئيس وزراء الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده

خطاب الرئيس الموريتاني

في يوم استقلال بلاده.. الرئيس الموريتاني يعلن زيادة للرواتب وللإعانات العائلية ورفع الحد الأدنى للأجور ودفع مكافأة تشجيعية للمعلمين والأساتذة

وجه رئيس الجمهورية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني  خطابًا هاما إلى الأمة، بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال الوطني.

وأعلن فخامته في هذا الخطاب، أنه تقرر اعتبارا من فاتح يناير 2023، زيادة الرواتب بمبلغ قدره عشرين ألف (20000) أوقية قديمة، لصالح جميع الموظفين والوكلاء العقدويين للدولة المدنيين والعسكريين. وهي تمثل ل 40% منهم زيادة بأكثر من 20%، ودفع مكافأة تشجيعية إضافية للمعلمين والأساتذة وطواقم التأطير العاملين في المدارس الأساسية والمؤسسات الثانوية طيلة السنة الدراسية قدرها عشرة آلاف (10000) أوقية قديمة، ورفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 50%، وزيادة الإعانات العائلية المدفوعة من قبل نظام الضمان الاجتماعي بنسبة 66 %.

وفيما يلي النص الكامل لهذا الخطاب: “بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم

مواطني الأعزاء؛ يسرني ويشرفني كثيرا، أن أتوجه إليكم، أينما كنتم، في الداخل والخارج، بأحر التهاني، بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال الوطني المجيد، عيد الشموخ، والعزة، والكرامة.

إن الحدث الذي نخلد ذكراه غدا، إعلان قيام الجمهورية الإسلامية الموريتانية، يشكل، في آن واحد، تتويجا لمسار مضيء من المقاومة، بالكفاح المسلح، والنضال الفكري وتأسيسا لمسار جديد، لبناء الدولة الموريتانية الحديثة.

فتحية إكرام، لأبطال مقاومتنا الفكرية، والمسلحة، الذين ما كلت أقلامهم، ولا تراخت عزائمهم، في التضحية، بالدماء الزكية، ذبا عن كرامة الوطن، وانتصارا لحريته وسيادته.

وإن احتفاءنا اليوم، هو في الأساس، احتفاء بهم، وبما تبعثه ذكراهم في النفوس، من عميق الإحساس بعزة الوطن، واستحقاقه صادق الولاء، وعظيم التضحيات.

ومن أبرز تجليات صدق الولاء للوطن، والتضحية من أجله، ما بذلته، وتبذله قواتنا المسلحة، وقوات أمننا، من جهود جبارة، في سبيل أن ننعم جميعا، بالأمن، والاستقرار، والطمأنينة. ولذا فإنني، من هذا المقام، أتوجه إلى كافة أفرادها، ضباطا، وضباط صف، ورتباء، بتحية التقدير، والعرفان بالجميل.

كما أتوجه بذات التحية، إلى كل الأجيال، التي تعاقبت على تأسيس، وتشييد، الدولة الموريتانية الحديثة.

مواطني الأعزاء؛ إن سيادة الدول والشعوب، لا تترسخ، ولا تستديم، إلا على قدر متانة وحدتها الوطنية.