رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

فلسطين.. تفاصيل لقاء المالكي بالممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي

نشر
الأمصار

التقى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي،  الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس الخميس في برشلونة، على هامش اجتماعات المنتدى السابع لوزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط ومشاركته أيضاً في اجتماعات سياسة الجوار للاتحاد الأوروبي.

حيث أطلع الوزير المالكي، بوريل على آخر تطورات الاوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل التصعيد الذي تشهده مدن الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وشرح في معرض سؤال بوريل عن عملية التفجير الأخيرة في القدس، بأن هذه الأفعال ليست إلا ردود فعل طبيعية عشوائية على الانتهاكات والاستفزازات اليومية التي يمارسها المستوطنين وجيش الاحتلال من تدمير وقتل واعتقال وتشريد ضد الفلسطينيين، وهي ردود فعل فردية، ولكنها دليل على أن الفلسطينيين أصبحوا غير قادرين على تحمل الظلم والعدوان الواقع عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

‏وفي جانب آخر، قدم بوريل رؤية لتنظيم العلاقة بين الاتحاد الأوروبي ودولة فلسطين بشكل دائم؛ وذلك وفق ثلاثة محاور أساسية، يتمثل المحور الأول بتوجيه دعوة لوزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي لاجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي على مستوى الـ 27 وزير خارجية في بروكسل وذلك بداية شهر كانون الأول 2023، والمحور الثاني يتمثل في عقد جلسات حوار سياسي رسمية بين الاتحاد الأوروبي ودولة فلسطين على مستوى وزير الخارجية المالكي وبوريل، ثم يتم في المحور الثالث الحوار حول استئناف المشاورات الأوروبية الفلسطينية للوصول إلى عقد اتفاقية الشركة الفلسطينية الأوروبية الكاملة.

و‏رحب المالكي بهذه الرؤية، داعياً إلى ضرورة اتخاذ خطوات فعلية وعملية نحو تحقيقها، منوهاً إلى أن إسرائيل تحاول جاهدة إلى عرقلة وإيقاف مثل هذه الحوارات والاتفاقيات بين فلسطين والاتحاد الأوروبي عن طريق قنواتها داخل الاتحاد الأوروبي نفسه.

‏‏وتناول الحديث بين بوريل و المالكي موضوع نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، ووصول اليمين المتطرف إلى الحكم ومدى تأثيره على القضية والشعب الفلسطيني.

وأعرب المالكي عن قلقه وخوفه الشديدين من تركيبة هذه الحكومة المحتملة وسياساتها نظرا إلى أننا سنشاهد مأساة وكارثة حقيقية، استكمالا لما واجهه الشعب الفلسطيني خلال 55 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي، فالحكومة الإسرائيلية المتوقعة بقيادة نتنياهو، ستكون حكومة "فاشية يمنية إرهابية متطرفة" بإمتياز لم يسبق لها أن حصلت بتاريخ إسرائيل؛ لأنها أيضا ستكون حكومة مستوطنين بقيادة كلًا من (بن غفير وسموترتش). ‏

‏وفي ذات السياق ، قدم المالكي لبوريل شرحاً دقيقاً ومفصلاً عن الأحزاب السياسية اليمنية الإسرائيلية المتطرفة، مؤكدا أنه إذا ما شاركت هذه الأحزاب المتطرفة الحكومة في إسرائيل فإننا سنشهد ازدياد غير مسبوق في إراقة الدماء والقتل والتدمير والتشريد، للفلسطينيين وبشكل يومي، مما سيساهم في زيادة الاحباط وفقدان الأمل عند الفلسطينيين وسيدمر أي فرصة للحل السياسي أو للعودة للمفاوضات.

وأكد بوريل في لقائه مع المالكي، على أن الميزانية المخصصة من قبل الاتحاد الأوروبي لدولة فلسطين لعام 2022 ستصرف في وقتها دون أي تأخير.

وشدد أن الاتحاد الأوروبي سيبذل قصارى جهده على التركيز على الملف الفلسطيني و ذلك من خلال التشاور مع الدول العربية والأوروبية لهذا الغرض، مؤكداً بأن هذه الخطوة هي رسالة للفلسطينيين ‫بأن الاتحاد الأوروبي لا زال يهتم بأمرهم.

‏وفي ختام اللقاء، طالب المالكي من بوريل باعتباره الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي، بضرورة إظهار دور قيادي ومسؤول للاتحاد الأوروبي تجاه الحكومة الإسرائيلية القادمة، داعياً الاتحاد الأوروبي بالضغط على حكومة نتنياهو المقبلة للالتزام بالقانون الدولي و جميع قرارات الشرعية
الدولية، واتخاذ قرارات مسؤولة حول كيفية التعامل مع الحكومة الإسرائيلية القادمة وأهمية الامتناع عن التعاطي مع الوزراء الذين يدعون إلى العنصرية والكراهية بحق الفلسطينيين.

وحضر الاجتماع سفير دولة فلسطين لدى أسبانيا حسني عبد الواحد، وسفير فلسطين لدى الاتحاد الاوروبي وبلجيكا ولوكسمبورغ عبد الرحيم الفرا والمعتز عبادي، نائب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط وسكرتير ثالث كرستين حبش من مكتب الوزير.