رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

جولة الرئيس المصري الأوروبية.. ملفات ساخنة وأحداث تاريخية

نشر
الأمصار

قام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بجولة مكوكية في القارة الأوروبية العجوز بدأت من ألمانيا لحضور فعاليات "حوار بيترسبرج للمناخ"  ولقاء المستشار الألماني أولاف شولتز، لينتقل بعدها إلى صربيا والتي شملت دكتوراه فخرية من جامعة بلجراد لتنتهي في فرنسا ولقاء مغلق مع الرئيس إيمانويل ماكرون.

الرئيس السيسي في ألمانيا

تطرقت المباحثات بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي،  والمستشار الألماني،  إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأزمة فى ليبيا، خاصةً في ضوء كون مصر من أهم دول الجوار لليبيا، إلى جانب الجهود المصرية الصادقة لدعم المسار السياسي الليبي، وكذلك الدور الألماني الهام في هذا الصدد من خلال مسار برلين.

جاء ذلك خلال لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي،  مع المستشار الألماني “أولاف شولتز”، وذلك بمقر المستشارية الألمانية في برلين.

وتم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين مصر وألمانيا سعيًا لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول كافة جوانب الأزمة الليبية، وبما يسهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية، ويحد من التدخلات الخارجية.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد وصل بالأمس إلى مدينة برلين الألمانية، وذلك بناءً على دعوة المستشار الألماني "أولاف شولتز" للمشاركة فى فعاليات "حوار بيترسبرج للمناخ" اليوم الإثنين الموافق 18 يوليو الجاري، وذلك برئاسة مشتركة بين مصر وألمانيا.

 

وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن المستشار الألماني رحب بزيارة الرئيس لبرلين، مثمناً الروابط الوثيقة بين مصر وألمانيا، والزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين الصديقين بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية لاسيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، مؤكداً أن مصر تعد أحد أهم شركاء ألمانيا بالشرق الأوسط في ظل ما تمثله من ركيزة أساسية للأستقرار والأمن بالمنطقة.


وأعرب الرئيس  عن تقديره للقاء المستشار الألماني للمرة الأولى في برلين، مشيداً بالطفرة النوعية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في كافة المجالات، مؤكداً تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك.


وأشار الرئيس إلى التطلع لمزيد من انخراط ألمانيا عبر آليات مؤسساتها التنموية المختلفة في أولويات خطط التنمية المصرية بمختلف المجالات، فضلاً عن العمل على مضاعفة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر خاصة فى ضوء الفرص الواعدة المتاحة بالمشروعات القومية الكبرى.

وأكد المستشار "شولتز"  حرص ألمانيا على دعم الإجراءات الطموحة التى تقوم بها مصر سعياً لتحقيق التنمية الشاملة، لاسيما من خلال زيادة الاستثمارات ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة الألمانية.

وتم التوافق بين الجانبين  على أهمية العمل على تكرار النموذج الناجح للشراكة بين مصر وكبرى الشركات الألمانية، على غرار شركة "سيمنز"، والذي أثبت نجاحاً كبيراً في السنوات الأخيرة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصة التعاون المشترك في مجال الغاز الطبيعي المسال والطاقة النظيفة والهيدروجين الاخضر، وتطوير منظومة التعليم الأساسي في مصر.

وتطرقت المباحثات  إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأزمة فى ليبيا، خاصةً في ضوء كون مصر من أهم دول الجوار لليبيا، إلى جانب الجهود المصرية الصادقة لدعم المسار السياسي الليبي، و الدور الألماني الهام  من خلال مسار برلين، حيث تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين مصر وألمانيا سعياً لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول كافة جوانب الأزمة الليبية، وبما يسهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية، ويحد من التدخلات الخارجية.

وناقش الجانبان آخر تطورات ملف سد النهضة، حيث اتفق الزعيمان على أهمية كسر الجمود الحالي في مسار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل السد.

و تم استعراض سبل التعاون والتنسيق المشترك في إطار استضافة مصر لقمة المناخ العالمية في شرم الشيخ في نوفمبر من العام الجاري، خاصةً في ضوء الدور البارز للدولتين في مجال قضايا البيئة والمناخ.

