مواقف من الأزهر للهند.. الظواهري يثير الجدل بعد وفاته

لم يتوقف زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، عن إثارة الجدل ليس فقط في حياته أو مقتله، ولكن بعد وفاته وهذا يظهر من العديد من البيانات الرسمية التي تحدثت عنه والكثير من الإضطرابات التي أحدثها بعد مقتله.

موقف طالبان من الإغتيال

أكدت حركة طالبان التي تحكم أفغانستان، أنه لم يكن لديها معلومات بشأن وجود المطلوب الأول لدى  الولايات المتحدة  زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في البلاد، وذلك بعد أيام من مقتله بصاروخ أمريكي أصاب منزلا في العاصمة كابل.

ذكرت طالبان في بيان حول زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أن قادة الحركة "في أفغانستان طلبوا من أجهزة الاستخبارات إجراء تحقيق معمق وجدي بشأن الحادثة"، وفقا لما ذكرته وكالة "رويترز".

وهذا التصريح أول تعليق رسمي من جانب الحركة على اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كابل، الأحد الماضي، وسط تساؤلات كثيرة، واعتبرته الخارجية الأمريكية "انتهاكا صارخا" لاتفاق مبرم بين الطرفين.

ومنذ اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، التزم قادة طالبان الصمت بشأن الضربة الأميركية خلال الأيام الماضية، ولم يؤكدوا وجود أو مقتل الظواهري، الذي يشكل غيابه ضربة قوية للتنظيم الإرهابي بعد مقتل رئيسه السابق أسامة بن لادن.

موقف الأزهر 

قال مرصد الأزهر، إنه تابع ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار تصدر حول  كون   زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري  عمه أو جده كان شيخًا للأزهر، وهو أمر قد يستغله البعض للمز الأزهر الشريف من طرف خفي، وهذا ما دفعنا إلى عقد تلك المقارنة التي يُظلم فيها الشيخ الظواهري حين يوضع في جملة واحدة مع هذا الإرهابي الدموي، فهذا إدعاء غير حقيقي ولا يمت للواقع بصلة.

وتابع المرصد: أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري اسمه: أيمن محمد ربيع مصطفى عبدالكريم الظواهري، ولد عام 1951م، في حين أن الإمام الأكبر اسمه كاملًا هو: محمد الأحمدي إبراهيم الظواهري مولود عام 1878م، وعلى ذلك يظهر أن الشيخ الظواهري ليس عمّه قطعا، ويظهر من الاسم أنه أيضا ليس ضمن أجداده؛ إذ لو كان جده لوجد اسمه ضمن أحد أجداد أيمن الظواهري، بل إن الشيخ الظواهري مات قبل ولادة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بأكثر من خمس سنوات، إذ توفي الشيخ الأحمدي عام 1944م، أي ليس هناك اتصال زماني ولا مكاني به من قريب أو بعيد، فقط مسمى العائلة، وهذا لا يسيء للإمام الظواهري فكم من عائلة صالحة خرج منها فرع عاق أساء إلى عراقتها وجعل اسمها وصمة في جبين التاريخ.

وتابع المرصد: إن وجود أبي لهب لا يسيء إلى بني هاشم وهم آل بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حتى وإن نشأ في نفس البيئة التي تربى فيها أبو طالب وحمزة والعباس، غير أن عبد العزى بن عبد المطلب (أبو لهب) شذ عن قيم هؤلاء وقيم والده الحكيم عبد المطلب، وهذا لا يسيء أبدًا إلى أسرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل إن القرآن الكريم ضرب مثلًا لأزواج الأنبياء كيف أنهم كفروا بالله ورسله، وساعدوا على الكفر والفحش كما ذكر في قوله تعالى: "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ" [سورة التحريم: 10]. إن الهدف هنا ليس الدفاع عن الشيخ الأحمدي الظواهري أو تبرئة ساحة الجامعات المصرية من هذا الإرهابي فهي لا تحتاج إلى ذلك؛ إذ الإسهامات العلمية لذلكم الإمام وتلكم الجامعات شاهدة على الاعتدال والعالمية، وإنما المقصود هنا تسليط الضوء على منهجين مختلفين وإن اتحدا في المسمى إلا أنهما اختلفا في الطريق والهدف.

سيدة خلف مقتله

ضجت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن مقتل الإرهابي المعروف زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وذلك في غارة جوية نفذتها القوات الأمريكية على افغانستان.

وفي هذا السياق تحدث المستخدمون عبر منصات التواصل الاجتماعي، حول الشخص الرئيسي وراء مقتل الإرهابي المعروف أيمن الظواهري، ليؤكد البعض بأن السبب وراء مقتله هي سيدة من الهند.

فتداول المستخدمون منشور لكاتب صحفي يدعى جمال عبدالرحيم، يؤكد خلاله أن وراء مقتل أيمن الظواهري هي سيدة هندية وصفها الإرهابي الشهير بـ " سيدة الهند النبيلة"، وذلك كان في مقطع فيديو بثه لنفي شائعات وفاته بسرطان الكبد، حيث أكد الكاتب الصحفي على أن الفيديو الذي بثه "الظواهري" في أبريل الماضي للحديث عن السيدة التي قامت بتحدي حظر الحجاب في الهند هو السبب في معرفة الولايات المتحدة الأمريكية مكان اختباء الإرهابي أيمن الظواهري.

والظواهري طبيب مصري ولد في 19 يونيو 1951 وتحول إلى أحد أكبر المطلوبين في العالم بعد اعتباره من العقول المدبرة لهجمات سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة التي أودت بحياة ثلاثة آلاف شخص، وهو متوار منذ ذلك الحين.. وتسلم زعامة "تنظيم القاعدة" بعد مقتل أسامة بن لادن في باكستان عام 2011، وخصصت واشنطن جائزة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.وينحدر الظواهري من عائلة متميزة من الطبقة المتوسطة، وفيها العديد من الأطباء وعلماء الدين.. جده، ربيع الظواهري، تقلد منصب شيخ الجامع الأزهر، الذي يعد أحد أهم مراكز التعليم الإسلامية السنية الأساسية في الشرق الأوسط، في حين أن أحد أعمامه كان أول أمين عام لجامعة الدول العربية.. وترعرع في حي المعادي وتأثر في صباه بشكل كبير بكتابات سيد قطب.