رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

فيضانات وحرائق.. تغيرات مناخية متطرفة تضرب العالم

نشر
الأمصار

عاش كوكب الأرض أجواء كارثية خلال الأسابيع الماضية، وذلك بسبب التغيرات المناخية التي شاهدها فصل الصيف 2022 والذي أدى إلى سيول وعواصف ترابية وموجات من الجفاف.

وحذر خبراء من مناخ أكثر تطرفاً ما لم يعمل العالم على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحيث لا تتجاوز درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.

السودان


وفي السودان أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في ست ولايات بالبلاد بسبب السيول والفيضانات، التي أودت بحياة 80 شخصا في البلاد.
وكانت الأمم المتحدة في السودان قد أعلنت ، الإثنين، تضرر أكثر من 25 ألف شخص ونزوح 2500 آخرين، جراء السيول والأمطار التي أدت لفيضانات ضربت "المناقل" وسط السودان.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية (أوتشا)، في بيان له إنه "بين 16 و19 أغسطس الحالي تسببت الأمطار الغزيرة والسيول في نزوح أكثر من 2500 شخص في محلية المناقل بولاية الجزيرة".

وأضاف البيان: "يحتمي النازحون في 4 مدارس حكومية وملعب بمدينة المناقل ويحتاجون للمأوى والغذاء والاحتياجات غير الغذائية والمياه".

وأشار إلى أن استمرار الأمطار الغزيرة أثر على 17 قرية في محلية المناقل، ولا تزال 9 قرى محاطة بمياه السيول والأمطار، وتضرر أكثر من 25 ألف شخص من هذه الكارثة في المنطقة.
ولفت إلى أن المنظمات الإنسانية موجودة على الأرض لتقييم الوضع وتقديم المساعدات بمجرد أن تكون الطرق مفتوحة.

وبحسب بيانات وزارة التنمية المحلية السودانية؛  فقد تضرر 43 ألف منزل بشكل جزئي أو كلي بسبب السيول، ما قد يجبر السلطات على فتح جسر جوي حال تعذر فتح الطرق.
وتأتي أزمة السيول في وقت يعاني السودان، إحدى أفقر دول العالم العربي والغارق في أزمات سياسية واقتصادية منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، من اضطرابات سياسية مستمرة.

وكان متوسط عدد الأشخاص المتضررين كل سنة بين 2017 و2021 يبلغ 388,600. وأكثر الولايات تأثرا بالفيضانات، نهر النيل في شمال البلاد وكسلا في الشرق وجنوب كردفان وجنوب دارفور في الغرب.

ومنذ بداية موسم الأمطار المدمّر، تقطّعت السبل بآلاف الأسر السودانية بحثًا عن مأوى. وشوهد قرويون في قرية المكايلاب يحاولون إنقاذ بعض من ممتلكاتهم أو استعادة أجزاء من أثاث محطم.
ويقول حيدر عبد الرحمن بينما يجلس على ركام منزله المحطم: "نحاول العثور على أي شيء، ولكن كلّ شيء دمّر تماما". ويقول عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "يخشى الناس أن تجلب مياه الأمطار الغزيرة العقارب والثعابين".
ويحذّر مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة من أن برك المياه الراكدة التي تتسبب بها فيضانات الأنهار "تزيد من خطورة حصول أمراض مثل الكوليرا أو الإسهال أو الملاريا". ويشير إلى أن سبب "الفيضانات غير المسبوقة مرتبط بالتغير المناخي".

اليمن


ففي اليمن؛  فقد لقي 13 شخصا - خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية -  على الأقل حتفهم وأصيب آخرون بمحافظتي عمران وحجة في شمال البلاد.

وارتفعت حصيلة من قضوا في الفيضانات بحسب وسائل إعلام، إلى أكثر من  100 شخص في مختلف محافظات اليمن خلال 47 يوما أي منذ منتصف يوليو وحتي الان منذ بدء المنخفض الجوي في بحر العرب.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت في تقرير حديث تضرر 1000 أسرة جديدة خلال 5 أيام ليرتفع عدد الأسر المتضررة إلى أكثر من 36 ألف أسرة، في جميع أنحاء البلاد، أغلبها من الأسر التي تستوطن مخيمات النازحين.

وقال تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في اليمن، إن أمطارا غزيرة وفيضانات واسعة النطاق التي شهدتها اليمن أدت إلى تضرر 36.205 أسرة غالبيتهم من النازحين، خلال نحو شهر (من 15 يوليو - 15 أغسطس).
وتسببت الفيضانات  في "تدمير الممتلكات وسبل العيش، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية مثل الطرق، وتسببت بخسائر في الأرواح في بعض المناطق".

موريتانيا

وفي موريتانيا؛  فقد أعلنت لجنة الطوارئ الحكومية الموريتاني ، مصرع أربعة أطفال غرقًا في مدينة سيل ابابي جنوب شرقي موريتانيا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة.


