رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

منى صفوان تكتب: بعودة الخليجي الأخير.. السعودية تقوي موقفها الإقليمي

نشر
الأمصار

مع تولي السلطان هيثم مقاليد الحكم، كان واضحًا أن مرحلة جديدة في العلاقات مع المملكة السعودية بدأت بالظهور.

 

‏كانت الأمور واضحة أن سياسة عمان الهادئة تتغير نحو انفتاح باتجاه مركز وقبلة الخليج “السعودية”، وستدشن بمشاريع اقتصادية، وإعادة فتح الطريق الحدودية التجارية بينهما بعد تأجيل لسنوات، وتبعه تغيرات في السياسة العُمانية تجاه تطورات المنطقة، وخصوصًا حرب اليمن، ليمكن عُمان من إعادة لعب دور الوسيط، الذي تقوية السعودية، واليوم يتوج اليوم بزيارة رسمية.

 

زيارة السلطان العماني للمملكة، في أول زيارة خارجية لها مدلول سياسي عميق، بالاعتراف العماني بأن السعودية هي مركز المنطقة.

 

وتأتي الزيارة بعد سلسلة إجراءات عمانية يمكن وصفها بسياسة التبريد، بعد مرحلة اتهامات لعمان بلعب دور بتهريب السلاح للحوثيين، أو ميلها لإيران، وأيضًا دعم حركات ثورية على الحدود مع اليمن ضد توجه السعودية هناك.

 

ووقتها التزمت السلطنة سياسة الحياد الإيجابي، والتعامل بتعقل.. ولكن عمان الآن بعد الزيارة ستبدأ لأول مرة بلعب دور استراتيجي أقوى في المنطقة، بتقوية تحالفها مع السعودية، مما ينقذها من أزمة اقتصادية تضغط على المواطن العماني، خاصة بعد احتجاجات الشارع العماني، وستلعب دورًا مهمًا يخدم السعودية، سياسيا وأمنيًا، باعتبارها بوابتها البحرية وأيضًا عمقها الاستراتيجي، فالرياض بحاجة لحليف خليجي قوي، بعد تصالحها مع قطر.

 

وبقاء تنسيقها مع الإمارات برغم الأزمة النفطية بينهما، وتعاون الكويت والبحرين لدعم سياسة الرياض، فإن عودة عمان لحضن الخليج بقيادة السعودية يقوي موقف السعودية الإقليمي، أمام حوارها الهادئ مع إيران في العراق، وحربها معها في اليمن، وبالتأكيد يقوي موقفها أمام أمريكا باعتبار السعودية هي بوابة ورئيسة رأس الخليج في تحالفه مع الولايات المتحدة، وأنه لا يمكن الاستفراد بعلاقات منفردة كل على حدة مع كل دولة خليجية.

 

فعمان اليوم هي آخر الدول الخليجية التي تأخرت بالانضمام للحلف السعودي، بعد سنوات الرفض، والتهديد بالانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، رفضًا لأن يتبع السعودية.