رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أدهم إبراهيم يكتب: الثقافة الرقمية

نشر
الأمصار

بسبب التطور السريع للانترنت،  تغيرت أساليب حياتنا بشكل كبير، وبانتشار اجهزة الكومبيوتر ومن ثم الهواتف المحمولة التي توفر إمكانية الوصول إلى المعلومة والاخبار المترافقة مع الصور والفيديوهات تغير المشهد الثقافي لدينا بسرعة كبيرة.

في الستينات من القرن الماضي، كان التلفزيون وأجهزة الراديو الترانزستور ومشغل الكاسيت نقطة تحول في المسيرة الثقافية. 
وفي السبعينيات والثمانينات ولدت اجهزة الكومبيوتر المكتبية الاولى التي احتلت مكانا "مرموقا" في نشر التقنيات الحديثة ووسائل البحث الواسعة. 
ثم أصبحت التغييرات منذ أواخر التسعينيات جذرية من حيث تكنولوجيا الثقافة والإعلام ومحتواها الواسع.

اعتمدت الثقافة الكلاسيكية على ادوات محدودة مثل الكتب والمجلات والصحف وكاسيتات الموسيقى، ثم الراديو والتلفزيون ودور السينما والمسرح وماشابهها.

الا ان التطور التقني الكبير قد احدث ثورة رقمية في المجال الثقافي بعد عام 2000.

ومع الانتشار الواسع للهواتف المحمولة تطورت وسائل المعرفة الى حد كبير، وصارت المعلومة متاحة لكل شخص وفي اي وقت ومكان، وامتزجت علاقتنا بالثقافة مع التواصل الاجتماعي والترفيه.
فأصبح الفرد يكتسب الافكار والمعارف من خلال التكنولوجيا الرقمية.

يقول ميلاد الدويهي الاستاذ في جامعة السوربون ان الصورة النمطية للتضاد بين الانسان والآلة قد تغيرت، فالتكنولوجيا الرقمية هي اكثر من اداة فهي تولد ثقافة ورؤية جديدة للعالم.

أصبح في مقدورنا الان مطالعة الكتب والمجلات على الانترنت، كما نشاهد الافلام والفنون المختلفة ونسمع الموسيقى من خلال الشاشات الالكترونية. 

والشباب هم الأكثر استفادة من ادوات ووسائل الثقافة الجديدة فهم اليوم المستخدمون الرئيسيون للإنترنت والهواتف المحمولة، بينما مازال كبار السن يعتمدون على التلفزيون بشكل كبير.

مع انتشار الحواسيب السريعة والهواتف المحمولة شهدنا ولادة طرق جديدة لنشر المحتوى الثقافي الذي اصبح متاحا لكثير من الناس، واصبح التصوير الفوتغرافي والفيديوهات ممارسة تقليدية لعدد غير قليل من الناس.

كما أن انتشار أجهزة الكومبيوتر واللابتوب في المنازل قد وفر طرق جديدة وواسعة لممارسة الكتابة، وهوايات الموسيقى والرسم والفنون التشكيلية، وانتشار الافكار الجديدة في الديكور والازياء ومختلف مجالات الحياة.

مميزات أدوات الثقافة الرقمية

تتميز أدوات الثقافة الرقمية عن أدوات الثقافة التقليدية في إمكانية مزج عدة وسائل ثقافية في محتوى واحد كدمج الكتابة مع الصورة والصوت، ويتم كل ذلك بسهولة ويسر، مما خلق انواعا" جديدة من الابداع والابتكار.

ويجري الان على نطاق واسع رقمنة الثقافة من خلال نقل كثير من الكتب ومعظم الأفلام والبرامج التلفزيونية والنصوص التي نستهلكها وبتنسيق رقمي، وعادة ما يتم إنتاجها أو طباعتها في ملف رقمي.

ومما لاشك فيه أن التطور التقني واتساع مجالات الانترنت قد أحدث تحولات كبيرة في مجمل حياتنا الثقافية والاجتماعية، حيث أصبح القطاع الرئيسي لنشر وتبادل المعلومات حول العالم، حتى صار واحدا من اهم ضرورات حياتنا.

يرى كثير من المختصين ان الثقافة الرقمية أوجبت طرق واساليب جديدة للحصول على المعلومات والمعارف والمهارات، مما يتطلب تدريسها للأطفال، وتدريب الأساتذة وإدارات المدارس.

على كيفية استخدامها وتوظيفها في رفع شأن التعليم في مختلف مراحله، كما يتوجب التوسع في الثقافة الرقمية عن طريق الاعلام الهادف الذي يحتاج الى التفاعل مع حاجات الجمهور.

إن الثورة الرقمية للادوات الثقافية أدت إلى تعديل جذري في اساليب الوصول إلى المحتوى الثقافي وغيرت كثيرا من الصناعات الثقافية والإعلام، رغم ان الكثير منا مازال يرى في الكتاب خير جليس في الزمان على قول المتنبي.