رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

طوني خاطر يكتب: ساعة الصفر

نشر
الأمصار

هل تناسب الحرب الدول القوية اقتصادياً؟ وماذا لو مضت ايران قدماً في التسلح النووي؟
من هذين السؤالين نكتب ونقول: فشلت المفاوضات بعد ثمانية عشرة شهرًا من الأخذ والردّ، وذلك يطرح وبشكل جدّي امكانية وكيفية التعايش مع فكرة تطوير إيران لسلاحها النووي، أمّا فشل هذه المفاوضات فيترك الغرب ومعه كامل المنطقة أمام خيارات جدًا محدودة. فهل تناسب الحرب الدول القوية اقتصادياً؟ وماذا لو مضت ايران قدماً في التسلح النووي؟

إيران تقول إنّ الطابة الآن في الملعب الاميركي والأوروبي، وهُم يقولون العكس لا بل متأكدين أن الطابة في الملعب الايراني الواسع وهذا يعني أيضًا بأنه ليس هناك من نية لإعادة تفعيل هذه المفاوضات والعودة الى الاتفاق الموقع عام ٢٠١٥ .

السؤال اليوم هل تستطيع ايران الاتجاه الى اوروبا لتوقيع اتفاق منفصل عن الأميركيين؟ الجواب طبعًا "لا " بكل بساطة، الاوروبيّون لا يملكون العصا السحرية ولا يملكون مفاتيح ابواب فك العقوبات..

الإيرانيون يأخذون بعين الاعتبار 
"أمرين"

- الأمر الاول ( ما متت ما شفت مين مات) فهم يدركون تمامًا ماذا حصل ويحصل في ليبيا والعراق واوكرانيا وتخليهم عن قوتهم النووية وانزلاقهم في حروبٍ لا تنتهي …
- الأمر الثاني ، ايران تدرك ايضا حالة جو بايدن الصحية ، وتأخذ بعين الاعتبار فكرة خسارة الديمقراطيين الرئاسة بعد سنتين.
هنا نتسائل ماذا لو مضت إيران قدمًا في التسلح النووي؟
البلد الوحيد القادر على ضرب إيران هي إسرائيل وبضربات جوية محددة من دون جيوش ودبابات…
وإذا ردت إيران على إسرائيل 
سيكون الاميركيون ودول الخليج بطبيعة الحال في الواجهة، لذلك نرى خطابًا خليجيًا هادئًا، والسعودية قالتها بالفم الملآن نحنُ دعاة سلام ودعاة تنمية فمن يريد ان يحارب فليذهب الى الحرب والحدود مفتوحة للجميع ، لكن هذا لا يعني ان السعودية تجهل نوايا إيران او أنها متلهفة للحوار معها، بل هو اسلوب ذكي من القادة السعوديين لتحييد المنطقة عن اي مواجهة عسكرية ، ولماذا هذا التحييد ؟ الجواب وبطبيعة الحال كل الدول القوية اقتصاديًا لا تناسبها الحروب ، فإذا دُقت طبول الحرب قد تكون الخاسر الاكبر وليس كالدول الفقيرة.

قطر

أمّا قطر فنرى انها منفتحة على إيران ونرى ان لديها صالات عرض اسلحة ايرانية في الدوحة،
امّا بالنسبة إلى الامارات فسفيرها يتهيأ للذهاب الى إيران وهي ليس لديها اي محور يعادي إيران ،وهي بصدد توقيع اتفاق دفاعي مع اميركا وبرنامج نووي سلمي،
والكويت على موقفه المحايد، وعمان تلعب دائمًا دور الوسيط.

في المحصّلة  نحن على ابواب تسلح نووي اقليمي وهذا الخيار يحصن الدول ويتبنى سياسة ردع مشتركة لتفادي حرب اقليمية. لكن يبقى احتمال الانزلاق إلى أيّ مواجهة إقليمية واود في كلّ لحظة، لا سيّما مع انسداد آفاق المفاوضات. فمتى تدقّ ساعة الصفر؟