رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

متلازمة اليد الغامضة.. ابتكارًا سينمائيًا أم مرض حقيقي؟

نشر
الأمصار

حقق فيلم “مش أنا” بطولة الفنان تامر حسنى نجاحاً باهراً في السينما المصرية والعربية خلال أسبوعين حيث وصلت إيراداته 24 مليون جنيه، ومن المتوقع بشكل كبير أن ترتفع خلال أيام عيد الأضحى المبارك.

 

وأثار الفيلم جدلاً واسعاً بين مشاهديه حول حقيقة الأحداث التي تدور حولها الفيلم، فهل متلازمة اليد الغامضة مرض حقيقي أم إبداع سينمائي؟

 

متلازمة اليد الغامضة.. خيال أم حقيقة؟

وفقا لموقع المكتبة الوطنية الأمريكية للدواء والمعهد الوطني للصحة، تُعد متلازمة “اليد الغامضة” أو اليد الغريبة، اضطراب عصبي ينجم عن أسباب عصبية، أعراضه أن تقوم اليد أو القدم، بأفعال غريبة غير مسؤول الإنسان عنها، فتتصرّف هذه اليد وحدها وكأن لها عقلٌ مستقلٌ، مثل أن تقذف أشياء، أو تمسك بأشياء، وفي بعض الأحيان قد تبدو وكأنها تصرخ.

 

وفي الحالة الطبيعية، يتلقّى الإنسان إشارات من الحواس إلى الدماغ، ثم يقرر القيام بفعل ما ويعطي دماغه الأوامر، لكن في حالة مريض متلازمة اليد الغريبة، تكون هناك مشكلة في أحد أجزاء الدماغ المسؤول عن التوصيل بين استقبال المعلومات وإصدار الأوامر، وقد تم رصد أول حالة مصابة بهذه المتلازمة في القرن التاسع عشر، والتي لم يكن معروفاً سببها، لذا سُميّت “بالمتلازمة”، ومع تقدّم العلم تبين أنه هناك عدة أسباب عصبية محتملة لهذه الحالة.

 

متلازمة نفسية أم عصبية؟

الكثير ممن يُصابون بهذه المتلازمة ينفصلون تلقائياً عن المجتمع أو يتم تهميشهم من قبل المجتمع بسبب التصرفات غير المسؤولة أو غير المفهومة من قبل الآخرين، ما قد يتسبب بإحراج العائلة، وهنا تكمن مخاطر إهمال الحالة، وبالتالي تفاقمها.

 

وهناك فرق كبير بين حقيقة أن هذه الحالة قد تُثار بالضغوط النفسية، أو أنها حالة نفسية، ذلك أن الضغط النفسي هو «عنصر لا نوعي يمكنه أن يثير جميع الأمراض كارتفاع الضغط، أو السكري، أو الجلطة القلبية.. من جانب آخر، وبسبب اتهامات المجتمع للمصاب، ينفصل المريض عن المجتمع ويكون عرضة لاضطرابات نفسية أخرى بجانب مرضه الأصلي، كالاكتئاب أو الشخصية ثنائية القطب، وهنا تكمن أهمية تفهم المجتمع للمريض، وإعطائه فرصة لتبرير أفعاله التي لا يستطيع التحكم بها.

 

هل يوجد علاج لمتلازمة اليد الغامضة؟

في الحقيقة لا يوجد علاج لهذا المرض، وأولى مراحله هي التشخيص الذي يحدث بتصديق المريض وإعطائه حريّة للتعبير عن نفسه، ويتم بعد ذلك التعرّف إلى السبب العصبي المؤدي للحالة، ثم يتم استخدام العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي.

 

من جانب آخر، تناول الفيلم طريق للتغلب على المرض بملاحقة الشغب، كما لاحق الفنان تامر حسني شغفه في الرسم في الفيلم، وينبغي على المريض القيام بهذا الأمر وإلهاء يده للقيام بما يحب، كي يقلّل من فرصة أن تتصرّف اليد وحدها.

 

والجدير بالذكر أن فيلم “مش أنا” قصة وسيناريو وحوار “تامر حسنى “وإخراج” سارة وفيق” ويشارك في بطولته بجانب تامر حسنى، كل من “ماجد الكدواني”، “سوسن بدر”، حلا شيحة التي هاجمت انتشار كليب يجمعها بالفنان تامر حسني ويجمع لقطات لها معه من فيلم «مش أنا» لاحتوائه على مشاهد رومانسية بينهما وتم بثه في الأيام المباركة قبل عيد الأضحى بحسب وصفها.