رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أسرار تعثر المفاوضات النووية بفيينا بين إيران والغرب

نشر
الأمصار

كشف تقرير للمقاومة الإيرانية، عن تعثر المفاوضات النووية بفيينا، بعد محادثات خيم عليها الغموض، إذ تركت علامة استفهام كبيرة حول مستقبل خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) المتعلقة بازمة الملف النووي الايراني.

الاتحاد الأوروبي


من ناحيته يؤكد الاتحاد الأوروبي صاحب خطة المفاوضات النووية بفيينا على الانتهاء من نص الاتفاقية مغلقا الباب امام اجراء تعديلات، ولا تبتعد الولايات المتحدة عن هذا الموقف باشارتها الى نهاية المفاوضات، لكن النظام الايراني لا يقبل نص الاتفاق باعتباره نهائيا ويصر على التعامل معه باعتباره مقترحات اوروبية، مما يعني وضعه العصي في الدواليب لمنعها من الدوران.
أكد أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع المسؤول عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ضرورة أن ينص الاتفاق من المفاوضات النووية بفيينا على “حقوقنا ومصالحنا” ويضمن “إزالة العقوبات بشكل مستقر وفعال” فيما يؤكد الاخير على ان  “ما يمكن التفاوض عليه تم التفاوض عليه بالفعل وورد في النص النهائي، ومع ذلك وراء كل مسألة فنية وكل فقرة، قرار سياسي يجب اتخاذه في العواصم، واذا كانت الإجابات إيجابية يمكننا توقيع هذه الاتفاقية “.

 

قضبة اليورانيوم المخصب


 

محادثات فيينا تهدف إلى العودة للاتفاق النووي


تفيد وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بارتباط الخلاف الرئيسي بين إيران والغرب فيما يسمى المفاوضات النووية بفيينا باصرار طهران على ضرورة إغلاق ملف تحقيق وكالة الطاقة الذرية في اكتشاف مواد نووية غير معلن عنها في إيران، حيث رد الجانب الغربي على هذا الطلب بأن الوكالة هي المسؤول عن متابعة قضية PMD، في الوقت الذي تؤكد الوكالة على أن الاجابات التي قدمها نظام الملالي حول اكتشاف جزيئات اليورانيوم المخصب في مواقعه الثلاثة غير المعلنة لم تكن مقنعة، مما يبقي القضية مفتوحة.
ويتضح من خلال المعلومات المتداولة ان طهران شاركت في جولة مفاوضات فيينا لتحقيق هدفي  تخفيف الضغوط العالمية للوصول إلى نقطة تحول نووي، واستغلال حاجة بايدن لتحقيق انجازات في شراء الوقت، وبذلك انتهت جولة أخرى من المفاوضات دون التوصل إلى اتفاق على النتائج أو الاستمرار فيها.
في هذه التطورات ما يعيد الى الاذهان قراءة زعيم المقاومة الايرانية مسعود رجوي قبل عام، التي ترى بأن أثر سياسة الملالي تجاه الملف النووي لن يكون مختلفا بعد تنصيب ابراهيم رئيسي، سواء اتبعوا لعبة القط والفأر او خطة العمل الشاملة المشتركة، متنبأ بحدوث الانتفاضة الشاملة.
 

يضع نظام الولي الفقيه العصي في دواليب محادثات الملف النووي لشراء الوقت، على أمل حدوث ما يجنبه تجرع سم المفاوضات النووية بفيينا، لكن تطورات الاوضاع الداخلية واحتمالات التغيير لا تترك له مجالا للمضي بعيدا في اوهامه.

رفض إيراني في الخارج

 

 نظم الجالیة الإيرانیة أنصارمجاهدي خلق في فيينا صباح الخميس 4 أغسطس، بالتزامن مع المفاوضات النووية بفيينا  بشأن الأزمة النووية الإيرانية، تجمعا احتجاجيا مقابل فندق ماريوت باركرينج للمطالبة بمحاسبة النظام الإيراني على السلوك الشائن، لا سيما سعيه لامتلاك أسلحة نووية.

لفت الإيرانيون الانتباه الرأی العالمي إلى انتهاكات نظام الملالي الصارخة لخطة العمل الشاملة المشتركة، والأبعاد العسكرية للبرنامج النووي للنظام الإيراني والمواقع التي أبقاها سرا، وبرنامج الصواريخ الباليستية، وسلوكه باعتباره الراعي الرئيسي للإرهاب  خاصة في أوروبا، وانتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان أثناء المفاوضات النووية بفيينا.

کما طالب المشاركون بعمل حاسم وعقوبات شاملة ضد نظام طهران بدلاً من تقديم تنازلات للملالي لمواجهة التهديدات العالمية للنظام.

یذکر أنه وبعد صدور قرار مجلس المحافظين للوكالة الدولية للطاقة الذرية صرّحت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية السیدة‌ مريم رجوي قائلة: “رغم أن القرار خطوة إلى الأمام، إلا أنه لا یکفي إطلاقاً لضمان المصالح العليا للشعب الإيراني في مواجهة النظام الإيراني.
وأکدت أنه اقتربت الفاشية الدينية في إيران من إنتاج أسلحة نووية، باستخدام سياسة الاسترضاء وفي انتهاك واضح لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية. يجب إحالة القضية النووية للنظام إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أسرع وقت ممكن وإعادة تنشيطها من خلال آلية تحريك قرارات مجلس الأمن الستة. الأمر الذي كان يجب القيام به منذ وقت طويل.

وأضافت السيدة رجوي: “الملالي الحاكمون في إيران لم يتخلوا إطلاقاً عن مشروع امتلاك السلاح النووي كضامن لبقاء نظام ولاية الفقيه، وهم بحاجة إليه بشكل خاص، خاصة وهم محاصرون بالانتفاضات الشعبیة. وهذا[امتلاک السلاح النووي] جزء من مهمة إبراهيم رئيسي. في السنوات السبع التي مرت منذ الاتفاق النووي مع دول 5 + 1، استمر النظام في سیاسة‌ الخداع والإخفاء، واستخدم جميع التسهيلات والامتيازات التي قدمها له الاتفاق النووي ضد الشعب الإيراني وفي خدمة القمع والإرهاب، والتحريض على الحروب.
 

وأعلن الإیرانیون في تجمعهم أن الوقوف إلى جانب الملالي المتعطشين للدماء وتعزيز موقع مرتكبي مجزرة أبناء الشعب الإيراني.، يشجع الفاشية الدينية في نشر الحروب وتصدير التطرف والإرهاب.

کما طالبت الجالية الإيرانية المجتمع الدولي، وخاصة الحكومة النمساوية والاتحاد الأوروبي، بالتخلي عن استرضاء نظام الملالي، وإحالة ملف مغامرات النظام النووية إلى مجلس الأمن الدولي، كما دعت المجتمع الدولي إلى دعم الاحتجاجات الشعبية في إيران ضد الدكتاتورية الدينية من أجل إنشاء إيران حرة وديمقراطية وغير نووية، وهو ما يعتبر الحل الوحيد لمواجهة تهديد هذا النظام للسلام العالمي.