وأعرب المستشار الألماني عن خالص تمنياته بنجاح مصر في استضافة هذا الحدث الدولي الضخم والخروج بنتائج ملموسة من هذه القمة تعزز من عمل المناخ الدولي، في حين أوضح الرئيس أن مصر تعتزم التركيز خلال هذه القمة على عدد من الملفات الهامة، خاصةً ما يتعلق بموضوعات التكيف في أفريقيا، ومسألة التمويل لدعم جهود القارة الأفريقية في مواجهة الظاهرة الخطيرة لتغير المناخ.

،وأعقب اللقاء مؤتمراً صحفياً مشتركاً بين الجانبين، حيث ألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة.

الرئيس السيسي في صربيا

 

الرئيس الصربي يستقبل

استقبل الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بقصر صربيا الرئاسي، وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمية فور وصول الرئيس السيسي، حيث عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني للبلدين.

و استقبل الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الرئيس عبد الفتاح السيسي في مطار العاصمة بلجراد.

 

وتأتي زيارة الرئيس السيسي إلى صربيا بعد أن اختتم زيارته إلى دولة المانيا، وتوجه بعدها إلى العاصمة الصربية بلجراد في زيارة ثنائية رسمية الاولى من نوعها، وذلك في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين.

وصرح السفير بسام راضى،  المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن زيارة الرئيس إلى بلجراد ستشهد عقد مباحثات مكثفة مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، بالإضافة إلى مقابلة رئيس البرلمان الصربي، وذلك لبحث آليات تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجانبين، فضلاً عن النظر في سبل التعاون والتنسيق على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وتناولت  زيارة الرئيس المصري عدد آخر من الأنشطة المكثفة، وعلى رأسها إلقاء كلمة في جامعة بلجراد تتضمن التركيز على مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق تعظيمها، فضلاً عن استعراض محددات السياسة المصرية تجاه أهم القضايا الإقليمية والدولية المعاصرة.

 

 

الرئيس السيسي

 

ووضع الرئيس عبد الفتاح السيسي إكليلاً من الزهور على قبر الجندي المجهول بجبل أفالا في صربيا، وذلك بصحبة الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش.

التقت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة المصرية، مع تاتيانا ماتيتش، وزيرة التجارة والسياحة والاتصالات الصربية، حيث تناول اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن سبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهة التداعيات الاقتصادية العالمية الحالية الناجمة عن الأزمة الروسية الأوكرانية وجائحة فيروس كورونا.

 كما تناول اللقاء سبل تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين فى مجالات الصناعة والتجارة والسياحة خلال المرحلة المقبلة.

وحضر اللقاء الوزير مفوض تجاري، يحيى الواثق بالله رئيس جهاز التمثيل التجاري وحاتم العشري مستشار الوزيرة للاستصال المؤسسي .

وقالت “جامع”،  إن هناك فرصا كبيرة لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين لاسيما فى مجالات تنمية وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتدريب الصناعى وإنشاء المناطق اللوجيستية، بالاضافة إلى جذب المزيد من السائحين من دولة صربيا إلى مصر وتوفير برامج للسياحة العلاجية، لافتةً إلى إمكانية التعاون بين القطاع الخاص فى البلدين فى مجالات صناعة السيارات والزراعة والمستلزمات الطبية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .

 

ولفتت وزيرة التجارة والصناعة المصرية،  إلى أن اللقاء أكد اهمية زيادة معدلات التجارة البينية وتسهيل حركة التبادل التجارى بين البلدين، فضلاً عن تفعيل دور مجلس الاعمال الصربي المشترك وبما يسهم في الاستفادة من كافة المقومات والفرص الاستثمارية والتجارية بالبلدين.

 وترجمتها لمشروعات تعاون ملموسة تصب في مصلحة الاقتصادين المصري والصربي على حد سواء.

ونوهت الوزيرة، إلى أن معدلات التبادل التجاري بين مصر وصربيا بلغت عام 2021 نحو 79.7 مليون دولار منها 42.4 مليون دولار صادرات مصرية و37.4 مليون دولار واردات، مشيرةً الى ان اهم بنود التبادل التجاري بين البلدين تشمل الفوسفات والخضروات والفاكهة واللدائن والاسمدة والتبغ والآلات والاجهزة الكهربائية.

وأشارت جامع الى إمكانية الاستفادة من السوق الصربي كمحور لنفاذ الصادرات المصرية لاسواق دول شرق وجنوب قارة اوروبا، لافتةً الى ان هناك فرصة كبيرة لزيادة الصادرات المصرية لدولة صربيا خاصة فيما يتعلق بمنتجات البتروكيماويات والمستحضرات الطبية والملح والبولي ايثيلين ومواد البناء والسلع الهندسية.