وأضافت اللجنة أنها سجلت خسائر مادية جسيمة، من بينها انهيار أجزاء من الطرق الرابطة بين مدينة سيل ابابي ومدينة امبود، وأكدت أن وضعية الجسر تتطلب تدخلا من قبل الجهات المعنية.

وتابعت اللجنة أن سد لفطح مازال يشكل خطرا على مدينة بومديد في حالة فيضانه، داعية السلطات للتدخل لحماية السكان.
وتضررت مئات المساكن والأعمدة الكهربائية، وانهار بعض الجسور، وتعطلت بعض المصالح الخدمية، وغمرت المياه بعض الطرق، خصوصا في مدينة امبود جنوب شرقي البلاد.

الإمارات


وفي الإمارات شهدت أمطارا غزيرة تسببت في فيضانات وسيول جارفة في جميع أنحاء الإمارات، خاصة في الأجزاء الشرقية من البلاد غطت الشوارع ودخلت بعض البيوت وألحقت أضرار بالبنيات التحتية.
وحمل المركز الوطني للأرصاد الجوية (NCM) تغير المناخ مسؤولية زيادة وتيرة هطول الأمطار الغزيرة في الإمارات، حيث يتسبب تغير المناخ في زيادة ظواهر الطقس المتطرف وارتفاع مستوى سطح البحر وتأثيرات أخرى.

قال بيان المركز الوطني للأرصاد الجوية (NCM) أن الاحتباس الحراري والتغير المناخي ربما يكونان أحد الأسباب المسؤولة عن زيادة وتيرة هطول الأمطار في الإمارات العربية المتحدة، بجانب عوامل أخرى مثل ظاهرة النينو وظاهرة لا نينا، وهما أنماط مناخية يمكن أن تؤثر على الطقس في جميع أنحاء العالم.

الهند


أودت فيضانات وانهيارات أرضية ناجمة عن أمطار موسمية غزيرة بحياة ما لا يقل عن 50 شخصا في شمال وشرق الهند خلال الأيام الثلاثة الماضية.

واجتاحت الأمطار مئات القرى وجرفت المنازل وتركت السكان عالقين بينما تتسابق فرق الإنقاذ لإجلاء الناجين.
وقال مسؤول بحكومة ولاية هيماتشال براديش لرويترز إن الأمطار الغزيرة أعقبتها انهيارات أرضية وفيضانات في الولاية الواقعة في جبال الهيمالايا على مدى الأيام الثلاثة الماضية، مما أودى بحياة 36 شخصا على الأقل.
وفي ولاية أوتار كاند الجبلية المجاورة، ذكر بيان رسمي للحكومة إن أربعة لقوا حتفهم وبلغ عدد المفقودين 13 بسبب استمرار هطول الأمطار.
وقال مسؤول في ولاية أوديشا بشرق البلاد إن ستة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وسط استمرار هطول أمطار غزيرة.

أثرت الفيضانات على ما يقرب من 800 ألف شخص وأدت لنزوح الآلاف في أوديشا حيث عطلت الأمطار إمدادات الكهرباء والمياه وألحقت أضرارا بالبنية التحتية للطرق.

وأجلت الولاية حتى الآن 120 ألفا من المناطق المتضررة.

أفغانستان


دمرت الأمطار آلاف المنازل وألحقت أضرارًا بالأراضى الزراعية.
وكانت البلاد تعاني من بعض الكوارث الطبيعية هذا العام، بما فى ذلك الجفاف والزلزال الهائل الذى أودى بحياة أكثر من 1000 شخص فى يونيو.

وقبل موجة السيول والعواصف شهدت عدة بلدان موجة شديدة الحرارة.


إسبانيا


بدأت الحرائق بالاشتعال بداية في تينيريفي، في جزر الكناري.
وطالت النيران بلدات عدة، وتسبب تغير اتجاه الرياح بتعقيدات خلال محاولات الإخماد.


سلوفينيا


اشتعلت الحرائق في الغابات بشدة في غرب البلاد بالقرب من الحدود مع إيطاليا. وأخليت قرى عدة في منطقة كراس، حيث كافح آلاف رجال الإطفاء النيران، وعمد العاملون في الغابات إلى إزالة الأشجار بهدف الحدّ من انتشار النيران.


اليونان


شهدت منطقة سياحية شهيرة في جزيرة ليسبوس، عمليات إجلاء للسياح وللسكان المحليين مع انتشار حريق في الغابات الجبلية، أدّى إلى تدمير منازل في المنتجع الساحلي.

ولم يتمكن بعض المسنين سوى من حزم عدد قليل من الأكياس البلاستيكية مع بعض ما يملكونه، قبل مغادرتهم في حافلة.
فرنسا
نجحت العمليات حالياً في احتواء حريقين هائلين في المنطقة الجنوبية الغربية من جيروند، بعد جهود على مدار الساعة من خدمات الطوارئ. وقد التهمت النيران في طريقها آلاف الأفدنة.

الجزائر


وفي الجزائر، ارتفعت حصيلة الحرائق التي اجتاحت مناطق حرجية وحضرية في شمال شرق البلاد إلى 43 قتيلاً، ويرجح ألا تكون الحصيلة النهائية.