رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

د. رائد العزاوي يكتب ؛ رسالة الى دولة رئيس وزراء العراق المهندس محمد شياع

نشر
الأمصار

انما ارسل هذه الرسالة وهي المرة الاولى في حياتي  اخاطب فيها مسوول عراقي ، فقد كنت على مدار سنوات طوال ، ابتعد عن اصحاب المعالي و السيادة ، وكنت اعتبرهم مادة اعلامية فقط ، لا بل كنت اعتبر ما املك من ادوات وتاريخ هو اطول بكثير من كراسي حكمهم . 
فكم مر في حياتي من وروساء ووزراء وسفراء … الخ كلهم اضحوا في طي النسيان،  بينما ظل قلمي يخط كما هو معبرا عن الناس بالامهم واحلامهم ، وظل هذا القلم يدافع عن الحق والحقيقة ، فيما اصبح اصحاب تلك الدرجات في خبر كان .
كان لازم وانا ارى جوقة الطبالين واصحاب المباخر وهم يسعون نحو القصر الحكومي بالمنطقة الخضراء في بغداد ، وهم يسعون حالمين طامحين  من سيد القصر الجديد بشيء من العطايا او الهدايا او حتى لقب لعله ينفع صاحبه .
وكان لزاما عليا ان اكتب الى الاخ رئيس الوزراء هذه الرسالة ، والله من وراء القصد .
السيد رئيس الوزارء المحترم 
المهندس محمد شياع السوداني 
لا اعرفك كثيرا التقيتك مرة واحدة في القاهرة في مبنى سفارة العراق وكان لقاء ودي لمسنا فيه طيب معدنكم ، ارسل لك رسالتي هذه لعلها تصلك لتكون كلماتها نور تهتدي به الى طريق الخير لبلدنا الغالي . 
انا مثلك عراقي بسيط من سكان مدينة الشعب هذا الحي الذي خرج منه علماء ومثقفون وفنانون وكفاءات يشار لها بالبنان .
نحن من ذات البيوت النقية الطيبة التي قارعت الدكتاتورية التي اوصلت البلد الى حافة الهواية ، ونفس البيوت التي قارعت المحتل الامريكي .
نحن من بيوت اهلها بسطاء انقياء شجعان  صادقو المواقف واصحاب كلمة شريفة ، وانا والله ناصح امين فمثلي لا يرجوا الا ان يخرج من هذه الدنيا وهو خفيف الاحمال ، ومثلي وهو يعاني مرض عضال لا علاج له غير الدعاء الصادق ، لا يرجو من دنياكم شيء ، انما انا باحث عن وطني ، وطني الذي يذبح كل يوم على يد  السراق واللصوص والارهاب ومن اصحاب الياقات البيضاء من مستشارين و اصحاب مقامات ودرجات وظيفية بعضها مستحدث غير موجود في ابسط الهياكل التنظيمية لمؤسسات الدول .
سيادة الرئيس : لقد اطلعت على سلسلة من لقاءاتك الاخيرة ، ودهشت كثيرا عندما تابعت لقاء سيادتكم بعدد من السادة المحللين السياسيين ( وهذا لا ينطبق الا على عدد منهم لا يتجاوز اصبع يدك ) . 
فالمحلل السياسي يحتاج الى سنوات وسنوات حتى يصل الى مستوى هذه الكلمة بمعناها الحقيقي.  
وانا لم اقدم نفسي يوما محللا سياسيا ابدا رغم ظهور في قنوات كثيرة ومتعددة باللغة العربية والانجليزية ( التي هي شرط من شروط المحلل السياسي ) لا بل شرط اساس ، لان التحليل السياسي يحتاج الى قراءة صحف عالمية باللغة الانجليزية وغيرها ، حتى تستطيع ان تقدم شي للناس مادة تحليلية تنفع المشاهد والمتلقي .
اعود الى صلب النصيحة ، ادعوك ان لا تقرب منك من يظهرون في الشاشات ، لان اغلبهم ، الناس في الشارع لا تصدقهم ولا اريد ان اقول لك ان بعض العراقيين الشرفاء البسطاء لا تحترمهم اصلا ، ولديك اجهزتك لتتاكد من صحة ما اقول . 
ابتعد عن الفنانين والرياضيين ابتعد عن النقابات ونقباء تلك النقابات ، قرب اليك العلماء واساتذة الجامعات واصحاب المشاريع الحقيقة ، ورواد الصناعة والحرف ، والاطباء والمتفوقين دراسيا والنوابغ ، واصحاب المنتج الحقيقي الذي ينفع العراقين . 
لا تخشى منهم ولا يوهمك انهم صناع راي عام ، هم كاذبون واهمون ،  فالديك قوتك التي تستطيع ان تكون لك درع وسيف تواجه بهم اي بوق ، ابعد عنك متعددي الاكل على كل الموائد ، ابعد عنك ناهزي الفرص والمتصيدين ، قرب اليك العمال والبنائون فهولاء خط دفاعك الاول .
لا تخشى الاعلام ابدا مادمت مع الناس ومع الشارع ، وتعمل باخلاص لا تخشى الذباب الالكتروني فانت تقود شعب العراق 
هذا الشعب يعيش تحت خط الفقر لكن فوق خط الفهم .
لك محبتي واحترامي وتقديري