وأوضحت وزيرة التجارة والصناعة المصرية، أن دولة صربيا تشارك في السوق المصري في مشروعات يبلغ رأسمالها 47 مليون دولار وذلك في قطاعات الصناعة والخدمات والانشاءات والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والزراعة.

ووجهت "جامع"، الدعوة لنظيرتها الصربية لزيارة مصر خلال انعقاد معرض تراثنا ، وتخصيص جناح لدولة صربيا بالمعرض.

 

الأمصار

 

وصل  الرئيس عبد الفتاح السيسي الى مقر جامعة بلجراد، إحدى أهم المؤسسات التعليمية في صربيا، والتي ستمنحه درجة الدكتوراه الفخرية.

الأمصار

 

تفقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، برفقة الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش المنزل التاريخي للزعيم جوزيف تيتو.

السيسي في فرنسا

 

الرئيس السيسي وماكرون

 

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى جلسة مباحثات مغلقة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك بقصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس.

صرح بذلك السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

 

وكان أعلن السفير بسام  راضي المتحدث الرسمي  باسم  رئاسة الجمهورية المصرية، وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي الي مطار أورلي الدولي في العاصمة الفرنسية باريس.

ويقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي  بزيارة رسمية إلى العاصمة الفرنسية باريس تلبيةً لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الزيارة ستشمل عقد مباحثات قمة بين الرئيسين تتناول عدداً من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية فضلاً عن الموضوعات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، إلى جانب بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة المستويات.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء شهد إجراء مباحثات بين الرئيسين، حيث رحب في مستهلها الرئيس الفرنسي بزيارة الرئيس إلى باريس؛ مؤكداً تقدير فرنسا لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، واعتزازها بالروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين الصديقين، والتزام بلاده بدعم مسيرة العلاقات الثنائية المشتركة في مختلف المجالات على نحو بناء وإيجابي، ومشيداً في هذا الصدد بجهود الرئيس لصون السلم والأمن الإقليميين.

من جانبه؛ أكد الرئيس حرص مصر على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الجمهورية الفرنسية، والتي تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الأفريقية، معرباً في هذا الإطار عن التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الفرنسي خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المتبادل.

كما شهد اللقاء التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، لاسيما مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أعرب الرئيس الفرنسي عن تقدير بلاده البالغ تجاه الجهود المصرية ذات الصلة، سواء بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو في الداخل الفلسطيني بما فيها جهود إعادة إعمار غزة، مبدياً تطلعه لاستمرار التشاور مع مصر في هذا الخصوص، وقد أكد أكد الرئيس موقف مصر الثابت في هذا الصدد بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية.

 

كما تم استعراض تطورات الأوضاع في شرق المتوسط وليبيا وسوريا ولبنان، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الحلول السياسية، بما يحافظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية، ومن ثم يوفر الأساس الأمني لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة.

ومن جانبه؛ أعرب الرئيس "ماكرون" عن تطلع فرنسا لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الثقل السياسي المصري في محيطها الإقليمي، مشيداً في هذا السياق بالجهود التي تبذلها مصر لدعم مساعي التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة.

وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء تطرق كذلك إلى الوضع الاقتصادي الدولي الصعب الناشئ عن الأزمة في أوكرانيا، خاصة على صعيد أمن الغذاء والطاقة في العالم، والتأثيرات السلبية غير المسبوقة التي شهدتها الأسواق العالمية بسبب الأزمة، حيث تم التوافق على أن الوضع الحالي يفرض على كافة الفاعلين الدوليين، التحلي بالمسئولية لإيجاد حلول وآليات عملية تخفف من تداعيات الأزمة على الدول الأكثر تضرراً، وأكد الرئيس في هذا السياق على رؤية مصر بأهمية إبقاء الباب مفتوحاً أمام الحوار والحلول الدبلوماسية من قبل الأطراف المعنية.

كما أطلع  الرئيس نظيره الفرنسي على استعدادات مصر الجارية لاستضافة القمة العالمية للمناخ COP27 بشرم الشيخ في نوفمبر القادم، ومساعي تنسيق الجهود الدولية لتحقيق تقدم ملموس حول قضية تغير المناخ والخروج بنتائج إيجابية من القمة.