رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

قطر تطالب المجتمع الدولي بتقديم كافة أشكال الدعم لضحايا الإرهاب

نشر
الأمصار

طالبت دولة قطر المجتمع الدولي بتقديم كافة أشكال الدعم لضحايا الإرهاب، وضمان حقوقهم وفقا للالتزامات بموجب القانون الدولي، مجددة التأكيد على التزامها بتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب من خلال نهج شمولي متكامل.

وجددت قطر، في بيانها الذي ألقاه سعادة اللواء ناصر سعيد الهاجري، نائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، خلال الجلسة الوزارية لمؤتمر الأمم المتحدة العالمي لضحايا الإرهاب الذي اختتم أعماله اليوم بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، إدانة وشجب الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، ورفضها لجميع الأعمال الإرهابية بوصفها أعمالا إجرامية لا سبيل إلى تبريرها، بغض النظر عن دوافعها وأينما ارتكبت وأيا كان مرتكبوها.

وأكد البيان التزام دولة قطر بتعزيز التعاون الدولي لمنع الإرهاب ومكافحته من خلال نهج شمولي متكامل، مشيرا إلى أن الإرهاب يتسبب بآلام ومعاناة كبيرة وطويلة الأمد لضحاياه ولأسرهم ومجتمعاتهم، ومعربا عن تضامن دولة قطر العميق مع ضحايا الإرهاب في كل مكان.

ولفت إلى أنه من واجب المجتمع الدولي تذكر ضحايا الإرهاب والناجين منه، وتعزيز حقوقهم والحفاظ على كرامتهم، ومدهم بالدعم الذي يحتاجونه لتلبية احتياجاتهم بما في ذلك الدعم الطبي والنفسي والقانوني والمادي، وتزويدهم بسبل التعافي والقدرة على الصمود والحصول على حقوقهم القانونية، وذلك وفقا للالتزامات بموجب القانون الدولي والقانون المحلي، وبالأخص، الاعتراف بحقوق الإنسان المكفولة للنساء والأطفال من الضحايا.

وشدد البيان على أن دعم ضحايا الإرهاب واجب أخلاقي، علاوة على كونه جزءا لا يتجزأ من الجهود الفعالة لمكافحة الإرهاب، خاصة بالنظر للدور الذي يمكن أن يقوم به الضحايا في مكافحة الإرهاب وفي العدالة الجنائية، لافتا إلى أن استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب تتضمن التزام الدول الأعضاء بالنظر في وضع أنظمة وطنية لتقديم المساعدة لتلبية احتياجات ضحايا الإرهاب وأسرهم، وتيسر إعادة حياتهم إلى مجراها الطبيعي.

كما أشار إلى تشجيع الجمعية العامة، في استعراضها الأخير للاستراتيجية العالمية، الدول الأعضاء على تقديم الدعم والمساعدة المناسبين للضحايا، معتبرا أنه "من هذا المنطلق، يشغل الاهتمام بضحايا الإرهاب حيزا في ألويات دولة قطر لمكافحة الإرهاب، لا سيما وأن دعم الضحايا يتوافق مع قيمها في إعلاء الحقوق والكرامة الإنسانية وتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين لها، وأن ذلك الدعم ينسجم مع حرص قطر على إقامة العدالة وضمان المساءلة ومنع الإفلات من العقاب".

وفي هذا الخصوص، أبرز سعادة نائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، الدعم الذي قدمته دولة قطر لفريق الأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من قبل تنظيم داعش "يونيتاد"، مشيرًا إلى أنه في إطار الدعم السنوي المقدم من قطر لدعم المبادرات الاستراتيجية لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فإنها تعد من الجهات الممولة للبرنامج العالمي لدعم ضحايا الإرهاب، ومرحبا في هذا الإطار بالإنجازات التي حققها البرنامج في مجالات التوعية والسياسات والتنسيق والمساعدة التقنية، وإسماع أصوات ضحايا الإرهاب وتعزيز دورهم في منع التطرف العنيف ومكافحته.

ولفت إلى الأنشطة المتعددة للبرنامج، سواء تنظيم احتفالات سنوية في اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب، وتنسيق إنشاء مجموعة أصدقاء خاصة بهم، وتيسير وضع كتيبات وأحكام تشريعية نموذجية لصالح الضحايا، وتأسيس البوابة الإلكترونية لدعمهم، علاوة على الشبكة العالمية للضحايا، وصولا إلى هذا المؤتمر الهام، مبينا دور "مكتب البرامج المعني بالمشاركة البرلمانية في منع ومكافحة الإرهاب" الذي تستضيفه الدوحة بدعم من مجلس الشورى بدولة قطر، ومبينا أن المكتب يعمل على غايات منها تيسير وضع نماذج تشريعية لتفعيل دور البرلمانات في عدد من المجالات ذات الصلة ومنها حقوق ضحايا الإرهاب.

"اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب"

وانضمت دولة قطر إلى الدول المقدمة لمشروع قرار الجمعية العامة 72/165 المعنون "اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب". 

وقد ضم وفد دولة قطر للمؤتمر سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، عضو اللجنة.

يجدر بالذكر أن المؤتمر العالمي لضحايا الإرهاب، وهو أول مؤتمر رفيع المستوى لضحايا الإرهاب تعقده الأمم المتحدة، يأتي في إطار إنجازات برنامج الأمم المتحدة العالمي لدعم ضحايا الإرهاب، الذي تعد دولة قطر من كبار مموليه، وذلك في إطار شراكتها مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

وشهد هذا المؤتمر الذي افتتحه السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، حضور مسؤولين رفيعي المستوى من الدول الأعضاء، إلى جانب عدد من ضحايا الإرهاب وممثلين لروابط الضحايا من أنحاء العالم، وقد ترأسه السيد فلاديمير فورونكوف وكيل الأمين العام لشؤون مكافحة الإرهاب، إلى جانب وزيري خارجية جمهورية العراق ومملكة إسبانيا بصفتهما الرئيسين المشاركين لمجموعة أصدقاء ضحايا الإرهاب.